حميد حسن جعفر الشاعر عامر الطيب
قصائد ام قطعان خيول بريةلم يزل الشعراء من اصحاب المشاريع الإبداعية والحياتية يؤكدون قدراتهم على مواجهة الاندثار عبر نوع مستعص من الكتابة ،نوع لا يتوف لحظة يرغب هذا او ذاك ممن يعتقدون بانهم يقودون العالم من أذنه الطويلة الشبيهة بأذني المعززة او الثور ،نوع يعتمد اكثر من قانون شعري ينتمي ال، -اللاقانون -يتمكن من خلاله الشاعر الذي يعمل كقناص ان يصطاد -اللافريسة- هذا الكائن الذي يأبى الانتماء إلى النطيحة والمتردية،او التي عافتها السباع ،
عامر الطيب
ومنذ -كما يقال -نعومة أظفاره وهو يؤد على ان قدراته الكتابية غير خاضعة
للاستنفاذ،كتابة تعتمد البحث عن الشعري في اللاشعري ،عن طرق الوصول إلى المغامرة
،إلى استحداث ما يوازي المغايرة والاختلاف
حيث يشكل حل منهما مهمة غير سهلة في الحفاظ على ماء الشعر الذي يستخدمه الشاعر لري
و سقاية بتلاته وأعشابه التي تنتمي -لابد من ذلك -إلى أعشاب سلفنا الأول ،الذي ركب
سفينته الخاصة ليبحر نحو الخلود ،/ملك أوروك،الذي اورثنا عدم القبول بالمتوفر من
الحياة ،بسهولتها و ركونها عند الشواطيء بعيدا عن الأعماق،حيث مستعمرات المرجان
،والحوت الازرق،
عامر الطيب يجيء للقاريء بما يوفر
له لحظة القراءة التي تتطلب اكثر من لحظة معرفية
يتمكن من خلال امتلاكه لما تمجد بها الفعل الحياتي للأمم والثقافات وما
يشكل اساً للحضارة ، من مخيلة وحلم ،ومغادرة
ما يشبه المستنقع الحياتي ،التي توقفت الانهار او الأمطار او الينابيع عن تمويله
ما يوفر فعل الاستمرار في مزاولة الوجود ،
البعض قد يشيد بوجود المستنقع المعرض للاختفاء من خلال تحويله إلى خزان
للمياه الثقيلة ،ومحمية للأفاعي والسلاحف ولبعض الضفادع ،
عامر الطيب يعمل و بجد و بلحظة احتفاء بما يتوفر خارج المستنقع ،مانحاً
قدراته اكثر من فرصة لان تشغل مكاناً حياتياً لا ينتمي للإيجار المؤقت والذي قد يجد نفسه و اثاث بيته خارج
اسوار الدار ،
المكان الذي يشغله الشاعر عامر الطيب لا يمثل الّا بلاداً شاسعة غير محدودة
،حيث تشكل كتاباته الشعرية قطعاناً من الخيول البرية التي لم يسعى الشاعر إلى
تدجينها،وتحويلها إلى ما يألف الإسطبلات ،
شكرا عامر الطيب
الثاني والعشرين من شباط منرعام ٢٠٢٤