جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
عادل التوني‏فنوننقدنقد شعر

شرح مبسط لقصيدة: {ثورة الشك} لشاعرها (الأمير: عبدالله الفيصل).

 

عادل التوني

شرح مبسط لقصيدة:
{ثورة الشك}
لشاعرها (الأمير: عبدالله الفيصل).

ـــــــــــــــــــــــــــــ



الشك هو: ما استوى طرفاه، بين التصديق والإنكار.

وقصيدتنا هي شك وغيرة عاشق في محبوبته..  ..

فالعلاقة الجدلية بين الشك والحب معقدة.. الشك يقوي الحب.. والحب يفتح نوافذ الخيال على ساحات للشك لم تكن موجودة..

فالعلاقة هنا: كلما زاد الحب وتمكن زاد القلق من الشك...

و قصيدة {ثورة الشك} وهي موجودة في ديوان {وحي الحرمان} ولكن بعنوان:عواطف حائرة.

وعندنا تغنى القصائد تأخذ منحى تجاري فيستبدل أسم بعضها.

ـــــــــــــــــــــــــــ

{عواطف حائرة}

ـــــــــــــــــــــــــــ

اكاد أشكّ في نفسي لأنِّي

أكاد أشكُّ فيكَ وأنتَ مني

يقول الناس إنك خُنتَ عهدي

ولم تحفظء هوايَ ولم تَصُنِّي

وأنتَ مُنَايَ أجمعها مشت لي

إليك خُطى الشباب المطمئنِّ

وقد كادَ الشبابُ لغير عَودٍ

يُوَلِّي عن فتىً في غير أَمنِ

وها أنا فاتني القدر الموالي

بأحلامِ الشباب ولم يَفُتني

كأنَّ صبَاي قد رُدَّت رُؤاهُ

على جفني المُسَهَّدِ أو كأني

يُكَذِّبُ فيكَ كُلَّ الناس قلبي

وتسمعُ فيك كُلَّ الناسِ أُذءني

وكم طافتء عليَّ ظلالُ شَكّ

أَقَضَّتء مَضءجعي واستعبدتني

كأنِّي طافَ بي رَكءبُ الليالي

يُحَدِّثُ عنك في الدنيا.. وعنِّي

على أنِّي أُغالطُ فيكَ سمعي

وتُبءصرُ فيكَ غيرَ الشكِّ عيني

وما أنا بالمُصَدِّق فيكَ قولاً

ولكنِّي شقيتُ بحُسءن ظني

وبي مما يساورني كثير

مَنَ الشكِّ المَؤَرِّقِ.. لا تَدَعءني

تَعَذَّبُ في لهيبِ الشكِّ روحي

وتشقى بالظنون وبالتمنِّي

أَجِبني إذ سأَلتُكَ:

هل صحيحٌ

حديثُ الناس؟

خُنتَ؟

ألم تَخُنِّي؟

ـــــــــــــــــــــــــــ

وتعتبر من أجمل القصائد التي تغنت بها كوكب الشرق (أم كلثوم) وقام بتلحينها العبقري (رياض السنباطي)

ـــــــــــــــــــــــــــ

قصيدة تحس فيها بنبض القلب.. بين عواطف شاعر حارت بين ثقته في حبيبه.. وبين كلام الناس.. حارت عواطفه بين قلبه.. وأذنه

يُكَذِّبُ فيكَ كُلَّ الناس قلبي

وتسمع فيك كل الناس أُذءني

حالة من الصراع والتشتت والشك.

وهذا الصراع يزيد في روعة العمل وجمال الدراما بداخله هنا الحب بين.. بين.. فيه سعادة كبيرة.. وفيه ألم وشقاء.. فيه مآس وأحزان وفيه مهازل أحياناً.. وفيه أطراف أخرى.. أبطال شر..منهم هؤلاء الوشاة الكاذبون الذين يزعمون للعاشق أن محبوبه يخونه.. إما عن حسد..أو حقد..أو رغبة جبلية في الشر..والعاشق مسكين.. فالعشق يجعله حساساً.. وقريباً من الشك بلا كلام وشاة.. وبلا أسباب..لمجرد أن المعشوق موجود.. وجميل.. ويعيش بين الناس.. ويراه الناس.. ولا يستطيع العاشق أن يخبئه في قلبه.

ـــــــــــــــــــــــــــ

وإذا كان الحب من طبعه أن يثير الشك في أثبت الأمور.. فما الحال حين يقول الناس.. أو يتقولون.. إن الحب - بطبعه - يغذي هذه الأقاويل ويذهب بها إلى آخر مدى..ويدخل حولها في صراع مع العقل..والنتيجة الحتمية هي: الألم.

 ولا يكاد يوجد حب بلا ألم إلا في الجنة إن شاء الله تعالى.. أما حياتنا الدنيا فالحب فيها - على لذته - مشوب بألم الشك.. والغيرة.. والشوق.. والهجر.. والحرمان.

ـــــــــــــــــــــــــــ

وحين يثور الشك في نفس العاشق فإنه يثور على إنسان قوي.. كبير.. مهما كان العاشق نفسه قوياً.. وكبيراً.. فإن في المحبوب قوة ذاتية هائلة.. تشبه القوة الذرية.. قوة الحبيب من سحره الخاص.. ومن ضعف العاشق أمامه.. فهي قوة مزدوجة!

حين يكون هذا الحبيب هو جميع المنى فهو القوة بعينها لا يستطيع العاشق الوقوف أمامها أو المغامرة بفقدانها

ولهذا تكون ظلال الشك أسواط عذاب.

ـــــــــــــــــــــــــــ

والحب النبيل كما في قصيدة (ثورة الشك) أو (عواطف حائرة) يستبعد الخيانة ابتداء، لأن حُباً كهذا لا ينتقي طبيعة إلا من لا تتصف بالخيانة.. ولكن حين يتمكن الحب يعمل عمله كما هي عادته دائماً.. ويشعل جذوة شكوكه أدنى كلام.. فكيف حين يتوارد الكلام؟

ـــــــــــــــــــــــــــ

على أن هنالك عاملاً ثالثاً - غير الحب وكلام الناس - يؤجج جذوة الشك ويضرم حيرة العواطف في نفس الشاعر العاشق.. وهو أنه قد أحبها على كِبَرِ في سنه وقد كاد الشباب يولي.

وحين يحب الكهل فتاة فالألم أكبر والشك أقرب فما بالك حين يقول الناس؟

ـــــــــــــــــــــــــــ

والحب.. أو المحبوب الرائع يعيد للكهل صباه ولكنه لا يطمس عقله ولا يطمس الحقائق ولا يعيد الجسد نفسه إلى الصبا ومن هنا تزداد حيرة العواطف.

ـــــــــــــــــــــــــــ

وبعيداً عن هذه القصيدة الجميلة فإن هناك أناساً يشكون وهم لا يحبون إلا التملك والقهر وحب الذات ..

ـــــــــــــــــــــــــــ

لمحة فنية:

ـــــــــــــــــــــــــــ

عندما قام العبقري رياض السنباطي بتلحين تلك القصيدة وعند مقطع:

 أَجِبني إذ سأَلتُكَ:

هل صحيحٌ

حديثُ الناس؟

خُنتَ؟

ألم تَخُنِّي؟

... قام بتلحين المقطع الغنائي على مرحلين:

1- أَجِبني إذ سأَلتُكَ:

هل صحيحٌ

حديثُ الناس؟

خُنتَ؟

.....وترك سكته لحنية بعد كلمة { خُنتَ }

ليترك للمستمع الإجابة أولا .. ثم استطرد بكلمة:

2- ألم تَخُنِّي؟

..... كناية على عدم الشك والتصديق .. إنه الحب ياسادة.

ا ل ح ب .

ـــــــــــــــــــــــــــ

المهندس/عادل التوني.

الرئيس الأسبق لرابطة الكتاب العرب على الإنترنت التابعة

ــــا (Google ) لــــ

ـــــــــــــــــــــ

المصادر(بتصرف):

ويكيبيديا.

جريدة الرياض.

أعمال الأمير عبدالله الفيصل.


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *