يحيى محمد سمونة
= قراءة نقدية لبضع ورقات من سلسلة "إشراقة شمس" =
أيها السادة و السيدات:
صحيح أن ما أسرده لكم من أحداث
واقعية ضمن سلسلة /إشراقة شمس/ قد يهتم بها البعض ولا يهتم بها الآخر، غير أنه لدي
نية صادقة أن أساهم في نشر ثقافة مفضية إلى وعي لدى مجتمعنا السوري عسى لهذا
المجتمع أن يكون على قدر المسؤولية تجاه التحديات التي تستهدف ثورته الطيبة
المباركة، تلك الثورة التي تريد قوى الشر اغتيالها
إنه لا يمكن لهذه الثورة
أن تترسخ دعائمها إلا بوعي تام لدى فئات الشعب كافة
لقد دخل المجتمع السوري عهدا جديدا يتحتم عليه فيه أن يثبت للعالم أجمع أنه
القادر على تجاوز كل العقبات و المثبطات و المحاولات الانفصالية
أيها السادة و السيدات:
لقد اعتمدت الرمزية و أنا أسرد لكم قصة تمزيق زينة المولد و كانت غايتي من
ذلك أن يعي كل مواطن سوري حقيقة ما يحاك له في الخفاء من دسائس و مكائد و طمس
للهوية
فالمدير مثلا في قصة تمزيق زينة المولد يرمز إلى من بيده السلطة، و يرمز
الطلاب إلى جموع الجماهير، بينما ترمز غرفة الشبيبة إلى أصحاب الأجندات و من يتحكم
خفية بأمر صاحب السلطة، بينما كان حالي يرمز إلى المثقف الذي ينجح أو لا ينجح في
رسم خارطة طريق لمجتمعه
أيها السادة و السيدات:
ثمة اعتبارات كثيرة كانت تقيد مسارات المدير و قراراته فهو يخشى من شغب
الطلاب، و يخشى التقارير الأمنية التي تسطرها غرفة الشبيبة، و يخشى أن يتم إبعاده
إلى مناطق نائية، لكنه - أي المدير - في ذات الوقت يملك قدرة فائقة على الالتفاف و
المراوغة و المناورة و المحاورة - و تلك سمات القائد الناجح - و يملك قدرة مسك
العصا في أدق نقاط توازنها، و لديه قدرة ضبط الأمور بتقنية عالية و احتراف، و لديه
فراسة عجيبة في معرفة وجوه الشغب و الفساد، و لديه قدرة إرغام مسؤول غرفة الشبيبة
على الانصياع لأوامره بحيث تنصاع طوعا أو
كرها لأوامره [ سيتبين لنا في ورقة لاحقة من هذه السلسلة بعون الله تعالى كيف عالج
المدير الأمر مع غرفة الشبيبة ببراعة لا مثيل لها ]
أيها السادة و السيدات:
تلك السمات التي ذكرتها لكم في شخص المدير تجعل منه رمزا لمن يقود المسيرة
نحو مستقبل مشرق لطلاب الثانوية بكل أطيافهم و انتماءاتهم و مذاهبهم، و ما كان
لتلك السمات أن تتحقق في شخص المدير إلا أنه على إيمان صادق بالله و إلا أنه مؤيد
بمدد من السماء
- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا
