البكاي كمال كمال
دموعك ملح
إن الدموعَ التي تهمعُ من عينيكِ يا حبيبتي ملحٌ مذاقها
وعيناكِ البنيتانِ ينمان عن قلبٍ عظيم
فكفكفي الدمعَ واتركي الأقدارَ تجري
واسمعيني فلربما كنا سواءً في الحنين
ما الذي أبكاكِ قولي
خبريني عن سرِّ هذا البكاء
ماذا جرى حتى بكتْ عيناكِ دمعا أخرسا
ووتنهدت روحي لأجلكِ في الصباحِ وفي المسا
وكأنني الآن أبصرُ ما بقلبكِ من شجن
إن ما بيننا من مسافةٍ يا حبيبتي
لا يلغي شعوري بما تحسينهُ من ألم
لن يمنعني البعدُ وصلك
ولن تقف الحواجز بيننا مهما ابتعدنا
وإني على عهدي القديمِ باقٍ
وقلبي كما تركتهِ عندما قررتِ قتلي بالرحيل
أنا ها هنا الآن فوق حصيريَ البالي جالسٌ
ودواتي قربي وأقلامي وأوراقي
وما خطت يدايَ من الرسائلِ كلّ شيءٍ
كما تركتهِ ما يزالُ ولن أغيِّرَ عادتي أبدا
فمن غيري يهواكِ ذكرى طيبة
ويحمل عنك آلامَ الوجع
من غيري يحفظ للحبيب عهوده
ويزور أطلال الحبيبة في الظلام
من غيري يمشط شعرك الأسود
ومن سواي في الحب لا يرضى بالفطام
هذا الفؤادُ الذي بين جنبيَّ يتعبني
فإلى متى سأظل أحملكِ معي
وإلى متى سأظل أنظمُ في القصائدِ دون ردٍ
نصيبي من هواك عزيزتي
ذكرياتٌ حبلى بالحنينِ وبالشحنْ
أغفو فتأتيني في المنام
وإذا أفقتُ تحول الحلم الجميل إلى حطام.
