جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
آراءالعقيد بن دحو

تلكؤ و تعلثم وتوثر القادرين

 

تلكؤ و تعلثم وتوثر القادرين

العقيد بن دحو

La traque ، القلق ، التلعثم ، التلكؤ ، الذي يصيب الفئة 

الانتلجنسيا.

فئة الاساتذة الجامعيين المحاضرين ، ينم عن خلل في التدريب و التجريب السيكولوجي الذهني العضوي ، نقص القادرين على التمام.

وانت تسنمع الى هذا المنشط او ذاك ، لتلك الجلسات الادبية العلمية او تلك . لذاك الاستاذ المخاضر او ذاك ، و انت كلك شغف و حماس و استعداد ، لتستمع ما جادت به قريحته ، و ابداعه ، و مدى قدراته البحثية الادبية الفنية الفكرية ، و مدى حدائقه الغناء الخلفية الممتلئة بالمرجعيات الثقافية . لا يكاد يضع توطئة لمدخلات مداخلته او محاضرته او اطروحته حتى يصاب بغصة الكلام ، و كانه توقفت الالفاظ و الجمل و الفقرات في حلقه ، و كانه سرعان ما صار في حاجة الى اسعافات اولية قبل ان يصاب بالاختناق و يلفظ انفاسه الاخيرة.

يشعرك بتعثر خطواته الاولى فهو في حاجة الى رشفات ماء او الى من يضمه من الخلف ، و يضغط صغطات متواليه على الحاجب الصوتي ، كيما يتخلص البلعوم من الكلمات العالقة بالحلق . مادامت الكلمات صارت تتميز بما يميز اللقمات ، مادامت الجلسات الفكرية الادبية الثقافية صارت بافلوفية ، تخضع للمنعكس الشرطي ، اكثر منها المنعكس الارسطي.

و انت تتابع هذا و ذاك المصاب بالتوتر ، حتى تلمس ذاك الخلل المعرفي ، الذي لم يتلقاه المحاضر ايام فترة الحلم او فترة المحاكاة الطفولية ، و كانه لم يقلد يوما اباه او امه. و كانه لم يلعب يوما امام اخوته بالمنزل دور عسكر و حرامية ، حتى لا اقول لم يشارك يوما في اي دور تمثيلي  في مسرح مدرسي او جامعي ، و كانه لم ير يوما ذاته بالمراة (...) .

اننا لا ننظر بالمراة لنرى اوجهنا ، انما لنتكلم ايضا ، و نمارس تدريباتنا وظائف الاعضاء و الحواس ، الوظيفة الفيزيولوجية الاجتماعية الاولية. تراسل الحواس و تداعي الخواطر بالوعي و اللاوعي.

الاستاذ المحاضر شانه شان الممثل ، عليه ان يتدرب مرارا و تكرارا على عرض ما اوكلت اليه من عرض اعمال ، ان يضبط ايقاع مخارج انفاسه و جعلها تطابق مخارج الفاظه الفنومية . جعلها تصب في قالب جميل محبب الى الانفس له وقعه على القلوب الصادمة و قعا  مباشرا ، حتى لا ياتي يوم العرض و يصاب بالبلوكاج و الاحتباس اللفظي.

هذه الجلسات او تلك التي يتوقف فيها استاذا جامعيا معتذرا على انه اصيب بالتوثر و ضغط الجمهور لبعض ثوان او دقائق اوقف معه الحاضرين حجلا.

فالاستعداد هو اللاستعداد ، يكون شاملا معدا اعدادا كاملا مسبقا او هو مجرد هرطقة و استهزاء و اللامبالاة و اللامسؤولية ، و استخفافا بالذائقة و الوعي الجمعي للحضور ، حضور مستمعا لا غير ، يملى عليه ما يشاء من قلق و توتر و ضغط و مرض سوء تحضير ، ليسقط عليه ما يشبه سقط متاع.

اعتقد ان فكرة "اعداد ممثل" لستانسلافسكي بفن المسرح ، صارت صالحة لجميع المسؤوليات و المهام ، للاستاذ ، و الموظف و الاداري ، و الخطيب و للمحاضر و للسياسي و لكل من يواجه جمهورا محتملا ، بغية التاثير و الاقناع ، لا يتركه يغادر مقاعد مدرجات الجامعة او سجاد المسجد او اي منبر من المنابر الا وقد حمل هذا (المستمع) بوادر و بواكير التغيير معه، تلك الفكرة التي تغير وجه المحيط ، بل وجه العالم.

بل عليه ان يتعلم فن ابجديات قواعد (دي لامارتي) للارتجال لانقاذ ما يمكن انقاذ ما يمكن انقاذه ، ان وقع حيص بيص امره !.

كم يحز في النفس و انت يقدم لك هذا الاستاذ او ذاك ، حتى يتخيل لك المرحوم المفكر الالمعي الجزائري مولود قاسم نايث بلقاسم ، حتى يتخيل لك شاعر الثورة الجزائرية المرحوم مفذي ذكرياء ، حتى تتخيل لك خطب الرئيس الراحل هواري بومدين العصماء. و لا يكاد يشرع النطق باول كلمة ، حتى يتقطب جبينه ، وتهتز فرائصه ، و يتصبب عرقا ، تدمع عيناه ، يصاب بالزكام فجاة ، تنتابه نوبات الرشح ، نوبات السعال الديكي ، يهرش في كل مكان من جسده ، يصاب بمتلازمة حساسية داون !

يجعلك تخجل من نفسك . نمدم على اليوم و حظك التعيس الذي قادك الى هذه الهيستيريات من لغة الجسد المهتلسة. تتمنى لو انك ما حضرت لهذه الفوبيا التي انتشرت نارا بهشيم ارجاء القاعة.

من السهل على محاضر تلقى القليل من ناصية المحاكاة الارسطوية ، حتى يحول كالمارد المستبد الدكتاتوري الحضور الى نقاط ؛ ثم يحول هذه النقاط الى نقطة واحدة موحدة مشتركة ، يكون من السهل عليه التلاعب بها ، يحركها ذات اليمين و ذات الشمال و من اعلى الى اسفل ، مع فترات صمت و سمت ، و التحكم الجيد في ضبط ايقاع القاعة ، و جعلها تطابق ايقاع نص موضوع المحاضرة او الندوة ، حتى تسطع الفضيلة على الجميع ، و حتى تتحقق ما يسمى " بالعدالة الشعرية"

انه يمسك بالحياة و يعيد توزيعها حسب قاعدة الغناء و عدالة الرقص كما تقول الحكمة الزنحية

او لا يجب ان يكون القانون مناهضا للعدالة كما تقول الحكمة الدرامية التراجيدية.

صعب ان تكون محاضرا هكذا دون تحضيرات اولية ، تسيئ الى نفسك و الى من وضع فيك الثقة ، ان تكون (قاضيا) عدولا ، ابداعا و تفكيرا و محاكمة وحبورا حضورا.


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *