ذكرى فتح عمورية.
إمرأة صاحت
"وامعتصماه"، فلبى الخليفة المعتصم نداءها، ليسجل أعظم قصص الشهامة في
التاريخ.
-
كان فتح عمورية والذي
كان بسبب امرأة استنجدت بالخليفة المعتصم حيث صاحت "وامعتصماه".
-
وكان ذلك في 838/08/12
ميلادي.
-
وكان الجيش العباسي
يقاد شخصيًا من قبل الخليفة المعتصم بالله الذي حكم فيما بين (218 هـ - 227 هـ)
الموافق (833 م – 842 م) وأما الجيش البيزنطي فكان بقيادة توفيل بن ميخائيل سليل
الأسرة العمورية وثاني أباطرتها.
-
-
سبب الفتح
-
-
وكان السبب الرئيسي هو
رد كرامة امرأة عربية تدعى شراة العلوية. حسب المصادر العربية و بسبب هجوم
الإمبراطور البيزنطي ثيوفيلوس الذي يسمى في المصادر العربية توفيل بن ميخائيل الذي
حكم فيما بين (214هـ - 227هـ) الموافق(829 م -842 م) على ثغري ملطية (في تركيا
حاليًا) و زبطرة في العام السابق للمعركة وقيامه بتخريبهما و أسر الكثير من النساء
فساء هذا المعتصم وقرر الأخذ بالثأر.
-
-
أهمية عمورية
-
-
وعمورية كانت أهم مدن
الإمبراطورية البيزنطية شرق القسطنطينية، وكذلك كانت عمورية كانت مكان نشأة
السلالة العمورية حكمت (205هـ - 253 هـ) الموافق لـ(820 م – 867م) التي كان منها
إمبراطور الروم توفيل بن ميخائيل.
-
وتروي المصادر العربية
أن المعتصم جمع قواده و سألهم فقال : «"أي بلاد الروم أمنع وأحصن؟ فقيل:
عمورية ، لم يعرض لها أحد من المسلمين منذ كان الإسلام ، وهي عين النصرانية
وبنكها؛ وهي أشرف عندهم من القسطنطينية"».
-
-
بداية الحصار
-
-
سار المعتصم إلى عمورية
في جحافل كثيرة عديدة ، وصلت طلائع الجيش بقيادة أشناس في يوم الخميس five رمضان 223
هـ الموافق 1 أغسطس 838 م و وصل المعتصم بعدها بيوم. في هذه الأثناء وصلت إشاعات
إلى القسطنطينية بأن توفيل قُتل فعندما رجع إلى القسطنطينية وجد نفسه أمام ثورة
فانشغل بها ولم يستطع مساعدة عمورية لكنه أرسل للمعتصم يعتذر له عما حصل لملطية
ويبين أن ما حصل كان خلاف أوامره ويعده بأن يعيد الأسرى ويبني المدينة من جديد لكن
المعتصم رفض هذا العرض، ولم يكتفي بذلك بل أسر الرسول وجعله يرى عملية الحصار بأم
عينه.
-
-
إكتشاف ثغرة في حصن
عمورية
-
-
دام حصار عمورية 11
يومًا فقط حيث تم اكتشاف ثغر في بناء الحصن عن طريق أحد الأسرى المسلمين كان قد
تنصر وتزوج منهم ، لكن لما رأى المعتصم و الجيش العباسي رجع إلى الإسلام وخرج إلى
الخليفة فأسلم وأعلمه بمكان في السور كان قد هدمه السيل وبني بناء ضعيفا بلا أساس،
فنصب المعتصم المجانيق حول عمورية فكان أول موضع انهدم من سورها ذلك الموضع الذي
دلهم عليه ذلك الأسير ، حاول أهل عمورية سد هذا الثغر بالخشب الغليظ القوي لكن قوة
المجانيق و كثرة الرمي هدمت السور فيما بعد.
-
-
محاولة الروم إنقاذ
عمورية
-
-
كتب مناطس حاكم عمورية إلى
توفيل يعلمه بشدة الحصار عليه و يطلب منه النجدة ، وبعث ذلك مع رسولين ، لكن تمكن
الجيش العباسي منهما وأسرهما ، وكان في هذه الرسالة معلومة مهمة ، وهي نية مناطس
الخروج فجأة على الجيش العباسي ومقاتلتهم.
-
فأمر المعتصم عند ذلك
بتجديد الحرس والاحتياط، تحسبا من خروج جيش عمورية بغتة و زاد المعتصم في المجانيق
والدبابات وغير ذلك من آلات الحرب.
-
-
إستخدام جلود الأغنام
-
-
واما بخصوص الخندق فكان
المعتصم قد غنم عدد كبير من الأغنام قبل حصار عمورية وكان هناك خندق عميق محيط
بعمورية فقرر المعتصم أن يفرق الأغنام بين الجنود وأن يأكل كل رجل رأسا ويجيء بملء
جلده ترابا فيطرحه في الخندق، ففعل الناس ذلك فتساوى الخندق بوجه الأرض من كثرة ما
طرح فيه من جلود الأغنام ، ثم أمر بالتراب فوضع فوق ذلك حتى صار طريقا ممهدا، وأمر
بالدبابات أن توضع فوقه.
-
وبينما الناس في الجسر
المردوم ، سقط السور الضعيف ، لكن كان ضيقًا و لم يكن ما هدم يسع الخيل والرجال
إذا دخلوا. وقوي الحصار وقد وكل مناطس بكل برج من أبراج السور الأربعة والأربعين
أميرا يحفظه ، فضعف ذلك الأمير الذي هدمت ناحيته من السور عن مقاومة ما يلقاه من
الحصار ، فذهب إلى مناطس فسأله النجدة فامتنع من مساعدته بحجة انشغال الآخرين
بمراقبة الأسوار الأخرى، فلما يئس منهم خرج إلى المعتصم ليجتمع به.
-
-
تحقيق النصر
-
-
وتحقق النصر ودخل
المعتصم وجنده مدينة عمورية في (17 رمضان 223 هـ - 12 أغسطس 838 م)، وتكاثر الجنود
العباسيون في المدينة وهم يكبرون ويهللون، وتفرَّق جيش الروم عن أماكنهم، فأصبح
العباسيون يقتلونهم في كل مكان ، ولم يبقَ في المدينة موضعٌ محصَّنٌ سوى المكان
الذي يجلس فيه نائبها مناطس، وهو حصن منيع.
-
فركب المعتصم فرسه ،
وجاء حتى وقف بحذاء الحصن، فناداه المنادي: ويحك يا مناطس! هذا أمير المؤمنين واقف
تجاهك. فقالوا: ليس بمناطس ههنا مرتين. فرجع الخليفة ونصب السلالم على الحصن،
وطلعت الرسل إليه، وقالوا له: ويحك! انزل على حكم أمير المسلمين. فتمنَّع، ثم نزل
متقلدًا سيفه، فوضع السيف في عنقه، ثمَّ جيء به حتى أُوقف بين يدي المعتصم ، فضربه
بالسوط على رأسه، ثمَّ أمر به يمشي إلى مضرب الخليفة مهانًا.
-
-
ما بعد الفتح
-
-
أخذ العباسيون من
عمورية أموالا وغنائم بكميات ضخمة، ثم أمر المعتصم بجعل عمورية جزء من ولاية
ملطية، والتي كان واليها القائد عمر الأقطع السُلمي، وبهذا يكون قريبا بشكل دائم
من الروم.
-
ثم عاد المعتصم راجعا
إلى ناحية طرسوس، وكان قد مكث في عمورية بعد سقوطها 25 يومًا، وكان بين تلك
الغنائم أبواب حديدية ضخمة للمدينة، نقلها المعتصم في البداية إلى سامراء، حيث تم
تثبيتها على مدخل قصره.
****************
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري.