الهند...أرضُ العجائب "٤"
"India..wonders land"
وفدت على
السند كثيرٌ من القبائل العربية التى كان لها دورٌ
عظيم فى الفتوحات، فاستوطنوا هذه البلاد وأصهروا إلى أهلها ، وكان لهم
مشاركة ناجحة
فى نشر تعاليم الدعوة الإسلامية،ونشر اللغة العربية
وبناء الثقافة الإسلامية
العربية ، فكان منهم علماء
الحديث واللغة والأدب
مثل : أبى معشر
نجيح السندى المُحدّث وابن
الأعرابى اللغوى،وأبى عطاء السندى
الشاعر وأبى اليزيد
طيفور بن عيسى البسطامى المتصوّف.
وقد جنى العرب
من فتحهم هذا
كسباً عظيماً للثقافة الإسلامية ،
ذلك أنهم حين قدموا هذه البلاد
واختلطوا بأهلها ، وجدوا عندهم من
فنون المعرفة
وألوان الحضارة مايبهرهم
. فالفلسفة الهندية وفروعها من الفلك
والطب والرياضيات ، كانت قد
بلغت من الرُّقىّ والتقدّم
شأواً بعيداً،وكذلك الفنون
والدراسات الدينية خاصّةً
بعلم الكلام والتصوف.
ويُذكَر أنّ أوّل كُتب فى الفلَك والرياضيات
حُملَت
إلى بلاط الخلافة
فى عهد المنصور
، وهى كُتُب
"براهما سِندهانتا"للعالم الهندى (بر همكيت) ويسمّى العرب هذا الكتاب باسم "السند هند" ، وهو
أقدم الرسائل الفلكية على الإطلاق ، إذ يرجع تاريخ تأليفه
إلى عام ٤٢٥ق.م ، وكُتُب
" كهند كهاديكا " المعروف باسم
" اركند " ، وقد نُقِلَت
هذه الكتب الفلكية والرياضية مع
طائفة أخرى من الكتب الطبية إلى العربية
ببغداد فى منتصف
القرن الثانى الهجرى
بمشاركة علماء من
المسلمين..عرف العرب ذلك كله
عند الهنادكة قبل أن تصل إليهم كُتُب اليونان.
ثم جاء البرامكة ، وكان آباؤهم من سدنةِ بوذيين فى الغالب ، فعنوا
بأمر الهند فى دولة العرب ، وأحضروا
علماء طبّها وحكمائها ، فأتَوا بالطبيب
الهندى الذى نجح فى علاج الرشيد ، فنال
الحظوةَ عنده،ونقل
الكتب من السنسكريتية إلى العربية بدار الخلافة.....
وغنى العرب بتشجيعهم لدراسة علوم الهند وأحوالها
وتلك الدراسات وصلت إلى أكمل صورة
لها عند أبى الريحان البيرونى
فيما تركه من كُتُب ورسائل عن هذه البلاد.
__________________(نواصل.. إن شاء الله)
حامد حبيب_مصر