أفغانستان قنبلة جاهزة للانفجار بالمنطقة)___
حامد حبيب
قبل موعد الانسحاب السوفييتى المُحدّد من
أفغانستان ،سلّمت
القوات السوفيتية آخر مواقعها
العسكرية فى مطار كابول
لقوات الجيش الأفغانى
فى
يوم(١٣_٢_١٩٨٩م) استعداداً للرحيل النهائى
،
بعد أن قضت فى أفغانستان عشر سنوات
، راح
فيها مليون قتيل
أفغانى، وخمسة ملايين لاجئ
فى باكستان
وإيران . حينئذٍ أعلن
المجاهدون الأفغان أنّ هدفهَم الأول عقب انسحاب السوفييت
هو الاستيلاء على
العاصمة "كابول".
_ ولكنّ السوفييت
انسحبوا وقد سلّموا
البلاد لحكومة موالية لهم
برئاسة (محمد نجيب الله)
وهم يعلمون فى ذات
الوقت أن هناك طرفاً آخر
يصارع لأجل السيطرة
على البلاد ، وهذا الطرف
يُمثله المجاهدون
الأفغان. حيث سيستمر تدفُّق
الأسلحة السوفيتية على حكومة كابول الموالية
وتدفُّق الأسلحة
الأمريكية على المجاهدين،ليشتعل
الصراعُ بينهما، كما
حدث فى إشعال حربٍ طويلة
بين العراق وإيران، حيث
أمدّ الروس إيران بالأسلحة
وأمدّ الأمريكان
العراق بأسلحتهم ، لتظل البلاد العربية والإسلامية أسواق لترويج
أسلحتهم وأداة
لنواياهم الخبيثة
وصراعهم الدائم.
_وبهذه الطريقة ، تتحوّل الحرب من جديد مثلما بدأت، إلى حرب
الأفغان والأفغان. الأدهى من ذلك
نزاع داخلى آخر بين
المجاهدين أنفسهم ، مابين
شيعةٍ وسُنّة، ليتحوّل
الأمر لحرب أهلية ضَروس.
_ ومع الضغط
والمقاومة المستمرة للمجاهدين
سقطت الحكومة
الأفغانية فى أبريل
١٩٩٢م،
واستقال (نجيب
الله) من
جميع مهامه كرئيس
للدولة وزعيم
للحزب الحاكم ، بعد أن
ضعفت
قبضته على شمال
أفغانستان .
_وبعد تنحّيه عن السلطة
وسقوط حكومته، اخترق
المجاهدون الأفغان
العاصمة"كابول" ، وتولّى(صبغة
الله مُجدّدى) رئاسة
الوزارة ، كما وصل ( أحمد شاه
مسعود) قائد قوات
المجاهدين التابعين للجمعية
الإسلامية ووزير
الدفاع فى الحكومة
الأفغانية
الجديدة للعاصمة كابول
لتولّى مهام منصبه.
_( وربما ماحدث
مؤخراً هو نسخة أخرى
لنفس السيناريو القديم).
_ ولمّا لم تضمن أمريكا
تثبيت حكومة موالية، ولما
استنزف وجودها
لمدة عشرين عاماً
كثيراً من مواردها المالية وخسارة
فى أرواح جنودها،خرجت
وفى إثرها(شريف
غنى)الرئيس الأفغانى ،الذى هرب
فجأة إلى طاجيكستان
،ليترك البلاد بلا أى سلطة ،
لتنطلق طالبان بسرعة
الريح وتسيطر على العاصمة
كابول وقصر الرئاسة
والمجلس النيابى وتتولّى زمام
الأمور، ويُصاب
الجماهير بالهلع محاولين الفرار طلباً
للهرب من البلاد خوفاً
من بطش الحكم الطالبانى
الذى جرّبوه من قبل.
_والحقيقة أن طالبان لن
تتمتّع بالسيطرة الكاملة ،
ولن تهنأ بتولٌيها
السلطة فى البلاد ، لأن هناك قوّة
أخرى تقف لها بالمرصاد
فى إقليم خراسان بزعامة
المهندس (أحمد شاه
مسعود) الذى تحدثنا عنه من
قبل...فأىّ هدوء تنتظره
أفغانستان فى ظل تلك
السيناريوهات المتكررة
من الصراع الدموى .
_النوايا الخبيثة
لأمريكا، أن تترك هؤلاء لهذا الصراع
وتلك المواجهات النارية
بين طالبان وقوات مسعود
والرافضين لكليهما من
عامة الشعب، وبالتالى تذهب
أفغانستان للجحيم
بيد أهليها ، وتنطلق
داعش
مدفوعةً بعدد من
الداعمين لها تقتل وتُخرّب وتنشر
الفساد فى الأرض كفيروس
للعلاج له،يدمّر المنطقة
العربية والإسلامية
لصالح الداعمين للإرهاب. وهناك
من سيشترى طالبان
لحسابه فيدعمه لتحقيق مآربه
وهناك من سيشترى قوات
خراسان ويدعمها، لتحقيق مآربه..ويفسر ذلك التأييد السريع من قِبَل
الصين لطالبان ، وهى
حكومة لم يعترف بها الشعب
ولاأى دولة فى العالم،
لماذا سارعت الصين للتأييد..
هذا أمر وراءه كثيرٌ من
الأسرار !
_لماذا فرّ(شريف
غنى)الرئيس بتلك السرعة ،دون تسليم السلطة ..هذا أمر وراءه الكثير من الأسرار!
_لماذا انسحبت أمريكا بهذا الشكل
دون اهتمام
بتوطيد السلطة فى
البلاد ، وهى التى جاءت منذ
عشرين عاماً
للإنتقام ممّن كانوا
وراء حوادث
سبتمبر (على حد
قولها)ثم تركت البلاد وقدوتغلبت
فيها طالبان على
سواها..إذن ادّعاء الإنتقال الذى
ذكرته أمريكا الأساس له
من الصحة، وأن وجودها
كان لأسبابٍ أُخَر.
_هل التأييد السريع
لطالبان من قِبَل الصين، لشراء
طالبان لحسابها وتحقيق أغراضها ،
فى تهديد
الأمريكان أو دول أخرى،
لتكون ذراعاً تحتاجه لتنفيذ
مآربها فى المنطقة ضد
المتحالفين مع أمريكا ؟
_إذن...ستظل أفغانستان
قنبلة جاهزة للإنشطار
فى المنطقة، وأن
الإرهاب سيتوغّل فيها بدعم بعض
الدول لتحقيق مآرب
خفيٌة.
_أمل القوى الكبرى أن
ينهار العالم العربى والإسلامي
، وأن يظلً
عالَماً مُستنزَفاً على الدوام ، وعالّماً من
اللاجئين تندسّ فى
صفوفه أعداد المُبشّرين أيضاً.
*كم من أسرارٍ تختبئ
خلف أسوار أفغانستان!
_______________
حامد حبيب_مصر