ثورة جامحة لم يجتهد يومًا في وأدها بداخله،
منذ أن كان فدائيا شابا يقاوم الصهاينة، إلى أن أصبح ممثلًا محترفًا يزلزل بأدائه
الملتهب خشبة المسرح، فينقل روحه الثورية إلى المشاهد، فكان خطره وتأثيره لا
يقارنان بغيره من الزملاء، خاصة وأنه عاش من أجل رسالة اجتهد في توصيلها بشتى
الطرق، وانتهى إلى أن الفن ربما يكون هو الطريقة المثلى لذلك بحكم موهبته التي
خرجت إلى النور متأخرًا.
1- ولد في 21 أكتوبر من عام 1931
بمحافظة بني سويف في صعيد مصر لأب من
كبار أعيان البلد، عرف عنه غلظة الطباع.
2- عشق
الشعر الجاهلي، وكون مع زملائه جماعة للخطابة، ثم انضم لفريق المسرح بقصر الثقافة
التابع لمدينته.
3- انضم في
صغره إلى المقاومة الفلسطينية، وكان يقوم بتنفيذ العمليات الفدائية، فحكم عليه
بالإعدام بعد قتله جنديين من الصهاينة، وأثناء جلسة محاكمته اقتحم زميله قاعة
المحكمة وهو يرتدي حزاما ناسفا، مهددًا بتفجير القاعة بمن فيها إذا لم يطلقوا
سراحه، فهرب معه وعاد إلى مصر، وكان عمره 17 عامًا.
4- تطوع
بالجيش عقب ثورة يوليو 52 وهو في عمر الـ21 عامًا، ثم انضم للمسرح العسكري بصحبة
الفنان حسن حسني، وكان بصدد تمثيل دور "كليبر" في مسرحية عن الاستعمار
الفرنسي من تأليف الرئيس جمال عبد الناصر شخصيًّا، لكنها أُلغيت.
5- تفرغ
للتمثيل بشكل كامل بعد تركه للجيش، ولأن والده كان معارضًا لنشاطه الفني، فقد ظل
الشاب يمثل سرًّا مع الفرق المسرحية.
6- انضم إلى
فرقة عميد المسرح العربي "يوسف بك وهبة"، وقدم معه عددًا كبيرًا من
المسرحيات التي لم تسجل بالتليفزيون، فلم يعرفه أحد من الجمهور.
7- عرفه
الجمهور لأول مرة وهو في عمر الـ44 عامًا في عام 1975، وذلك بعد ربع قرن من
التمثيل في الظل.
8- ذاع
صيته، ولمع نجمه في منتصف السبعينيات، وقدم عددًا من المسرحيات التي حققت دويًّا
هائلًا مثل "ع الرصيف" مع سهير البابلي، و"افرض" و"قسمتي".
9- كان يكره
الخروج عن النص أثناء التمثيل على المسرح، وهدد ذات مرة بالانسحاب من مسرحية بسبب
خروج وحيد سيف وحسين الشربيني عن النص كثيرًا، ولم يعد إلا بعد أن حصل على وعد
منهما بالالتزام بالنص المحدد.
10- لم يكن
يميل إلى السينما، لذا قدم عددًا قليلًا من الأفلام مثل "الشيطان امرأة"
و"سنة أولى حب" و"فيفا زلاطا" و"عودة ريا وسكينة"،
بينما قدم عددًا لا بأس به من المسلسلات خاصة في حقبة الثمانينيات، والتي حققت
نجاحًا واسعًا مثل "آه يا زمن"و"أرض النفاق".
11- تعرض
للاكتئاب في حياته مرتين، الأولى حينما ذهب إلى أرض الحجاز لتأدية العمرة، وفور
زيارته لقبر النبي، قام أحد الحراس بطرده، بحجة أنه ممثل، فخرج باكيًا وعزم على
اعتزال الفن، لولا تدخل صديقه إبراهيم الشامي، الذي أخذه إلى الشيخ محمد متولي
الشعراوي، فأقنعه بالبقاء لأنه يقدم فنا هادفًا ومستنيرًا، ولكن الاكتئاب عاد إليه
مرة أخرى حينما شارك في حملة دعائية لشركة "شويبس" فتعرض لهجوم شرس، رفض
بعده عروضا بإعلانات كثيرة.
12- رحل في 6
نوفمبر من عام 1989 بعد معاناة طويلة مع مرض سرطان الدم.
***********************
***********************
