الهند.....أرضُ العجائب ٢"
"India...wonders land"
---------------------------------
* لُغات الهند :
-------------
ترجع لُغات الهند إلى أصلَين :
الأصل الآرى والأصل
الدراورى.
وإلى الأصل الآرى ترجع أغلب لُغات الشمال وبعض لغات الوسط . وإلى
الأصل الدراورى ترجع
لغات الجنوب وبعض المناطق
فى الوسط والشرق.
وكانت " السنسكريتية
" أشهر لغات
الهند الآرية القديمة وأعرقها، وقد
كُتبَت بها أسفارُ الهند المقدّسة
القديمة ، وكاد يكون استعمالها مقصوراً على رجال الدين والعلماء فقط ، إلاّ أنّ تشجيع بعض السلاطين
المسلمين لها أدّى إلى إحيائها ورواجها ،
وعندما جاء
"أكبر" أعظم سلاطين
الدولة المغولية ، ونادى بأنّ
الهند للهنود ، هنادكة ومسلمين ،
صادفت هذه اللغة
رواجاً كبيراً ، إذ حضَّ هذا
السلطان الهنادكة على الاشتغال بآدابهم وإحياء تراثهم لإحياء
نهضة علمية
كبرى ،فصارت"السنسكريتية" لغةَ الهند الحديثة.
وذاعت لغة تامُل
وتلنجو ، وهما
من اللغات الدراورية القديمة فى
الدّكن والجنوب.
غير أنّ أعظم
لغات شبه القارة
الهندوباكستانية انتشاراً هى
" الأوردوية" ، وهى لغة
آرية ، وضع علماء المسلمين
قواعدها ونحوها . وكلمة"أوردو"
معناها " المعسكر "
، والمقصود هنا: "معسكر أسرى المغول والترك المسلمين
حول "دهلى" ، حيثُ نشأت
هذه اللغة وبدأت بالظهور فى القرن العاشر الهجرى ،
وألفاظُها مزيج من العربية والسنسكريتية والفارسية
والتركية ، وقواعدها آرية خالصة، وتُكتَب
بالحروف
العربية مع الإضافات الفارسية.
________________
وكان لقلّة وثائق الهند
القديمة التاريخية وصعوبة
الاستدلال على ماضيها
من نقوشها وأطلالها ، لجأ
المؤرّخون إلى كتبهم
الدينية القديمة وملاحمها وأساطيرها ، وهو مالم يكفِ لمعرفة تاريخ بلد بهذا الاتّساع وهذا
القِدَم ، ويرجع الفضل - بعد
ذلك -
لمؤرّخى المسلمين ورحّالتهم فى تدوين تاريخ الهند
وهم المؤرّخون والعلماء
الذين صحبوا الفتوحات الإسلامية فى الهند ،والتى بدأها (محمود الغزنوى) وخلفاؤه ، مما عمل
على استجلاء غوامض تاريخ الهند القديم.
فلا نعرف من
تاريخ الهند قبل
دخول الاسكندر المقدونى إليها ،
إلا استيلاء الفرس على اقليم السند
والشمال الغربي للبلاد ،فأقاموا بها قرنين من الزمن
واستخدموا سكّانه وأفيالهم فى جيوشهم ، فحاربوا
بهم اليونان فى القرن الخامس قبل الميلاد.
وبعد أن اكتسح الإسكندر بلاد فارس ،نفذ إلى أرض كابُل ثم السند عام٣٢٦ق.م ،
بعد أن عبر الهندكوش،
إلى البنچآب الذى بقى به عاماً ،بعد أن هزم( پورس)
ملك الهند ، وحينما عزم على
البقاء بالهند وإقامة إمبراطورية هندية ، عارضه رجاله الذين لم يصبروا على احتمال
الحرّة فى هذه البلاد
، وحنينهم إلى الوطن ،فاستدار بهم
عائداً إلى وطنه عبر بلوخستان
فوافاه أجله فى الطريق.
وكان من أثر
فتح الاسكندر للهند ، اتصالها بثقافة الإغريق وحضارتهم
اتصالاً وثيقاً.
____________
ويذكر الرحّالة الصينى(هيون
تسيانغ) الكثير عن
انتشار الجامعات بالهند
القديمة ، ومنها
جامعة
" تاكسيلا " التى كانت
تشتهر بالبحث العلمى أيام الاسكندر ،
وجامعة"يوچين"الفلكية و"أجاننا"الطبية.
وكذلك نبغ الهنود
فى الكيمياء ، فصهروا
الحديد وبلغوا بالصلب درجة عالية، وكانوا على إحاطة تامّة
بتشريح الجسم ووظائف
الأعضاء والعضلات والأنسجة
وتركيبها ، واهتدوا إلى لقاح الجُدَرى قبل
الميلاد بخمسة قرون، وتمكّنوا من
تشخيص المرض
بمجرّد النظر فى بول المريض، واستنبطوا أنواعاً من
المخدّر استعانوا به على إجراء
الجراحات.
وقبل الميلاد بأربعة قرون ،ظهرت ملاحم"المهابهارتا"
التى تشتمل على قرابة ربع
مليون بيت من الشعر ،
وملحمة "الراماينا"
التى تضم ثمانيةً
وأربعين ألف بيت من
الشعر ، أى
أضعاف "إلساذة هوميروس"،
فكانتاأضخم آثار العالم الأدبية القديمة على الإطلاق
حتى صارت ملحمة "المهابهارتا" لها
قداسة عظمى عند الهنادكة ،كقداسة القرآن ع المسلمين ، والإنجيل
عند المسيحيين ، حتى ليعدُّون قراءةة ماتيسّر منها
مجلبة للرحمة والمغفرة عندهم.
________________(نواصل...إن شاء الله)
حامد حبيب_ مصر