الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (9)
الحلقة التاسعة
عزة عبدالنعيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
الحلقة التاسعة
( وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ
ۖ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا
هُمْ يَحْزَنُونَ )
سورة الأنعام ٤٨
بين الله سبحانه وتعالى وظيفة الرسل فقال : وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ
إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ،
أى : تلك سنتنا وطريقتنا في إهلاك المكذبين للرسل والمعرضين عن دعوتهم،
فإننا ما نرسل المرسلين إليهم إلا بوظيفة معينة محددة هي تقديم البشارة لمن آمن
وعمل صالحا و بين الإنذار لمن كذب وعمل سيئا .
وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين أي : بالترغيب والترهيب .
قال الحسن : مبشرين بسعة الرزق في الدنيا والثواب في الآخرة : يدل على ذلك
قوله تعالى : ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض
.
ومعنى منذرين مخوفين عقاب الله ; فالمعنى : إنما أرسلنا المرسلين لهذا لا
لما يقترح عليهم من الآيات ، وإنما يأتون من الآيات بما تظهر معه براهينهم وصدقهم
.
فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
ولكن الناس انقسموا .. بحسب إجابتهم لدعوتهم وعدمها .. إلى قسمين :
( فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ ) أي : آمن بالله وملائكته ، وكتبه ،
ورسله واليوم الآخر ، وأصلح إيمانه وأعماله ونيته ( فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ) فيما
يستقبل ( وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) على ما مضى.
و القسم الثاني :
( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ ) أي
: ينالهم ويذوقونه ( بِمَا كَانُوا
يَفْسُقُونَ )
و نلتقي في الحلقة القادمة ب أمر الله
عزة عبدالنعيم