قال المؤرخ بسام الشماع، عضو الجمعية المصرية
للدراسات التاريخية، إن إحدى الطالبات الجامعيات أرسلت له صورة لموضوع بكتاب
التاريخ الخاص بالصف الأول الثانوي العام، فهي تُدرّس لفتاة من عائلتها في الصف
الأول الثانوي، وهي مُحبة للتاريخ وتقرأ فيه، وأثناء تدريسها اكتشفت وجود خطأ
وأردت أن تتأكد منه ليتم مراجعته من قبل المسئولين.
وأضاف الشماع أن الدرس الذي به بعض الأخطاء
اشتمل على التالي: "أواريس عاصمة الهكسوس هي صان الحجر حاليًا، كما أن
الهكسوس احتلوا مصر".
وأوضح المؤرخ في تصريحات خاصة
لـ"كشكول": أن "الصحيح هو أن صان الحجر هي تانيس بالشرقية، وأواريس
أو أفاريس هي تل الضبعة الآن بالشرقية أيضًا، أما النقطة الثانية تمثل خطأ تاريخى،
فالمعروف والمثبت أن عاصمة الهكسوس فى خلال مائة عام التى حكموا مصر فيها كانت فى
تل الضبعة فى الشرقية، مشيرا إلى أن هناك بعثة من النمسا ظلت حوالى ثلاثون عام فى
تل الضبعة مع العالم الفريد بيتاك والذي ألف كتاب يسمى( أواريس كابيتال هيكسس) والأدلة
التى أرسلها مانفريد بيتاك تؤكد أن تل الضبعة هى العاصمة.
وأشار الشماع، إلى أنه اجتماعه بمسؤولي وزارة
التربية والتعليم منذ عامين بسبب وجود بعض الأخطاء في كتاب التريخ، وعرض عليهم
مراجعة الكتب قبل طبعها لتصحيحها حال وجود أخطاء، إلا أنهم لم يتواصلوا معه فيما
بعد، كما أنه حاول الاتصال بالدكتور رضا حجازي، رئيس قطاع التعليم العام، إلا أن
الأخير لم يستجب له مطلقًا، وكذلك الدكتور المسؤولة عن الكتب فى الوزارة لا تجيب
على المكالمات.
كما أشار المؤرخ المصري إلى وجود خطأ آخر وهو
"أن الهكسوس احتلو مصر"، وهذا خطأ واضح لأنه من المثبت أن الهكسوس احتلو
الشمال وأن حروب التحرير كانت تحضر فى طيبة وهذا خير دليل على أنهم لم يحتلوا مصر
ولكن احتلوا شمال مصر.
واستنكر الشماع: وجود تلك الأخطاء على مدار السنين
بالرغم من أنه تم تحذير الوزارة منها، متسائلا: كيف يقع هؤلاء الأساتذة ومؤلفي
الكتاب في هذه الأخطاء، هذه معلومات يعلمها الغير متخصص فما بالك بالمتخصصين
الأجلاء؟ وماذا نقول للفتاة؟ أكتبي في الامتحان المعلومة الخاطئة المشوهة للتاريخ
حتى تنجحي؟ أم ضعي المعلومة الصحيحة؟.
من جهتها قالت الدكتورة نوال شلبي، مديرة مركز
تطوير المناهج التعليمية بوزارة التربية والتعليم، أنه تم مراجعة القسم المختص
ومستشار مادة التاريخ في هذا الأمر سالف الذكر، مؤكدة أن "التركيز فيما ما
ورد من معلومات عن الهكسوس والانتصار عليهم كان بهدف إبراز أهمية قوة الدولة
ووحدتها في تحصينها ومنع دخول الغزاة أو المعتدين لاحتلالها بالإضافة إلى إبراز
الدور التاريخي لأحمس في هزيمتهم، وتحرير مصر منهم".
وأضافت أنه: "فيما يتعلق بمدينة أواريس بأنها
هى تل الضبعة الآن بمحافظة الشرقية، وليست صان الحجر كما ورد بالكتاب تجدر الإشارة
إلى أنه ذكر في بعض المراجع أن أواريس هى صان الحجر بمحافظة الشرقية، ومنها
المذكور في الصفحة رقم 108 بموسوعة (الحضارة المصرية القديمة، القاهرة، العربي
للنشر والتوزيع، عام 2000) لسمير أديب".
وأكدت أن المختصين أكدوا أنه طالما ورد في بعض
المراجع أن أواريس هى صان الحجر بمحافظة الشرقية فمن الوارد أن يتم الأخذ بهذه
المعلومة خاصة وأنها وردت في مؤلف يرجع إلى متخصص في علم التاريخ القديم.
وفيما يتعلق بأن الهكسوس لم يحتلوا مصر بدليل أنهم
لم يتمكنوا من احتلال طيبة، أوضح المختصون أنه تم تناول احتلال الهكسوس لمصر
بالتفصيل في الصفين الرابع الابتدائى والأول الإعدادي وتمت الإشارة إلى احتلال
الهكسوس للدلتا والأجزاء الشمالية من البلاد، لذا عند تناول المعلومة في الصف
الأول الثانوي لم يتم التركيز على التفاصيل، وأن السياق العام الوارد بالكتاب يشير
إلى أنهم كانوا في الدلتا والأجزاء الشمالية وتصدي أمراء طيبة لهم فيما يعرف بحرب
التحرير.
وأشارت شلبي إلى أن اللجنة العلمية المؤلفة لهذا
الكتاب كان من ضمنها دكتور مصطفى أحمد شلبي مدرس الآثار والحضارة والتاريخ المصري
القديم بكلية التربية جامعة عين شمس، ومن ضمن فريق المراجعة العلمية للكتاب أ.م.د
هالة محمود خلف أستاذ التاريخ القديم كلية التربية جامعة عين شمس، بالإضافة إلى أن
مادة التاريخ من مواد العلوم الإنسانية التي يمكن أن تعكس اختلاف في وجهات نظر
المؤرخين أثناء تناولها، ومن حق المؤلفين الأخذ بالآراء الواردة في مرجع ما طالما
أن المرجع موثوق منه، كما أن الفترة القادمة ستشهد تطوير وتحديث في مناهج الدراسات
الاجتماعية وسيتم الاستناد إلى متخصصين في فروع التاريخ والجغرافيا المختلفة
***********************
***********************