مهند حسن
قبل أن تولد، لا تولد،
مهند حسن
قبل أن تولد، لا تولد،
سأشيد لك
التماثيل،
وأخلدُ ذكراكَ ثم أركعُ متضرعاً
أن لا تجيء كالعابرينَ،
سأبحث لك عن جرحٍ ظال
أعكر فيه صفاء جسدكَ
ونهرٌ من الخمرِ
أغسل فيه جنابتُكَ
وأضعُ نشوتك على محملِ
الشك،
سأبحث عن عين أخرى
لأرى عنك بساتين العنب،
وأتذوق بلسانٍ مُرٍ حلاوة
الأيام،
قبل أن تولد،
لا تولد..
ما جدوى أن تولد
في ألمٍ لا نهائي.
كيف تُغسل الكروم
النفوس الطيبة الملطخة
بالسخام،
عندما يضيء اللون
العنابي
شفافية الكؤوس،
كيف تدوخ الرؤوسَ في لذةٍ
عند أولِ السؤال
وأخر التعب؟!
وأنت أيها القلب
الخاوي
أيها العرش الذي طفح على السيل
وغاص في المنايا
أيها الخاسر دوماً، غزواتك،
قف جريحاً
في حقولِ القطنِ وأدهن العمر
الحزين في مزارعِ التبغ
ضع في كفيكَ بلادٍ
تمحو الطريق من أسفارك
اللا نهائية،
في يومٍ ما
ستصلب "كعيسى"
في التخوم
لا تضع قدماً في أرضٍ هشة،
وأتمتهن النبوى حتى يأذن لك أن تخلق
بجناحين.. وتطير من قاعِ
الظلامات إلى عتمةٍ
أشد،
ها أنت ذو حسبٍ
دون نسب،
أصلابك غير كفئٍ،
ذو جسدٍ أجذم
بلا ظلٍ،
أجل موتكَ لحين
تجد جسداً
تتكئ به روحك عند الضياعِ،
وستكذب نفسكَ
أنكَ لا تحترق
إنما تتوهج.. لا تصدق أنكَ تتوهج
وإنما تشتعل وكالرمادِ
ستتلاشىٰ.
مهند حسن