جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
آراءالعقيد بن دحو

اسطرة) الادب و احالة الادب الى اسطورة

 

اسطرة) الادب و احالة الادب الى اسطورة

العقيد بن دحو



يوعز المهتمون ، الباحثون و النقاد مرد جودة وروعة الكلاسيكيات اليونانية بل و خلودها ووصولها الينا مما قبل الميلاد ،ما قبل التاريخ بهذا الشكل البديع الرائع الا دليلا على انها تحوي طقسا نبيلا خلاقا اخلاقيا ما، الى انها ليست وليدة ابداع شاعر واحد ، انما بنيت بالتراكم و الاضافات على مر ازمنة عديدة متعددة متتالية.

الواقع ؛ الملموس لدينا ان التفكير اللاهوتي عند الاغريق تفكير خصب ، يتلخص بان الالهة حلوا بالوجود كله (الحلولية)، وانها متحدة مع هذا الوجود بل ذهبوا الى ان الانسان حل بالاله بحيث ملئت الالهة بالبشرية وصفاتها ،  وكان لهذا اثره على الادب اليوناني لانه امتاز بما امتازت به الالهة من تنوع و تعدد خصائصها.

ما الاسطورة ؟

اني اعرف جيدا ما هي ، شرط اللايسالني احد ما هي ، و اذا ما حاولت ان اجيب سوف يعتليني التلكؤ . تلكؤ المفردات و تلعثم العناصر.

الاسطورة ميراث الفنون كما يقول (نيكولاس فريده).'وهي زاد معين لا ينضب للافكار المبدعة ، و للصور المبهجة ، و للمواضيع الممتعة ، و للاستعارات و الكنايات. و عليه ،  فانها تهب كل امرئ شيئا . انها لا تهيئ هدايا لامعة جاهزة للمتشاعرين ، لانصاف المتعلمين ، لاشباه المثقفين ليخطوا  اسماءهم .عليها فحسب ، بل انها تشجع اللامعين ممن لهم مواهب اكبر.

ولان لم يعد في الامكان ابداع اكثر مماكان ، و لان وصلت مختلف الاداب و الفنون الى الضيق بذات نفسها.

يمس مختلف الاجناس الادبية  و الفنية الى الضيق بذات نفسه ، ان لم تلحقها نفائس الاداب و الفنون الاخرى ، لتهز الخلق من ديباجتهم.

اذن الاسطورة عملت في مجرى التاريخ ، سواء قبل التدوين او بعد التدوين الى انقاذ الادب.

و منذ ظهور الانطباعية وصلت مختلف الاداب و الفنون الى ازمة ، حين ولى دور الانسان و لم يعد هو مركز ثقل الكون. او ليس بمفرده صار المحور الانسان مضافا الى الطبيعة.

لذا لجا معظم الكتاب الحداثيين و ما بعد الحداثة الى الرمز و الاسطورة و الخرافة و ااحكاية الشعبية ليس حبا في الولوج الى عالم العجائبية ، انما الهروب من عوالم " الشيئية" التي حولت الانسان الى رقم و ملف وحالة.

لا غرو اذن ان سميت التراجيديات الاغريقية باسم " العقد" اي ادب درامي صنع من اسطورة (قالت الاسطورة) !.

فنقول اسطورة اوديب ملكا ، اسطورة الكترا ، اسطورة اونتجون ، لسطورة اياس ، اسطورة فيلوكتيتيس ، اسطورة ثيسيوس..... كما يمكن ان نسمي ادبا قصة او رواية او شعرا او مسرحية.

تماما كما شككوا النقاد الالمان شوبنهور او شليجل او نتشه ان بكون مصدر كل هذه الالهة و الابطال و انصاف الالهة شاعرا واحدا هوميروس او هزيود ، انما بتراكم و اضافات العديد من الشعراء السابقين.

عادة ما تكون الاسطورة مجهولة الهوية و ذات نهاية مفتوحة بينما العكس.

الاسطورة ادبا يلون الطبيعي بما هو خارق للعادة.

بعض المدافعون يرون ان الاستعارة اسطورة مكثفة ، هي الميدان المشترك بين الاسطورة و الادب ، على الرغم من انهما قد يختلفان من حيث التكوين. لنتساءل : اهل الاستعارة اسطورة مكثفة ، ام ان الاسطورة استعارة موسعة ؟

كان (فيكو) يرى ان كل  استعارة حكاية موجزة ، و هذا يتفق مع راي (امرسون) ، على اللغة باعتبارها شعرا متحجرا ، اذ ؛ ان كل كلمة منها تخفي قصيدة متجمدة.

الاساطير ناتجة عن استعارات ناتجة حرفيا ؛ المجازات تحمل من الاستعارات.

الاسطورة ادب يلون الطبيعي بفعالية ما هو خارق للطبيعي.

اما دعاة الاختلاف ، اختلاف الاسطورة عن الادب ، يرون وقق خصائص الشكل. تختلف الاسطورة عن الشعر بما يلي :

الاسطورة تحيا بالمجاز و هذا يمكن ايصاله بالرموز اللفظية.

الشعر يحيا بفضل لغته فجوهره مرتبط بتلك اللغة و لا يمكن ترجمته.

ان في الاسطورة جنين الملحمة و القصة و التراجيديا المستقلة .

الاسطورة الرحم الذي منه يخرج الادب الجاد الواع الوازن تاربخا و سيكولوجيا.

ان الادب في عملية تجريده من الاسطورة سوق يستمر بعض الوقت ضمن الزخم  الذي رمكه الاسطوريون السابقون بحيث كل قدره الاسلاف الاقربون  على ظاهرة سوف ينتج فرضا عتبة المحاكاة التهكمية او التقليد الساخر و الفكاهة المضحكة.

مما تقدم نقول ان الاسطورة وعي جمعي ،ليست فردانية ، بمعنى الفرد لا يستطيع ان يبدع او ان يصنع اسطورة انما بامكانه ان يحلم..اذا يقولون الاسطوريون الحلم اسطورة الفرد. فالشاعر او الاديب وهو يبدع يصنع اسطورة فردانيته حتى اذا ما تعلق الشعب بشيئ صار لسطورة. اذ صوت الشعب من صوت الاله.

لاغنى الادب عن الاسطورة و الاسطورة عن الادب ؛ ان كان الخلق و الابداع العامل المشترك و الاساس في ابداعهما. سواء كانت المدخلات اسطورة و تنتهي بمخرجات ادبية او العكس مادام المتخلل و المتفاعل و التغذية الراجعة هو الانسان.

وفي الاخير ان كانت (مؤارخة) الاسطورة و احالة الاسطورة الى تاريخ ممكنة اي صناعة تاريخ ، اي لبناء حضارة يلزمنا تاريخ و الشبيه للتاريخ (للاسطورة - الخرافة - للحكاية الشعبية - و كل ما هو موروث مادي و اللامادي ) كما يقول مالرو.

فالاولى امكانية صناعة او احالة الادب من او الى اسطورة و العكس صحيح في زمن اثقله منطقه ، صارت الرقمية و الذكاء الاصطناعي ينوب عن كل القيم و المعاهدات و الاخلاق الانسانية التي كانت متعاهدة.

وخشيتنا ان نستيقظ ذات يوم و نجد الرقم قد احال الجميع الى حالات طقس وارصاد جوية ترمومترية بارومترية ، و على سلالم اخرى ريخترية و ميركالية.

الاسطورة لا اقول خيرا لا بد منه و لا اقول شرا لابد منه ، لكنها كطب بديل لكافة الامراض التي اصابت ادابنا وفنوننا و ثقافاتنا كمعالجة فكرية لا اقول تشفي المريض شفاءا نهائيا ، و لا تبعث الميت من جديد للحياة ، لكنها مسكنا للالم الى حين.


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *