حميد حسن جعفر
حين يستعد الخريف لأن يرحل غير اسف على صحبة الحكومة
(تشرينيات )
حميد حسن جعفر
في الطابق الأخير،
حيث يستعدُ الخريفُ لأن يرحلَ غير
آسفٍ على صحبة الحكومة،
وحيثُ يفرشُ الشتاءُ أرضيةَ السطحِ بمواد عازلة خوفاً من تسربِ
الأمطارِ ، يجلسُ رفاقُ الله، من الرسلِ والأنبياءِ والاوصياءُ و أئمةِ الأمة، والعديدُ من
السياسيين،
يحيطُ بهم جمعٌ غفيرٌ من الشهداءِ
،
وما يقاربُ القرنَ من عمر استقلال
البلاد،
فتية أقمار يعتلون عربات ثلاثية الدفع، تشبه خنافس وردة الباقلاء، يسميها
العامة --التك تك--
آلات تتسلق سفوح الجسور كما لو
كانت عناكب عملاقة،
نحو أعماق الانفاق كتفاحة نيوتن،
شبان فرسان،
ما كانوا ملائكة، وما اتفقوا أن يكونوا شياطينا، يطلعون من شرق العاصمة كما
الأقمار، تتبعهم هالات من غبار مضيء، يقال انه هتافات سكان الشاكرية، وأهل العراق
الأولين،
لا شيء غامض
لا نزوات في الأمر ،
لا مزاجية في طرح الأفكار،
ولا تشفير في الرسائل
الطرقات إلى الأعالي سالكة، لا القناصين، ولا الدخانيات، ولا المسيل للدموع
يمنع خضير ميري، أو كزار حنتوش، وحتى عبد الكريم قاسم من أن يقدموا طلبات الصداقة
عبر صفحات ألتواصل الاجتماعي،
ولأن وزارة الاتصالات و بإسناد من شبكة الإعلام العراقية أعلنت توقف خدمة
الانترنيت لم يتمكن فتية المطعم التركي من تلبية طلبات سكان الفردوس،
إلا أن ملاكا خريج الجامعة التكنولوجية استطاع أن يكنك وفق وسيلة super vbn لتصلهم موافقات الصداقة لخمسة آلاف، دفعة
واحدة،
و ليبدأ الثلاثة أعلاه ومن يشكل صحابتهم ببث رسائلهم واعجاباتهم وتعليقاتهم
و مشاركاتهم عن الحكومات أو السلطات الثلاثة،
أو عن مدرسة الموسيقى والباليه، وأطفال الأنابيب،
أو عن أبو علي الشيباني،
ربما سنقرأ تفسيرات لميري عن الفلسفة الماركسية،
أو أن يطلق كزار حنتوش ضحكته المجلجلة بوجه ضفدعته الشبيهة بالاميرات،
أو أن يعيد عبد الكريم قاسم جملته /الخطأ،
--عفا الله عما سلف --
حينها من المتوقع أن يتنازل مجبرا السيد رئيس الوزراء عن كرسيه ويحل
البرلمان نفسه،
وستكون هناك حكومة مصغرة لإدارة البلاد
حينها ستعلن نسوتنا المقيمات عند الطابق الأرضي امومتهن لرفاق الله
المجتمعين عند الطابق الأخير .
