الكلب الأسود
بقلم : سيد علي رأس العين
هنالك غير بعيد !
انجاب الضباب
ذات سحر !
و تكشفت غابة
الزيتون الراسخة
و الكلب
الأسود هنالك
رماه القضاء
المبرم !
و أفرغ عليه
غربة سوداء !
و سقاه كرها
من شراب
الجفاء ؛
و الليل
يومئذ بردائه الغاسق
و استشرى في
كامل القرية الحزن
و الكلب
الأسود يبحث عن مأوى في الجوار
عيناه
الصفراوان تبرقان
و الحزن
الغائر بدا عليه
و الغربة
جارحة !
و الكلب
الأسود حائر أين الوجهة !
وحيد و غريب
في ديار غريبة
و أناس غرباء
!
و في أسفل
الغابة
نباح كلاب
شاردة ومتناحرة
كأنها أجراس
تقرع
ايذانا بحرب
حامية !
لا ملجأ و لا
مأوى
إلا بين
أشجار الزيتون
و الصمت راكع
في ليلة قاهرة عاتمة
و أضواء
لامعة من بعيد
تثير الازعاج
و تستفز راحة
الليل الحالم
كلب توقدت
عيناه أسى من الدمع
هو بريء بين
قساة من البشر
بطفحون حيفا
و آثاما !
مرت أيام
قاسية
و الكلب
يتجشم المحنة
و يستفرغ
الكآبة !
و يترقب
عساه يعثر
على قريب
عساه يعود
إلى ديار الأهل البعيدة
و لقاء
الأحبة !
و الحنين ظل
يوسوس في قلبه المكلوم
و الأمل لا
يفارقه مثل صداع قاتل
يرتقب انزباح
الفجر الثقيل !
لينطلق مع
فجر جديد!