جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك

 

تيسير المغاصبه

قصص قصيرة

دخل يومي

عندما ذكرته بنفسي نظر إلي بدهشة وتلعثم بالحديث ومن ثم تركني وإستدار ليجري مسرعا.

كماهو برنامجي الشهري ،لم يتغير أبدا،فمع وصول الرواتب التقاعدية إلى البنوك أتوجه إلى البنك لاستلام  مرتبي الشهري فأدور على الأماكن الملزم بزيارتها لسداد ديوني وإلتزاماتي الشهرية لها.

إبتداء من البقالة ،ودفع الفواتير إلخ..

ومن ثم أشتري ربطة الخبز  وأعود إلى المنزل خالي اليدين إلا من تلك "الربطة".

يبدو أن شيئا ما قد أخره عن إعتراضي أثناء خروجي من بوابة البنك .

فعندما قمت بسداد كل مستلزماتي لأصحابها وفوقها إبتسامة مودة وكلمة :"سامحوني"؛كالعادة.

نزلت من فوق جسر المشاة لأجده أمامي مباشرة.

كان ملتحيا بلحية طويلة مصبوغة بالحناء الأصفر لتتلائم و بشرته البيضاء.

كان طويل القامة ،عريض المنكبين،يتمتع بصحة بل  وقوة بدنية بادية عليه يحسد عليها،كان يرتدي الثوب الطويل وسترة "عملية"مليئة بالجيوب والأزرة طالما حلمت أن أمتلك واحدة مثلها.

بادرني بالسلام ،ومن ثم: "من فك ضائقة عن أخيه المسلم ..."إلخ

كلام بليغ يحفظه عن ظهر قلب قادرا به على إقناع كل من يراه .

أخيرا قال :

-أنا ياأخي من سكان محافظة "ع"وقد نفذت نقودي وأنا بحاجة إلى ثلاث دنانير لأتمكن من العودة إلى أولادي حفظ الله أولادك  وجميع اولاد المسلمين؟

وفي الحقيقة كان لم يتبقى من مرتبي سوى دينار ونصف الدينار هن ثمن ربطة الخبز اليومية.

فأخرجت النقود القليلة من جيبي المهترىء ووضعتهن في يده وقلت له متوسلا أن يسامحني على خذلاني له:

-والله لايوجد في جيبي غيرهن ياأخي وهن ثمن "خبزات" الاولاد؟

فقال يشكرني بوجه بشوش باسم وهو يضعهن في جيبه بكلمات دينية وحكم مرتبة وأدعية "لعلها تتحقق يوما:

-الله يرزقني وإياكم أخي ليكن إيمانك بالله كبيرا ..والآن أستودعك الله؟

وها أنا ألتقه اليوم ..وقد تذكرته على الفور واعتقدت بأنه سيعيد إلي نقودي ويفرجها علي كما أفرجتها عليه سابقا .

لكنه كرر نفس الكلمات طالبا مني ثلاث دنانير ليتمكن بهن من العودة  إلى محافظة "ج"،

قلت له:

-أتذكرني  ياأخي ؟

فأجاب بالنفي،

وعندما ذكرته بنفسي تبدل لونه وتركني وإستدار راكضا ليستقل أول عربة أجرة.

مر بي أحد الجيران وقال ضاحكا :

-هو يطلب منك ثلاث دنانير ليتمكن من العودة إلى محافظة "ج"أليس كذلك ياجار ههههههه ؟

قلت وأنا مندهشا :

-هذا صحيح ولكن كيف عرفت ذلك؟

أجاب:

-أن هذه هي  مهنته ياجار.. النصب على الطيبين أمثالنا باسم الدين.

بقلم :تيسيرالمغاصبه

١٧-١٠-٢٠٢٤




***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *