سامي المسلماني
رسالة إلى امي
لا أتكلم كي اصمت
بل أصمت كي تنفجر ينابيع الكلام،
لكني تعبت يا أمي،
صخور كثيرة لا تريد ان
تتفتت،
فأسي ملت طرق الرؤوس المسننة
ومقبضها الخشبي انكسر
وهو يحلم بالعودة إلى أمه الشجرة،
انا ايضا أريد أن أعود إليك يا أمي،
لا تقولي لي أن ليس تحت الأرض سوى
مزيد من الصخور
تكبر يوما بعد يوم
في غياب الفؤوس...
تعبت يا أمي،
سطح الأرض مغطى بطبقات سميكة
من الخريف
و أيام الآحاد
وروائح الأظفار
المحروقة...
وأنا لا منظار لي،
لا مجرفة،
و لا معول
حتى اقلامي يا أمي ضقت بها وضاقت بي...
انظري،
هاهي تكمم افواهها وتستعد
للرحيل،
أنا أيضا اريد أن أرحل إليك يا أمي،
لا تقولي لي:
"الظلام دامس هنا وانت نظرك ضعيف"
هذه الأرض يا أمي تسرق في كل لحظة
خيطا من خيوط عيني
لأني أرى عريها
و لا أصمت،
لأني اشم بخورها الكاذب
ولا أسقط مغشيا علي،
لأني المس حروفها
ولا أصدق غير الرؤيا....
أنا أيضا عار يا امي
و أشعر بالبرد،
لا تقولي لي :"سيأتي الربيع قبل أوانه
من
أجلك"
كبرت يا أمي،
لكن ركبتيّ
مازالتا قادرتين
على حملي
إليك...
انتظريني يا أمي،
لا تنامي قبل أن
أجيء
و
أراك.