حامد حبيب
ضلالاتُ وافتراءاتُ بني إسرائيل
_ ×حامد حبيب
____(×) ضلالاتُ وافتراءاتُ بني إسرائيل(×)_____
وكأنّ التوراةَ ماأُنزِلَت إلّا
لتهديدِ مصر والانتقام منها
××××××××××
صار بنو إسرائيل بعد موتِ
سُلَيْمان طائفتَيْنِ كبيرتَيْن، وكلُّ
طائفةٍ تعادي الأُخرى وتعتبرها كافرة. والطائفةُ الأولى هم :
*طائفةُ العَبرانيين، وهم من نسلِ (يهوذا و بنيامين)، ونفَرٌ من
سِبْطِ (لاوي) ، والطائفةُ الأُخرى
هم* طائفةُ السامريين، وهم
باقي الأسباط.
وكان كتابُ موسى_عليه السلام _مع الفريقَين على حدّ سواء،
يحملهُ الرَّبّانيّون والأحبار ،
ويعلمون به.
وفي زمن سَبْي
بابل اتفقوا على
تحريفِه وإعادةِ كتابتِه، فحرّفوهُ بأيديهم.
ومن بعد السّبْي
الذي كان سنة (٥٨٦ ق. م) اختلفوا
فيما حرّفوه بأيديهم ، وادّعَت كلُّ
طائفةٍ من الطائفتَين أنّ الأُخرى
هي التي حرّفت، وإن كانتِ التوراةُ عند الطائفَتَيْنِ مُكَوَّنةً من
الاسفار التالية :
١) سِفر التكوين ٢) سِفٍر
الخروج ٣) سِفْر الّلا ويين(الأحبار)
٤) سِفر العدد ٥) سِفر التثنية.
وقد اضاع اليهود توراةَ موسى التي نزلت عليه من السماءِ عمداً ، وكتبوا
بدلاً منها التوراةَ المُحرّفة التي معهم
الآن، ولبسوا فيها الحقَّ
بالباطل ، وحرّفوا الكلِمٕ
عن مواضعه بتأويلاتِهم الفاسدة.
ولقد نبّه اللهُ عليهم في التوراة: "أنه لن يقومَ فيهم نبيٌّ مثل
موسى، ةلن ينسخَ شريعتَه نبيٌّ منهم".. فكان الأنبياءُ في بني
إسرائيل على شريعةِ موسى، يدعون إليها، ويعلّمون بما فيها،
ولم يُضيفوا على أحكامِها حُكماً أو ينقصوا من أحكامِها حُكماً،
ومن هؤلاء الأنبياء : طالوت وداود
وسليمان ويونس وإلياس
واليسَع وزكريّا ويحيي وعيسى بن مريم، الذي لمّا ظهر في بني إسرائيل قال
لهم:" لاتظنّوا أنّي جئتُ إليكم لأنقُضَ الناموسَ، وإنّي كما قال تعالى:
"مصدِّقاً لما بين يديَّ من التوراةِ ومُبٕشِّراً برسولٍ يأتي من بعدي اسمُه
أحمد"، فأتاهُ
اللهُ الإنجيلَ، الذي معناه : البُشرى المُفرِحة، او الخبرُ السّار،
والخبرُ السّارّ هو ظهورُ نبيّ الإسلام مُخمَّد(صلّى الله عليه وسلم)،
ولْيُنهي بركةَ إسحاق وتبدأ بركةُ أسماعيل.
............
ولن نتحدّث في هذا
الموضوع إلّا بالقَدْرِ الذي يكشف
لنا
مدى صلالهم وافتراءاتهم، أي مجرّد" عِيّنة"من هذه الاباطيل.
مثلاً _هم يقولون في تحريفهم
عن الله _ سبحانه وتعالى_
وخَلْقِ البشَر : انه ندَمَ على ذلك وشقَّ ذلك عليه.*
_ويقولون : " في ستّةِ أيامٍ صنع الرّبُّ السماءَ والارضَ ، وفي اليوم
السابع استراحَ وتنفّس "*
_وعن آدَم وحوّاء قالوا
أنّ آدمَ _عليه السلام _ تزوّج بغيرِ
حوّاء، وسمّوا زوجتَه(ليليت)، وأنّ حواء تزوّجت بغيرِ
آدم.
وهو كُفرٌ صريح وافتراءات لم
يذكرها العهدُ القديم أبداً.
_ولاينجو موسى ولاربُّ موسى
من التلطيخ ، فهم يقولون
انّ موسى توسّلَ إلى الرّبّ حينما
رآهُ غضبان لعودةِ
قومِه لعبادةِ الأصنام:" لماذا ياربّ يحمَى غضبُك على شعبِك الذي اخرجتَه من ارضِ مِصرَ بقوّةٍ عظيمة
ويَدٍ شديدة.. لماذا يتكلّم المصريون قائلين اخرجهم إلههُم بخُبْثٍ ليقتلَهم في
الجبال
ويفنيهم عن وجهِ الأرض. ارجِع
ياربّ عن غضبِك واندم عن
الشرّ بشعبِك ، فندمَ الربُّ
على الشرّ الذي
قاله إنه يفعله بشعبِه"*
فكيف يُخطئ الربّ ويندم_مع ان التوراةَ ذاتَها تقول في سِفرِ العدد إصحاح(٢٣
الآية ١٩) : "ليسَ اللهُ إنساناً فيكذب، ولاابنُ
إنسانٍ فيندم".
وجعلت التوراة من هذا الشعب السكّير شعبَ اللهِ المُختار، يعدهم الأرضَ من
النيلِ إلى الفرات، بحسب زعمهم، فيقولون:
" كلّ مكانٍ تدوسُه بطونُ اقدامِكم يكونُ لكم من البرّيّة، ولبنان
من النهر(نهر الفرات) إلى البحرِ الغربي تكونُ تخومُكم".
وجعلوا من الربِّ طاغوتاً
دمَوياً يستبيحُ لهم
جميعَ الأُمَم : "حين
تقرب من
مدينةٍ لكي تحاربها استدْعِها
للصُّلح ، فإن أجابتْكَ للصُّلحِ وفُتِحَت لك فكلُّ الشعبِ الموجود فيها
يكون
لك للتسخيرِ ويُستعبَدُ لك، وإن لم
تسالمْك ، بل عملت معك حرباً فحاصرها ، وإذا دفعها
الربُّ إلى يدِم
فاضرب جميعَ ذكورِها بحدّ السَّيف،
وأما النساءُ والأطفالُ والبهائمُ وكلُّ مافي المدينةِ وكلُّ غنيمتِها فتغنمها
لنفسِك وتأكل غنيمةَ
أعدائك
التي اعطاك الربُّ إلهك".
_ويدّعون عن موسى انّه خان ربَّه ولم يقدِّسْه، ولهذا يحرمهُ
الرّبُّ من دخولِ الأرضِ الموعودة
، ويموت في سيناء
هو وهارون، حيث يقول الربُّ لهما في التوراة:" لأنكما خُنتماني
ولم تقدّساني لن
تدخلا الأرضَ التي
تفيضُ لبَناً وعسَلاً، ويدخلها
عبدي يوشَع بنُ نون".
_ولاتكادُ تُذكَرُ مصرُ
في التوراة إلّا ويتهدّدُها ربُّ إسرائيل بالويلِ والثبور وعظائمَ الأمور،
وكأن التوراةَ منشورٌ سياسي
ضدّ مِصر. فمِن ايام نوحٍ ، وبدون
سببٍ واضحٍ ، يلعنُ نوحٌ
أبناءَ ولدِه حام(الفلسطينيين والمصريين)، ويدعو عليهم بأن يكونوا عبيداً
لنَسْلِ ابنِه الآخَر المحبوب (سام) وهم اليهود،
وان يُستعبَدوا لهم مدى الدهر، والسبب الظاهر الذي تسوقُه التوراةُ التي
حرّفوها، هو انّ نوحاً سكَرَ وتعرّى داخل خبائِه، فأبصرَ الابنُ الصغيرُ(حام)
عورةَ أبيهِ مكشوفةً فأخبرَ اخوَيه سام ويافث فجاءا، وسترا عورةَ ابيهم.*
ادعاءاتٌ تدعو للضحك والسخرية.. هل هذا سبب يدعو نوح ان يصُبّ اللعناتِ لتصيبَ أجيالاً
واجيالاً إلى مدى الدهر؟!!
ولايأتي ءِكرُ مصر بطولِ التوراة وعرضِها إلا وتصاحبها اللعناتُ
والوعيد والتهديد أو النبوءات بالدمارِ والخراب، او وعدّ وعقدٌ
بالتمليك، فنقرأ: "في ذلك اليوم قطع الربُّ مع إبراهيم ميثاقاً
قائلاً: لِنَسْلِك أُعطي هذه الارضَ من
نهرِ مصرَ إلى النهرِ الكبير
نهر الفرات" *
والمرادُ عندهم بنسل
إبراهيم في التوراة : أبناءُ إسحاق ويعقوب، وليس إسماعيل، فأسماعيلُ غيرُ
مُعتَرفٌ به لديهم، فهو نسلُ الجارية المصرية هاجر ، وهو فرعٌ مُلَوَّثٌ لديهم
لانبُوَّةَ فيه.
ويستمرّون في ذلك بحسب
توراتهم : "لأنّي انا الربُّ إلهك قدّوسُ إسرائيل مُخلصك جعلتُ
مصرَ فديتك" *.
"أُهيّج مصريين على مصريين فيحارب كلُّ واحدٍ أخاه ، وكلُّ
واحدٍ صاحبَه، مدينة مدينة، ومملكة مملكة، وتُراقُ روحُ مِصرَ داخلها
وتضيعُ مشورتُها، فيسأل كلُّ واحدٍ العرّافين
والتوابعَ
والجِنّ، ةأُغلق على المصريين في يدٌ
حاكمٍ قاسٍ فيتسلّط عليهم، وتكون ارضُ إسرائيل ويهوذا
رُعباً لمصرَ، كلُّ من ذكرها يرتعب..." *.... وغير ذلك كثيرٌ جدًّا إلى يوم
القيامة لاوجود
إلا لإسرائيل ، وكأن الربّ متفرّغٌ
فقط لإسرائيل، يحارب لها
ويدافع عنها ويُسقِط
أعداءها ، ويسوقُ الأُمَم لتلْحَسَ
نعالَها وتسّفُّ ترابَها.*
_______________
المراجع:
_عقائد بني إسرائيل /علي الخطيب
_سِفر الخروج _سِفر
التكوين
_سِفر أشعيا _سِفر حزقيال
_التوراة /د. مصطفى محمود
............
وسنواصل للحديثِ عن تلمودهم في المنشور القادم.
_________________
حامد حبيب _مصر
من كتابي "الحلم
الصهيوني" ١٩٩٢م
اكتب تعليقاً