القبض على القصيدة /القبض على
ارابسك الحياة
حميد حسن جعفر
حميد حسن جعفر
(
حميد حسن جعفر ) يكتب عن كريم
جخيور، في ديوانه ( ربما يحدق الجميع )
( القبض على القصيدة /القبض على ارابسك الحياة )
(( سابعا وأخيرا ))
من الملاحظات التي من الممكن أن
يسجلها جمهور القراء بكل ألوانهم و مشاربهم هي أن هذه الشريحة /النخبة من المثقفين
والأدباء ---وأعني بهم الشعراء خاصة --- كثيرا ما تكون بعيدة عن الاحتفاء
بالمرأة (حبيبة، أو صديقة، أو زوجة، ، أو
عشيقة أو صاحبة أو خليلة،أو زميلة مازالت تمارس الحياة، أو لعبة الحياة ليتشكل
الالتفات اليها حالة استذكارية ضمن عملية الرحيل /الموت، و ليتذكر الشعراء أن لهم
حبيبة رحلت، أو زوجة غابت، أو عشيقة هجرت و ليتحول الاحتفاء بالحب و العشق و الشوق
إلى حالة من الرثاء، في
( ربما يحدق الجميع )ص30.
و ( وحيدا يزدرد الحكاية /مرثاة
)ص47
و ( مدائح لسيدة وإحدة ) ص 80
و ( اكتفيت منك بالرضا )ص87
و ( ورقة أولى في الرثاء )ص93
سيواجه القاريء مجموعة أحاسيس و
مواقف، و اشتياقات، و كتلة من من العزلة، و سيواجه فيضا من الأسى،
الشاعر هنا يحاول صناعة حالة من التعويض عن إهمال الرجل /الذكر للمرأة
/الأنثى، ،هذا الحال لا يخص الشاعر --كريم جخيور ---فحسب بل قد يشمل جميع الشعراء،
ان الإحساس بالفقدان من الممكن أن يكون حالة عامة، أي أن المرأة قد لا تكون الكائن الإنساني
الوحيد القادر على صناعة الفراغ /الوحدة، عبر عملية الرحيل /الموت، التي تمارسها
مجبرة، ضمن ما ينتمي إلى قوة القدر الشاطبة،
إلا أن قربها من الشاعر و دورها في صناعة الحياة هو ما يمنحها هذه
الالتفاتة، أو ذاك الاحساس،
أن هذا الحديث لا يمكن أن يعني، أن
على الشاعر أن يلتفت اليها، عبر كتابة نص غزل، رغم ما يتمتع به من جمال و حفاوة و
اهتمام،
فالاحتفاء بالمرأة ككائن هو غير
معني بان تتحول المرأة إلى جسد لا ينتج إلا اللذة، أو إلى كائن مستهلك
للطاقة البشرية،
في القصائد السابقة يستعيد الشاعر --كريم جخيور --شريط الحياة، يمد أصابعه
إلى المهمل من العلاقات الإنسانية ليفركها، ليزيل
الصدأ عن الذكريات، عن الأمور /النمنمات، من ارابسك الحياة، حيث الجذور
التي تغطيها الأوراق الصفراء المتساقطة، و طبقات الأعشاب الجافة، و أكوام الثمار
التي تم نضوجها من غير أن تجد من يقطفها،
كل هذا هو ما يخفي تحته معظم تفاصيل الحياة، رغم صغرها، إلا أنها تمتلك من
القوة المخبوءة ما يمنحها القدرة غلى
صناعة الحياة ثانية،
الشاعر هنا لا يتذكر، بقدر ما يعيد تشكيل الحياة التي كثيرا ما انشغل عنها
بأمور أخرى،
تشكيل الحياة الواسعة /الوطن، الانسان،الشعر /عشبة الحياة، محاولة الوقوف
بعيدا عن الانكسار، إنها العودة إلى البحث عن الاحلام /المدن الفاضلة ،التاريخ،
السياسة،
إنها محاولة الوقوف بوجه حركة النسيان من أجل ابقاء الذاكرة حية، متوقدة مضيئة،
انتهت،