جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
تيسير المغاصبهفنونقصة

زوجة الشهيد-٢٧- (لن تشرق الشمس أبدا )

 

تيسير المغاصبه

   زوجة الشهيد
         -٢٧-
 (لن تشرق الشمس أبدا )

     


  قصة متسلسلة

 بقلم :تيسيرالمغاصبه

            ٢٠٢٤

       الفصل الثالث

-------------------------------------------------------

         -٢٧-

   زوجة الشهيد

بعد هزيمة العرب المخزية أمام العدو ،يستشهد "سلمان" خال يحيى في تلك المعركة.

ذلك الرجل الذي عرف بخفة الدم وكثرة المزاح ، وكان محبوب من قبل الجميع بالرغم من مزاحه البذيء.

قيل بأنه قد إرتاح بموته  من زوجته الخبيثة "أميمة"والتي تشبه من قبل نساء القرية بالحية السامة.

فقد كان فجورها ظاهرا بتبجح،كذلك سوء الخلق الذي لاتستطيع إخفاؤه وفي الوقت نفسه كانت تبدو أمام بعض الناس إمرأة مسكينة ..وهي نفس ميزة فريال ولهذا السبب أحبن بعضهن.

كانت أميمة طويلة القامة وبيضاء وتلك الصفات التي تمتاز بها فريال أيضا،فكانت مجنونة بالرجال ،وكثيرا ماكررت قولها لصديقتها فريال بأنها لايمكن أن تعيش بلا رجل.

معبرة بذلك لفريال وبوقاحتها المعهودة:

"وإنتي عارفيتني يختي يافريال أنابحبل من الطير الطاير"

بعد أن أنجبت ولدان "رعد"و"موسى" من زوجها الشهيد.

أجبر داوود أخ سلمان من قبل أخوته على الزواج منها لأجل عنايته باولاد أخيه سلمان وتربيتهم.

وكان داوود أيضا شاب جندي صغير  العمر لم يبلغ العشرين بعد.

فأستطاعت أميمة أيضا أن تكون مسيطرة عليه منذ البداية ،وبما أنه عجز عن إرضاء شبقها ورغباتها المجنونة وإرواء ضمأها دائما،فقد إزدادت شراستها مم جعله يرفض أخذ الإجازات ليبقى بعيدا عنها.

وذلك  كان مبررا لها للاستمرار في   طريق الفجور والخيانة ،وبما أن داوود يغيب كثيرا عن منزله كانت أميمة كثيرا ماتذكرة بتقصيره بقولها:

-إنتي ياداوود عارف إنو راتبك القليل مابكفي مصروف إلي ولعيالك وعيالي ..ولولاي بدبرهم من هون وهون كان عيالك ماتو من الجوع ..لاتفكر إنك معيشني عيشه هنيه براتبك القليل وإلي بروح نصه على الدخان؟

سميت أميمة بالفاجرة زوجة الشهيد الطاهر، بالرغم من مرور سنوات على زواجها من أخيه داوود.

وكانت صديقتها الوحيدة وجارتها  فريال.. يعرفن أدق أسرار بعضهن.

* * * * * * * * * *

عودة..

بينما كان يحيى و مأمون جالسان في الساحة يتجاذبان أطراف الحديث،يرى يحيى في قسم النساء من وراء السياج فتاة جميلة جدا ،شعرها قصير أشبه بشعر الفتى، فأعتقد في البداية بأنها فتى جميل.

وكانت تجلس وحدها دون التحدث إلى أي من زميلاتها ..ودون قيامها بأي حركة تدل على أنها غير سوية -على الأقل-

يلاحظ صديقه مأمون أعجابه بها فيبتسم ويضع يده على كتفه ويقول له:

-حلوه كثير مش هيك يايحيى..على فكره هاذي البنت اسمها "غاده"..ومش مجنونه..حتى هي يمكن إنها تكون أعقل مني ومنك؟

فقال يحيى:

-إنتي بتعرفها ؟

-هههههههههه أفى عليك يايحيى.. أنا بعرف الكل هون هههههه مافي كبيره ولا زغيره بتفوتني..أنا بعرف إلي في القسمين الرجال والنسوان ،وبعرف كل واحد شو مشكلته..حتى الشغالين هون ؟

-فعلا إنك خطير يامأمون .

قال مأمون بأنتشاء وسعادة أكبر:

-أنا بعرف البلد كلها؟

-ياعيني عليك.

-ههههههه يحيى..شكلك حبيتها مش هيك؟

-لا مو هيك بس قصدي بس.....

وقال مأمون مقاطعا:

-لعاد ويش قصدك هههههههه ؟

-...................... .

-هههههههه علي أنا هاظا الحكي ياصاحبي؟

-والله هي حلوه كثير ...

-على فكره هاي البنت من قريتك؟

-مستحيل .

-ههههههه مو مبين عليها صح..هو إنتي غشيم عن سوايا النسوان بالقريه بشرقن وبغربن وبحسنن النسل بطريقتهن هههههه ؟

-طيب وشو قصتها؟

-قصتها ياسيدي ..مثل قصص كل البنات الجاهلات بالقريه ..واحد واطي..خنزير من المحافظه ؟

-يالله ..المحافظه..المحافظه..الله يحرق المحافظه على أهلها؟

-آمين يارب العالمين..المهم ياحفيظ السلامه أقنعها إنو بحبها  ووعدها بالزواج وبعدين ضحك عليها ..وبعد ما لوثها وخرب بيتها وسلب عفافها تركها؟

-ياساتر يارب.

-الله يستر على ولايانا؟

-آمين يارب ..طيب ليش ماإشتكت عليه؟

-ههههههه يعني معقول إنها إتكون ما إشتكت ماهم أهل  المحافظه نفسهم إلي  شوهوا سمعة قرية أم الملح وغيرها من القرى التابعة لمحافظتهم  بسبب سقاطة زلم القرى ..راحت ياسيدي وإشتكته عند أهله ..سبوها بأوسخ المسبات وجروها برى وقالولها إطلعي برى يابنت أم الملح ؟

-أنا بقصد ليش ماراحت تشتكيه للشرطة.

-وراحت مشان تشتكي  عليه ..بس.."ولوح بيده عاليا وتابع" طلعوا جماعة إلي إعتدى عليها واصلين وطلعو منها؟

-فهمت عليك.

-ويرحم والديك؟

-آآه ..الرحمة مطلوبه دنيا وآخره ياخوي يامأمون ..بس كيف بقدر إني أوصل إلها وأحكي معها؟

-أسمع هو أنا بقدر أدلك على طريقها..بس هذه بنت هسى مافي بعقلها غير الإنتقام منه ومن كل لزلام ..يعني مش رايح تستفيد منها إشي هاذي صارت متوحشه كثير وخطيره ..يعني كيف الوحش إلي مسجون وبدو ينتقم من سجانه ههههههه يعني لو تقظبك ياخوي يايحيى بتوكلك من غير ملح؟

-ماعليك مني يا خوي يامأمون..  إذا دليتني على طريقها بكون شاكرا إلك.

-طيب شوف "ومد يده إلى آخر السياج وتابع" شايف آخر السور ؟

-أيوه شايفه.

-هناك فيه فتحه مقطعه من سلاك السياج ..هي إلي قطعتهن مشان تشرد منهن ..كل يوم بتشتغل بيهن شوي..عنيده الله وكيلك و مصره إنها تشرد مشان تنتقم ..لمنها تروح غاد روح إلحقها وإحكي معها..كيف أنا معاك هههههههه؟

-مشكور ..مشكور ياخوي يامأمون.

- والله يرحمك مقدما ياخوي يايحيى ههههههههه؟

-ههههههه كله فدى لقريتي وفدى لخواتي بنات قريتي .

قال مأمون مؤكدا :

-إنتبه يايحيى.. إنتبه لا حدى يحس بيك ؟

-ماعليك مني .

* * * * * * * * *

تمر الأيام وتنجب أميمة من داوود ولدان وخمسة بنات ..يشب الاولاد وتكبر البنات ويتربون جميعا على أخلاق أمهم السيئة ،ويتميزن البنات بشبق أمهن وتعطشن الدائم.

وأما الابنة الأخيرة فبدت جميلة جدا ،اسمتها أمها سحر ، وعندما بلغت الشهر الرابع من عمرها،

وبينما كان أخيها رعد  يلاعبها

  فوق سطوح المنزل وهو كان أكثر أخوته شقاوة، تسقط من يده إلى الأسفل  وتتوفى في نفس اليوم،وقد أخفت أميمة حقيقة موتها عن زوجها الذي كان يحبها كثيرا ،وفي المقابل كان يكره رعد الذي كان يشبه أخيه سلمان الذي كانت أميمة دائما ماتذكره  بأنه كان أكثر منه فحولة ورجولة .

فأمضى أيامه بالبكاء على ابنته سحر حتى أصيب بمرض القلب ،

بعد ذلك إزداد إهتمام فريال بصديقتها وزوجة أخيها وطلبت منها أن تنام هي وأولادها وزوجها في منزلها ثلاثة أيام في الأسبوع كي تخفف عنهما مصابهما.

فقالت نساء القرية بأن فريال حطت رأسها برأس أميمة وأنهن "لايقات على بعضهن البعض".

وبالفعل كن يتحدثن عن ذكرياتهن مع العشق والخيانة بفخر ، ويوما ما رأت فريال أميمة بأحضان أحد أبناء المحافظة فكانوا كالقطط تماما فوق الحشائش،وكان ذلك مقابل علبة حلاوة.

ودهشت فريال منها كونها لاتزال تبيع جسدها للآن وأنبتها بشدة وهي تحاول إقناع نفسها بأنها سيدتها حتى بكت أميمة؛ومن كلامها :

-مش عيب عليكي يااميمه ..عشان علبة حلاوه ..إحنا يااميمه كبرنا على هذه السوايا ..شو بدكي ننفضح وإحنا كبيرات بالعمر ؟

وفي الحقيقة أن أميمة كانت تشعر بأن تعزير فريال لها لم يكن إلا بدافع غيرتها منها وحسدها لها لأنها أرملة،لكنها ضمرت ذلك في نفسها وحقدت عليها.

وذلك ليس بغريبا، فبعد الهزيمة التي مني بها العرب  إزداد الفجور والانحراف وعم بكل مكان بسبب الجوع.

* * * * * * * * *

عودة...

ماأن مشت غادة متوجهة إلى آخر السياج الموصول بالسور حتى مشى يحيى وراؤها دون أن تتنبه إليه.

جلست إلى جانب السياج  المقطع..وما أن تلفتت حولها مراقبة للمكان حتى رأت يحيى أمامها ..فرح يحيى كثيرا وهو يراها تقف أمامه ،ووقف منبهرا بجمالها وقد ذكرته بصديقتة فرح .

وقال لها برقة:

-إنتي غاده مش هيك؟

نظرت غادة إليه نظرة عادية لاتفسر أبدا ،وتابع :

-أنا اسمي يحيى..أنا من نفس قريتكي أم الملح ياغاده؟

-........................... .

-أختي غاده ..أنا عرفت كل إشي عنكي ..ومش رايح أتركي غير لما أنتقم إلكي ..و..ومش هيك بس انا رايح أخليكي إنتي إلي تنتقمي  بئديكي كمان ..أنا بعتبر كل بنات قرية أم الملح خواتي..إحنا بالصبر والتفكير السليم  بنقدر إنا نتغلب على كل المصاعب إلي واجهناها وإلي رايحين نواجهها ياغاده؟

-.......................... .

-لازم إنكي تثقي بي ياغاده ..ليش إتضيعي كل هذا الجمال والشباب هونا بسبب واحد خنزير؟

أخيرا إبتسمت غادة وقالت :

-طيب شوف يايحيى..فوت من هونا عشان نحكي ؟

شعر يحيى بسعادة غامرة لأنها تحدثت إليه وقد سحره جمال صوتها  ،وقال لها:

- مابصير إنهم يشوفوني في قسم النساء ..

لكنها قالت مقاطعة:

-طيب يايحيى  ..خليك مكانك وأنا بدي أفوت لعندك ؟

-كمان مابنفع هيك ياغاده لأنو هيك بنكشف كل إشي ..خليكي ماشيه على نفس خطتكي لأنها كويسه وأنا رايح أساعدكي بيها كل يوم؟

-لا لازم إني آجي عندك يايحيى.

أصرت غادة على المرور من فتحة السياج بالرغم من تحذيراته لها .

تلفتت غادة حولها ثم تسللت من فتحة السياج الضيقة مستغلة نحولها ورشاقتها ،وعندما وقفت أمام يحيى فتن بجمالها الساحر.. وخفتها..ورشاقتها ..إبتسم وقال مادحا جمالها:

-ماشاء الله؟

نظرت إليه وإبتسمت إبتسامة جميلة ..ثم رفعت يدها مباغته وعفرت وجهه بحفنة من التراب كانت بيدها..وإمتلأت عينيه بالتراب  ولم يستطع الرؤية..ثم وجهت إليه عدة ركلات بمقدمة حذائها إلى منطقة حساسة في جسده،وتبعتها بضربة بواسطة ركبتها، فصرخ يحيى صرخة عالية من شدة الألم ،وقالت له:

-لذيذ كثير مش هيك يايحيى؟

وعندما أحنى يحيى ظهره نطحته برأسها على وجهه

 ووقع على ظهره .

فجثمت على صدره وأخذت تكيل له اللكلمات وتعضه في وجهه ثم غرزت أظافرها في رقبته وهي تردد:

-بدك تساعدني ياإبن الكلب مش هيك..ماإنتو لزلام كلكو خنازير خون مثل بعظكو ..يعني إنتي بتفكرني بدي أصدقك ياواطي ..إنتو كلكو كلاب بتتمسكنوا على بين ماتوخذو إلي بتكو إياه من البنت وبعدين بترموها ..يعني هو مابكفيني إلي صار إلي منكو ..هو أنا ناقصني كمان واحد مجنون ..حتى المجانين ماني سلمانه منهم؟

إستمر صراخهما ..صراخ يحيى من شدة الألم ،وصراخ غادة  الغاضب، بينما خطوات تقترب منهما مسرعة.

(يتبع....)

تيسيرالمغاصبه

٣-٦-٢٠٢٤


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *