حميد حسن جعفر الشاعر
جبار الكواز
الشاعر الميتافيزيقي /اتعلمين ما النجوى ؟
حميد حسن جعفر
النجوى حين يجد المخلوق جسده بمحاذاة كرسي العرش ،يتحدث مع اقرب المخلوقات
الى الله،من الشهداء والملائكة والصديقين
انه خلق الله الذي لم يستجب للفراغ ،ما هو خارج الفيزياء و
الشاعر كما هو الحال مع جبار الكواز
كائن يقترب كثيراً او يبتعد قليلا
عن نورانية الخالق ،و إلّا لماذا توجه له الاتهامات بأنه النبي او المتنبئ، ولما
قيل للنبي محمد -ص-انك لشاعر ،الفعل الشعري ينتمي لأقرب السموات الى الارض ،حيث
بإمكان المخيال ان تتوفر له درجات العلى ،من دون البشر الارضيين ،جبار الكواز وفي اوضح كتاباته يفتح مخزوناته المعرفية حتى
يذكر القاريء بما يتشبه بالزهاد ،وبما يعود الى المتصوفة،لا ارضية في النجوى
،اشياء سماوية توفر للقاريء ما يشبه نوعا من العروج حيث يتمكن الكلام من ان يتحول
الى نوع من الضياء ، قد يذهب الشاعر الزاهد بما يقربه من العلي القدير حيث تتصاعد الروحانيات ،وحيث تكون النجوى حكراً
على المقربين ،ممن يقع عليه اختيارات القوى اللاارضية ،الغير مرئية ،انها
الاحساس بوجود الاختيارات التي لا تتوفر
للجميع ،بل لمن - الّا من رحم ربي -
جبار الكواز/الشاعر يتخلى عن كائنه الارضي ،/لا طمعاً بدور ملائكي ،بل يدخل فضاء الكشوفات ،الفعل الشعري الذي لا
يتوفر لكل راغب ،ربما وللمرة الأولى ينزع الشاعر عن بدنه الواقع ليدخل في اللاواقع
،متخلياً عن الولاء لآدميته ليعلن ولاءه لما قبل ارتكاب الاخطاء ،انها
العودة للكائن الاول الذي ما زالت عينه اليمن يعاين بها الله وعينه الشمال يعاين
بها شجرة الاسماء ،
هنا وفي هذه اللحظة يؤكد الشاعر
تفرد الله في امر الخلق ،وما
القصيدة وما يتلفظ به الشعراء الّا
من نعمه على التابعين ،
هل كان جبار الكواز لحظة الكتابة
/الحوار يؤدي مراسيم الاحاطة بما ينتمي الى سوى الارض ،مع استعادته للدفاع عن الارضي ،والتشبث بما تمنح
النجوى لصاحبها من احاسيس سماوية ،انه الطبيعة البشرية التي زرعها الله في روح
وجسد الانسان حيث من خلال هذا وهذا تكتمل
اسئلة الامتحان ليبحث الممتحِن عن اجابات
تمكنه من الفوز بجانب من القناعات ،
حين يدخل الشاعر فضاء اللامحسوس تتجلى له ارواح المقربون من الله ،الذين
يسعون لأن يكونوا كما الشهداء والنبيين ،تبدأ قدرته على ان يُقَوِلَ ما لم يتمكن
ان يقول ،يأخذ دور المتحدث عن مخلوقات سوى الانسان ،،
جبار الكواز عندما كتب نصه هذا عن
النجوى لم يكن كائنا ارضياً،
قد اكون مصيباً في قولي هذا او ضمن الخطائين ،ولكن يظل الشاعر يمارس فعلا حياتياً ينتمي الى نوع من
الميتافيزيقيات،لا الى الوعي الارضي ،
وعي ينتمي الى المخفيات من العلاقات مع الموجودات كافة والتي تحمل ختم
الخالق