امرأة من بقايا الجنة
يحيي زيدو
لستُ معنيَّاً بعيد الحبِّ
و لا بالدببةِ الحمراء، أو بالورودِ الحمراء
و لا بالأرديةِ الحمراء، أو بالأحذية الحمراء
أنا معنيٌّ بحقِّي في الحبِّ
حقي على الحياة أن تكون لي امرأةً أحبُّها.
امرأةٌ تفيض من خيالي
لا تشبه أولاء اللواتي يتنزَّهنَ على الكورنيش البحري
أو يتسكعنَ أمام واجهات المحلات لقتل الوقت
و لا اللواتي يضحكنَ بصوت عالٍ في المقاهي
للفت الأنظار إليهن.
أنا معنيٌّ بامرأةٍ أقول لها :أحبُّكِ
كأني أخطُّ تاريخ نبيٍّ على الماء
أعبر جلجلتي على صليب ضحكتها
وأرفع عالياً نخبَ كل ما مرَّ بي من خراب
لأني وجدتُ أناي بعد جهد عظيم.
امرأةٌ تنهمر عليَّ
كانهمار الموسيقى من صوت المطر
كتساقط ماء الشلال على حجر.
امرأةٌ أقول لها: أحبُّكِ
لأقصَّ حكايتي معها على أولادي المحتملين
حين أصير عجوزاً، و أقول لهم:
إن الأرض تدور، و تدور...
بكلمة الحب العظيمة.
امرأةٌ أقول لها: أحبُّكِ
حتى لو لم تستجبْ لما أقول
حتى لو لم تبادلني الحبَّ
امرأةٌ كأنَّها آخر تفاحةٍ من بقايا الجنة
أفترض معها أنني أعبر نهر المستحيل.
امرأة سأبقى أقول لها: أحبُّكِ
10/2/2020