جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
تيسير المغاصبهفنونقصة

بناء و أعداء -٤٠- (لن تشرق الشمس أبدا )

 

تيسير المغاصبه

   بناء و أعداء
        -٤٠-
 (لن تشرق الشمس أبدا )

   


    قصة متسلسلة

 بقلم :تيسيرالمغاصبه

            ٢٠٢٤

      الفصل الرابع

--------------------------------------------------------

        -٤٠-

   بناء و أعداء

يمر  ثلاثة جنود بالشيخ عبد الرؤوف ويأخذونه  من زنزانته الانفرادية الضيقة  ويسيرون به في الممر المؤدي  إلى غرفة قائد المعتقل ليرى يحيى في إستقباله الذي فتح ذراعيه معانقا،فقال له:

-الحمد لله على سلامتك أخي عبد الرؤوف؟

يرد الشيخ عبد الرؤوف وهو كله دهشة:

-الله يسلمك أخي يحيى.

بالطبع وضع يحيى المميز في منصبه كمحافظ وتوصيات جواهر مكنه من   صلاحيات أكثر  ممن سبقوه ،وذلك لم ينسيه أخيه بالله عبد الرؤوف.

بينما كانا في العربة بطريقهما إلى القرية يخبره يحيى عن جميع التطورات والأحداث والصعوبات التي واجهته منذ أن إفترقا.

وعندما وصلا إلى القرية يرى يحيى  اعمال الحفريات وبداية وضع حجر الأساس  لإنشاء أول مدرسة في قرية أم الملح فيشعر بالسعادة الغامرة وهو يرى البدء بأول إنجاز يقوم به في قريته ويكون للأجيال القادمة.

يحضر يحيى بعض العمال ليقومون في تنظيف مسجد المرحوم الشيخ عبد الكريم من الدنس الذي لحق به،ينظفونه بالماء والعديد من انواع المنظفات والمعطرات ومن ثم تبخيره ليتسلم الشيخ عبد الرؤوف أخيرا مسجد أخيه التوأم عبد الكريم.فبعد ذلك يصلون صلاة الغائب على روح الشيخ عبد الكريم.

بعد أن يترك يحيى الشيخ عبد الرؤوف في المسجد ويغادر يتفاجأ بتمارة تقف في طريقه وقفة تحد ويديها على خاصرتيها وكانت نظراتها حادة كما وأنها تقول له :"لقد قبلت التحدي  يايحيى".

لكن يحيى يتأمل وجهها وتعبيراته الحاقدة قليلا ومن ثم يتجاوزها ماشيا  دون أن يكلمها..ومن هنا تقود تمارة حملة تشهير وتحريض على يحيى.

وفي نفس اليوم ترزق تمارة بحفيدها الأول وتسمه إسما مركبا "زكي الطيب".

* * * * * * * * *

يجلس يحيى وراء مكتبه لمتابعة مهامه يدخل إليه أول رجل ويقدم إليه أول ملف من أحدهم لمشروع وضع سقف اسمنتي لمظلة جراج مستشفى المحافظة القديم.

يفتح يحيى الملف ويقوم بتصفحه بينما الرجل متولي المشروع يتابعه بنظراته.وأخيرا يقول يحيى بدهشة:

-أف ..أف..مظلة كراج مستشفى المحافظه القديم بخمس تلاف دينار ..شو الدعوة؟

فيرد الرجل :

-سيدي بتعرف ..ماهي تكاليف الأسمنت والحديد وأجور عمال ..و..و..؟

-وحد الله يارجل ..هو أنا غشيم عن هذا المستشفى..مجنون يحكي وعاقل يسمع.. يارجل أي أسمنت وأي حديد إلي  بتحكي عنه وإلي بكلف خمس تلاف دينار..مكلها صبة بطون ..يارجل إنتي بتتخوث قاعد ؟

-بوصل سيدي..بوصل.

-يارجل شو بوصل مستحيل إنه يوصل لهذا المبلغ ..يعني احسبها بالعقل؟

وعندما علم الرجل بأنه لامناص من قول الحقيقة قال :

-سيدي شو المشكله في الموضوع لو تسببنالنا بقرشين مكلهم بعملو هيك؟

-شو بدك تتسبب على حساب خزينة الدوله..بعدين شو كلهم بعملو هيك مهاظا إلي خرب البلد وأفقرها؟

-يعني بشو هاظا المبلغ بدو يضر دوله ؟

-لو كل واحد عمل مثلك ومشيناها إله أكيد  الخزينه بدها تتضرر وبالتالي يصير عجز ..ولما كل واحد بدو ينهب بحجة إنه بدو يتسبب هاظا اسمه إستغلال ونهب وكسب غير مشروع؟

-بس ياسيدي...

فقال يحيى مقاطعا:

-بس..إتركلي الموضوع والله يسهل عليك ..يله؟

وبعد أن خرج الرجل خائبا يتصل يحيى بأصحاب الشأن ويطلب منهم سحب المشروع  والمطالبة من ذلك الرجل وأن يتولى هو بنفسه مهمة صبة مظلة الأسمنت.

* * * * * * * * *

أثناء مرور يحيى بقرية أم الدخان تراه "عناد "أخت سميرو ..وعندما ينتهي من مهمته ويسير في طريق العودة مارا من أضيق زقاق يفتح  فجأة أحد الأبواب وتظهر أمامه فتقول له بصوت خافت:

-ي..يحيى..أنا ..أنا بدي أحكيلك إشي يخوي يايحيى؟

-أول إشي إنتي مين يختي.. وبنت مين؟

-أ..أنا..أنا عناد بنت عتقان.

-عتقان ..إنتي أخت سميرو مش هيك ياعناد ؟

-أيوه ..أ..أنا.

-طيب إحكي يختي ياعناد بئيش بقدر أخدمك؟

-أنا..أنا..

ثم إنفجرت بالبكاء ،فقال يحيى مهدئا:

-أرجوكي لاتبكي ..كل مشكله وإلها حل يختي ياعناد؟

-إنتي مش بتقول إنو كل بنات القريه مثل خواتك؟

-أيوه صح ولساتني بحكي إنهن  خواتي.

أنا..في واحد ضحك علي و...

ثم أجهشت بالبكاء من جديد،فهز يحيى رأسه وقال بعد أن تلفت حوله:

-أيوه ..أيوه فهمت عليكي..بس إنتي اهدي مشان أفهم عليكي وإنلاقي حل بسرعه لهاي المشكله.

-طيب....؟

-إحكيلي هسى يله؟

-هون مابنفع .

ثم أشارت إلى المنزل الذي  تقف أمام بابه وقالت :

-هاذي الدار لرفيقتي..إذا بدك إتساعدني خلينا إنفوت جوى ونحكي أو إتركني إحرق حالي وأموت؟

ثم عاد يحيى للتلفت حوله بقلق وحيرة  وقال:

-شو هاظا الحكي..بلاش جنون ..طيب ماشي.. فوتي؟

ما أن ولجا إلى  المنزل حتى رأى الفتاة صديقتها التي قالت :

-طيب يختي ياعناد  ..يمكن فيه موضوع مابتكي إياني أعرفه يله بخاطركي ترى الدار داركي ؟

ثم نظرت إلى يحيى وقالت:

-شلونك يحيى؟

فرد بتوتر :

-أهلين يختي.

ثم أعطت مفتاح منزلها لعناد وحاولت إخفاء إبتسامتها  بكفيها وهي تغادر.

فقال يحيى بقلق :

-أنا يختي مابصير إني أفوت بهاذي الطريقه  مع وحده بدار لحالنا لا أخلاقيا ولا شرعا بس بدي أخاطر مشان سمعتكي..لازم إني أحل مشكلتكي..بس أرجوكي إحكيلي بسرعه عن المشكلة ؟

ثم قدمت له منديل كي يمسح عرقه المتساقط بغزارة كالماء وقالت له:

-ماشي..استنى اشوي يخوي؟

ثم ذهبت إلى المطبخ وأحضرت له كوب ماء وقالت له متوددة:

-أنا آسفه ياخوي ..تعبتك معي ونشفت ريقك ..خذ إشرب يخوي خذ؟

-لا لا مافي تعب يختي ياعناد ..بس احكي يله..مين هو هاظا الحقير حتى أقدر أتصرف معه وبسرعه ؟

-طيب إشرب .

-معليش أنا ماني عطشان؟

ثم عادت للبكاء من جديد .وقال يحيى:

-طيب خلص خلص هاتي ؟

أخذ منها كوب الماء وشرب كل مافيه دفعة واحدة بالرغم من أنه لم يستسغ طعمه وقال متوددا وبرقة:

-هيني شربت الميه يله خلصيني عاد وإحكي؟

فقالت :

-طيب ليش ..ليش بتعامل أختك هيك يايحيى؟

ثم إحتضنته وأجهشت بالبكاء من جديد.

فأنزعج كثيرا من رائحة عرقها التفاثة،

فقال  وهو يحاول أن يبعدها عنه برفق وكان يشعر بالارتباك الشديد ،وقال لها:

-أنا آسف يختي ..آسف كثير ؟

ثم  ترك يديها وانزل يديه إلى جانبيه فصمت منتظرا أن تتكلم،

 أخيرا حررته من قبضة ذراعيها  وبدأت بالتحدث.

* * * * * * * * * *

يتزوج عمرو الكحته من احدى قريباته المقربات جدا ..وبما أنه جندي  بالطبع كان واجبه يحتم عليه الغياب  أسبوعا بأكمله عن منزله ،فقررت فريدة أخت يحيى إرسال ابنها هاني ليبات في منزلها كي يؤنسها بغياب زوجها تلبية لطلبها ..وهكذا وكما يقال بالقرية"توضع الزبدة بجانب النار " فيعاشرها هاني معاشرة الأزواج طيلة أيام الأسبوع..فيكون المعدل ستة أيام لعشيقها الصغير هاني ويوما واحدا فقط لزوجها  عمرو .

فبعد ذلك يظهر هاني غيرته عليها حتى من زوجها .فيكتشف أمرهما من قبل  أخوات عمرو فيعزرنهما وتهدد تمارة بأبلاغ أخيها عمرو إن إستمرت زوجته بعلاقتها مع هاني ،فتقول تمارة بصوتها المرتفع:

-والله إذا بسمع إنكي بتنامي مع إبن أخوي مره ثانيه غير إني أحكي لجوزكي وأخليه يذبحكي ويذبحه معاكي؟

لكن العلاقة بقيت مستمرة ..فتبقى خيانة هاني لعمه عمرو مع زوجته دون أن ينفذ ذلك التهديد.

* * * * * * * * * *

يرى يحيى جواهر أمامه مرتدية الطرحة على رأسها..يقترب منها ..يضمها إلى صدره بشوق..بعد ذلك يرفع الطرحة عن رأسها ويقبلها بشغف ،يقول لها بشوق :

-أخيرا ضمنا منزل واحد حبيبتي جواهر قدام الناس كلها  ..وبالحلال؟

-آه والله  حبيبي هادي هي اللحظه إلي كنت بتمناها؟

-طيب ليش حبيبتي كنتي مش قابله إنا نجوز من زمان؟

-بعدين بحكيلك حبيبي بلاش نضيع ولا لحظه في هذي الليله الحلوه ؟

ثم غمرا نفسيهما بشرشف من  الحرير . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

يفق يحيى  ويعي ماحوله فيجد نفسه عاريا ومستلقيا فوق فراش رطب محشو بالصوف وكانت عناد عارية أيضا وغافية فوق صدره كالأفعى السوداء تلتف حوله في غرفة ضيقة تفوح منها رائحة العرق والنتانة.

كانت آثار أظافرها وأسنانها تملأ جسده الأبيض ورقبته .

يبعدها عنه بعنف وينهض بتثاقل وهو يشعر بالصداع والارهقاق الشديد..نهضت عناد وعندما رآها عارية أمامه أخذ يتقيأ كل مافي إمعاؤه ..ليزيد المكان  إتساخا، وتذكر على الفور الحدث الذي سبق تلك اللحظة وقال:

-شو هاظ إلي عملتيه ياعناد ؟

فقالت عناد بوقاحة:

-هههههههه إشي عادي زي مابتعمل في لمدينه يا يحيى..ههههههه؟

-.................... .

-بعدين مين هاي جواهر إلي كنت بتحكي اسمها وأنا نايمه بحضنك  ..وقاعد بتسوق علينا الشرف وبتخلي حالك واحد نظيف..ومابدك تجوز من بنات قريتك ..متكبر عليهن..لا وبتقول كمان إنهن مثل خواتك ..أي بلاش كذب  ؟

-إنتي..شو..شو حطيتي إلي بالميه..يا..عناد ؟

-ههههههه لا هاظا  إشي بسيط .. حبتين من لحبوب إلي إنتي مانعها في القريه يا..يامحافظ؟

-طيب ليش..ليش يختي ياعناد  ؟

-ههههه بعدك بتقول يختي ..أنا مش أختك..أنا قبل شوي كنت بحضنك ..أما ليش يايحيى..لأني أنا كمان إلي حق بيك مثل البنات والنسوان إلي بتنام معاهن بلمدينه يايحيى..وللا هظلاك بشرتهن بيضا و أحلى من بشرة بنات قريتك..لاتفكر إنك إكبرت على قريتك بمنصب المحافظ ..بكره المنصب بروح منك ..بتعرف يايحيى..أنا بكرهك ..وبكرهك كثير كمان ..بس بصراحه قد ما أنا بكرهك  إتمنيت إني أنام معاك ولو لحظة وحده من عمري ههههههه شايف قديش البنات مهبولات وماعندهن عقول ..وتحديت رفيقاتي إني بقدر..وهيني حققت امنيتي وفزت ..هسى إذنك بدك تذبحني يله إذبحني ..أو روح إحكي لبوي أو أخوي مشان يذبحوني هههههه مشان يذبحوك معاي .

 يرتدي يحيى ثيابه ويخرج ..ليتوجه مسرعا إلى برك الملح ويغطس في إحداها  ليغطيه الدخان المتصاعد منها كما وأنه يريد أن يحرق نفسه ،ويحدث نفسه :"يارب هل ستنقيني تلك المياه المالحة من الدنس والقذارة..الله عليكي ياقريتي  ".

(يتبع....)

تيسيرالمغاصبه

٢٥-٧-٢٠٢٤


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *