توت عنخ آمون_حورمُحِب =من الأسرة الثامنة عشرة=(مِصرُ عبرَ الأزمان )"١٤"
مِصرُ عبرَ الأزمان )_______"١٤"
=من الأسرة الثامنة عشرة=
( توت عنخ آمون_حورمُحِب )
=================
★توت عنخ آمون :يومَ أن رُفِعَ على العرش صبيّاً
فى ١٣٤٧ق.م ،غيّر اسمَه
مِن (توت عنخ آتون) إلى
(توت عنخ آمون)، وهو
مايُعد انقلاباً على عقيدة أخناتون ..ونظراً
لِصِغَرِ سِنّه ، وقف إلى جواره قُطبان من أقطاب السياسة والحرب،
وهما:
الكاهن الذى رفعه
(أخناتون)مكاناً عليّاً ، واسمه(آى)
أما الثانى فهو(حور
مُحِب).
_وبدأ دور(حور محب)
القائد العسكرى فى توطيد
أركان الدولة،
واستطاع أن يخمد فتنة
الأُمراء الثائرين فى آسيا، وإعادتهم إلى الولاء لعرش مصر
بينما قام (آى) يوطّد
بالإنشاء والتعمير فى الداخل
فى إصلاح ماتهدّم من
دور العبادة أيام أخناتون
فأصلح معابد آمون فى طيبة
ومعابد بتاح فى منف
_ولم يلبث
الملك الشاب أن مات
فى ريعان الصبا بمرض رئوى ، وكان
عمره حين مات ثمانى عشرة سنة ،ولم
يكن قد أتمَّ لنفسه بناء قبره،فدُفن فى قبر
كان (آى) قد أنشأه
لنفسه،وقد كان فى الأصل حجرة
واحدة ثمّ قُسّمَ عند
الدفن إلى حجرتين ، دُفِن فى
إحداها ، وتكدّست فى
الثانية بقيّة ماحُمِلَ مع رُفاته
من زاد وأثاثات جنائزية
حُشِرَت فى الحجرة الضيقة
الأخرى.
_وقد اكتشف
الأمريكى(كارتر) عام ١٩٢٢م قبر توت
عنخ آمون، والأثاث
الجنائزى الذى بهر العالَم، ومازال
يبهرهم حتى الآن ، وتابوته وقناعه
الذهبى الذى يحجب رأسَه ووجهه
، وغمرت العالم -يوم اكتُشف
قبر توت عنخ آمون- موجة
من الحماس له وللفنّ
الفرعونى ، فاتّشحت
الفنون التشكيلية كلها بالصفة
الفرعونية ،فنُسجَت
الأقمشة بِوحى من ألوان
آثار
توت عنخ آمون، وأصبح
اسمه يتردّد فى كل مصنع
ومكان .
_________
★(آى)...ولِىَ العرش سنة١٣٣٩ ق.م ،وكان قد بلغ من العمر
أرذله، وحكم أربع سنوات فقط، وكان قد
أنشأ قبره فى"اخت
اتوت".
_________
★(حور مُحِب) ..تولّى عرش الفراعنة ، وهو واحدٌ من أبناء الشعب،
وليس سليلاّ للأسرة المالكة، وذلك
فى سنة ١٣٣٥ق.م. وقد
استطاع أن يخمد الفتنة التى عمّت
البلاد فى أُخريات عهد أخناتون وخلفائه.
_وكان قد وُلِد فى عهد
امنحتب الثالث مابين عامى
١٤١١ق.م_١٣٧٥ق.م. فى
زمن كانت فيه العسكرية هى
سبيل الرّقى والتقدم،
فالتحق به حور محب ، وظل
يعمل فى الجيش حتى وصل
لوظيفة"مدير فرقة"
واطمأن أخناتون لكفاءته
وعلمه،فترك له أمر تدبير
الجيش، ليتفرغ أخناتون
لدعوته ،فظل (حور محب)
هو الرجل الأول ،
واستطاع أن يُدبّر
الأمر لخلفاء
أخناتون،حتى حفظوا له
ذلك،فأفاض عليه توت عنخ
آمون من مظاهر
التكريم مالم يحظ به موظف آخر
فى الدولة. ولمّا لم
يكن ل(توت عنخ آمون)من وارث
لعرشه، وكان(حور محب)
هو ولىّ العهد ، فقد أهّلَه
ذلك لأن يكون فرعون مصر
بلا مُنازع،ولكنه آثر أن
يترك هذا المنصب ل(آى)
، ولما مات( آى) ، آلَ إليه
المُلك عن جدارة
واستحقاق.
_ولما ركب إلى
طيبة على رأس كتيبة من رجال جيشه
،استقبله الشعب فى طريقه إليها استقبالاً رائعاً فى يوم عيد آمون، وأذاع على الشعب فى طيبة أنّ أبيه ورب
إقليمه"حورس" جاء به إلى ربّ
طيبة ، ليتوجّهه ملكاً
على الوادى،وتهلّلَ آمون وهو
يستقبل حورس ، ضيفه
الكريم ، وفى ركابه ولده
العظيم (حور محب) الذى
جاء ليتقبّل المُلك والتاج
والعرش. ولما تمّت مراسم التتويج عاد حورمحب إلى مدينته "منف" لتجهيز الجيوش
لإعادة الأمن
والسلام إلى بلاد آسيا
، بينما أخذت الحكومة على
تطهير البلاد
من آثار أخناتون
وخلفائه ، فمحَت أسماءهم من آثار البلاد الرسمية، وحل محلها اسم
(حور محب)، حتى لقد
أنكرت الحكومة عهود خلفاء
أخناتون، وجعلوا
عهد حور محب فى أعقاب حكم
(أخناتون).
_ومن أعماله
العمرانية،أن وضع اللّبنات الأولى لردهة
الأعمدة الكبرى
بالكرنك ، والتى اتّبعها
بعد ذلك رمسيس الثانى،وكذلك بدأ
البوابة التاسعة والعاشرة
بالكرنك .
_ولم يكن
تخليد (حور محب) باعتباره من أعظم
ملوك البلاد فقط ، ولكن لما
عمله من أجل سعادة
الشعب ورفاهيته
بالقضاء على الفساد والرشوة،
والضرب على أيدى
الموظفين المستبدين، حتى أنه
صاغ قوانيناً تتّسم
بالوضوح والصرامة فى محاربة
الفساد.
_ومن هذه القوانين:
*"كل موظف أو كاهن
يُقال عنه أنه عُيّن فى القضاء
ليحكم بين الناس
وهو يجنى على القانون ، يحاكَم
بتهمة الخيانة
العُظمى"أى أن جزاءه الموت.
_وكان قد
اختار قاضيَين صادقَين عيّنهما
على وجهَى مصر"القبلى والبحري"،ثم حذّرهما من أخذ
الرشوة
قائلاً:"لاتأخذا الرشوة من أحد، وإلٌا فكيف
يمكنكما أن تحكمت
بالعدل إذا كنتما أنفسكما جُناة
على القانون".
_وعلى الرغم من أنه
ساعد على محو دعوة أخناتون
وآثاره،إلا أنه هو نفسه
قد تحوّل إلى أعظم مُصلح
إنسانة عرفته البلاد،إذ
خفق قلبه بروح العدل، وحب
الشعب وسيادة القانون
، وهى الغاية النهائية لأى
دين من الأديان ،
وبالتالى لم تذهب دعوة أخناتون
إلى عبادة الله الحق
هباءً.
_ولقد عاش(حور محب)
أغلب حياته فى"منف"..
وبنى لنفسه مقبرة فى
جبّانتها، ولما صار ملكاً،أصبح
مكانه بين الملوك
السابقين فى صخور طيبة....ولكن
اللصوص اعتدوا على
قبره فنبشوه كما فعلوا
مع
بقية الملوك، فلم
يُعثَر على جثمانه ، ولكن تابوته
المصنوع من صخر
الجرانيت الأحمر،لازال فى مكانه
_________________
*يبدو أنّ لِلّصوص
نبّاشى القبور حكايةٌ طويلة.....
هى حكاية تستحق البحث
والدراسة بالفعل .
_______________________________________
مَن وَعَى التاريخَ
بصدرِهِ أضافَ أعماراً إلى عُمرِهِ
_______________________________________
حامد حبيب ____ مصر
