جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
روايةريم محمدمحمد البنانقدنقد رواية

السرد والمغزى" رؤية نقدية من منظور شمولي لرواية "كاجوال" للأديب الأستاذ " محمد البنا"

 

السرد والمغزى"

                رؤية نقدية من منظور شمولي
                       لرواية "كاجوال"

                 للأديب الأستاذ " محمد البنا"

"كاجوال " البحث المضني عن الذات المتخفية بلبوس

 اعتيادي لرجل حقق كل مايريده الآخرون منه كإنسان وديع

 ومطيع ( والدته/والده/زوجته/أطفاله/ والنساء الأخريات

 في حياته) لكنه لم يتوصل إلى حالة الرضى( فالنقص

 العاطفي لتمثال مكتمل خارجياً تنقصه الروح من الداخل)

 والذي استمر معه منذ الطفولة وحتى نهايات أيامه.

السارد ( الرجل العادي، الناجح ،المتقاعد الكاتب الاديب، الزوج، الاب المتواضع الطيب ) لكن ماذا ينقصه في رحلة بحثه هذه والتي استمرت طيلة حياته؟

تنقصه ( نسخته الانثوية أي من تكمله من تفهمه )

لو عدنا إلى البدايات وسألنا السؤال التالي:

ماذا لو وجد نسخته الأنثوية منذ طفولته ؟

بمعنى آخر ماذا لو أُشبعَ عاطفياً بدايةً عن طريق أمه، ثم لاحقاً عن طريق حبّه الأول

هل كانت النتيجة اختلفت ؟

وأقول هنا نعم

 فالمهندس الناجح والزوج والأب ربما سيكون أديباً وأديباً فقط بالإضافة لكونه زوجاً محباً وأباً مثالياً لعائلة مثالية

لكن الكمال هنا هو في النقيض في الرسمي ( عكس الكاجوال)

فاختار الكاتب لسرده الوصف العكسي لنتيجة ماحصل ويحصل طيلة حياة شخص لم يفعل إلا ما أراده الآخرون منه - بغض النظر عن إرادته وعاطفته-

الاحداث تشبعت بسيرة حياة هذا الشخص و

الاسباب الموجبة لما وصل إليه، النتائج، الشخصيات التي بعضها مر وأثّر وبعضها الآخر مر دون أن يترك أثراً، والذكريات ووو…

وكأنني هنا أمام سيرة حياة هذا الشخص والتي ابتدأت من موته أي أنني وجدت "البداية هي النهاية"

أسلم روحه ( حصل على الراحة التي لم يجدها طيلة حياته) ثم بدأ بسرد عكسي تتداعى فيه الذكريات…

فمن هو هذا السارد او البطل ؟

ممكن أن يكون أي إنسان من أي مكان شرقاً أو غرباً يحمل في داخله مشاعر مكبوتة، يفكر بالآخرين دون أن يفكر في نفسه( من الناحية النفسية هو شخص مريض بالبحث عن أرضاء الآخر )

________

لمَ يتقصد الاستاذ محمد البنا الابتعاد عن كل ماهو اعتيادي في طرح أفكاره؟!

يلبس شخصيته الروائية بلباسٍ على مقاسه، يعطيها من روحه وبعضاً من سماته الحياتية والوظيفية لتزهر وليوهم القارئ أنه هو ثم ينقلب في النهاية عليه، يستحضر أمثلة وبراهين تجعله يفكّر دائماً ويتشوّق لإتمامها ( مخاتلة مع تشويق)

يستعمل هذه التقنية في جُلّ كتاباته السردية وهو بارع جداً بها…

أما بالنسبة للسّرعة في الطرح واستعمال اللهجات المحكية - على الرغم من أنها تعتبر مثلبة - فلها مايبررها، فالمتلقي عندما يتم قراءة هذه الرواية ويصل للسلام الذي وصله البطل بموته ( سيكتشف انها ليست سيرة ذاتية ) فيعود أدراجه للبداية التي دُمجت مع النهاية كمشهدٍ بانوراميّ واحد وسردٍ طويلٍ سريع نجح فيه الكاتب بإيهامنا تقمّصه لشخصية بطل روايته، حيث غلب على معظم قرائه ومتابعيه الظن بأنه هو بينما في حقيقة الأمر كان ذلك إيهام منه لنا ليس إلا، فليس الايهام بالتقمص تقمصاً حقيقياً وإنما هي مهارة وتقنية سردية يجيدها الكاتب في معظم رواياته.

وهذا هو كاتبنا وناقدنا الرائع الاستاذ محمد البنا الذي لايكف عن إدهاشنا ومخاتلتنا في سردياته فمن " نور إلى كاجوال ثم نيرمانا" وفي كل رواية يضع جزء يسير من ذاته لتحرك قواعد اللعبة وتمزج أوراق السرد.

ريم




***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *