جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك

 

الصحافة و الأدب

العقيد بن دحو

العقيد بن دحو

* - متى يرد الإعلام الجميل الى الأدب و الفن و الثقافة عموما ؟

حتى القرن الثامن عشر كانت النأس لا تقرأ الصحف و لا تستمع لأجهزة الراديو المذياع و الى الإذاعة ، إلاّ اذا تضمنت احدى صفحاتها و احدى برامجها شيئ عن الادب أو الفن او الثقافة ، من حيث الخبر مقدسا و التعليق واجبا.

يوم ذاك أنقذ الأدب و الفن و نشر الفكر في شكل مقالات فكرية الصحافة من رتابة و ستاتيكية المادة الإعلامية و مجاراة الأحداث التاريخية. و ظل حال الصحافة على هذا المنوال و النمط الى غاية سنة 1841 ؛ أين المؤرخ الإسكتلندي (توماس كارليل)  أقتبس التسمية من كتاب "الأبطال و عبادة البطل" عنوانا للسلطة الرابعة Fourth Estate.

اخيرا صار الأعلام سلطة ، تضاهي السلطات الكلاسيكية الثلاث (التنفيذية ' التشريعية - القضائية) ، أخيرا الصحافة عموما بطريقة أو بأخرى صارت شريكا و لو مجازا في صنع القرارات المصيرية ، في صناعة الحدث و ما بعد الحدث و الأثر الذي يخلفه الحدث.

صارت سلطة رجل الصحافة تضاهي سلطة رجل الدولة ، سلطة رجل المال و الأعمال و عدة سلط اخرى ممكنة.

و على الرغم من سلطة رجل الأدب أقدم عن سلطة رجل الاعلام و الصحافة ، تعود الى تلك الرسالة التي كتبها الكاتب الأديب "صمويل جونسون" الى اللورد "تشيسترفيلد" ، يلتمس فيها مساعدته نشر كتابه Dictionaire

وقتئذ لم يستقبل الكاتب الأديب بل طرد شر طردة من عتبات احد ابواب قصره الملكي.

منذ تلك اللحظة التاريخية 1758 أعتبر النقاد نموذجا تاريخا لظهور الأدب ، كما أعتبر من تلك اللحظة الأديب الفنان المثقف كرجل أدب ، اي صار الفن و الادب و الثقافة سلطة (المانا) / Mana ، يستمد سلطته من (الماناليزم) Manaleisme أي الأيمان بقوة و طاقة و قدرة الشيء ذاته.

غير أن نعرف - شئنا أم أحببنا- ذاك العداء التقليدي المدمر الذي يكنه السياسي رجل الأدب و الفن و الثقافة منذ الحرب الكونيتين (1919 - 1939) أخر الثقافة أن تأخذ مكانتها قي سلم هرم سلطة الدولة ناهيك عن عدم  قدرة الثقافة التكيف و التأقلم مع الطارئ (....) !. بينما الاعلام مع التقدم الحضاري و الثقافي للامم و الشعوب أستطاع أن يعبر فترة (الكمون) بهدوء و سلام رغم التضحيات الجسام و قةافل للشهداء الذي قدمها في مجرى التاريخ و لا يزال...   

اليوم الثقافة تعاني الأمرين ، جحود الأقربين و ضعف و هشاشة فئة المثقفين  و نكران الجميل من لدن ذاك الذي أنقذته بالأمس. يبخل عليه أن ينشر له مقالة او صورة أو يبث له خبرا غير مقدس و لا هو بالواجب و ذاك أضعف الإيمان ، على عمود في جريدة او خبر مسموع أو مرئي.

صحيح الإعلام الرقمي و منصات شبكات التواصل الاجتماعي منحت فرصة على طبق من ذهب لما يسمى بإعلام المواطن ، أكثر ديمقراطية و أكثر حرية ، بل  غالبا ما تكون أكثر مسؤولية.

غيرأن رغم كل هذا لا يفقد الود قضية أن يلتمس الفنان الاديب المثقف حقا لا صدقة من اعلام بلده الرأسي أم الأفقي فهو اولى عن الناس أجمعين بحكم ملكيته للمعلومة.

و گأن التاريخ يعيد نفسه ؛ الاعلام التقليدي الثقيل بدأت بوادر علامات الشيخوخة المبكرة تمسه بالانزهايمر المعلوماتي. و لم يعد أمامه سوى العودة الى المتكإ الاول ، الى المرجعية الثقافية و الأدب و الفن مجددا !.

يبقى أقوى دور للصحافة المقروءة المسموعة المرئية و حتى الرقمية اذ يؤثر على الجمهور المثقف و غيره أيضا ، بواسطة المسلسل أو الإقتباس او الرواية المصورة

و أهمية الصحافة هنا ، مقروءة مسموعة مرئية رقمية هو ادخال أثر أدبي الى اادوائر الشعبية ، انها توسع قراءه ، و نجعله في متناولهم اليومي. لكن نقص هذه الوسائل و تغعيلها بشكل صحيح ، جعلها تهتم بالقشور دون اللباب ، بالقوقعة دون الحيوان ، بالمحيط دون الانسان. الإنسان المبدع الخلاق هو مركز ثقل الكون ، هو صانع كل هذه المعجزات الحضارية ، هو صانع معدات الصحافة الخفيفة و الثقيلة التقنية و الفنية و مع هذا لا يطلع في '(الصورة) الخلاقة البديعة.

وحدهم المعتوهين و الحمقى و المجانين و اشباه الأدباء و أشباه الفنانين و أشباه المثقفين و أنصاف المتعلمين هم من يمسون و يصبحون على شاشات التلفزيون و على أثير أمواج قنوات الاذاعات المحلية و العالمية ، يتصدرون مانشيستات الصفحات الأولى للجرائد و الصحف و المجلات.

و لا غرو أن وجدت واحدا من أمثال هؤلاء (الصفوة) يتلوا و يرتلوا  مسرد سِفر قوائم المكرمين المبجلين المطوبة ارواحهم و المطهرة انفاسهم و اجسادهم الى مصاف رجالات دولة كبار قادة ، ساسة ، وزراء ، دبلوماسيين......

الخ. كون الشعار القائم الفيصل : " هذا يسمع الكلام " !.

و " أعطيه لي فاهم الله لا يجعلو قرا"

اذن لا عجب ان وصلنا الى هذه الرداءة الشاملة الأعم. أين تسبق العربة الحصان ، و خسيس المحتد يتحكم في كريم المحتد و اللعثمة و التلكؤ و اللجلجة تسبق كل صاحب قول خطيب حكيم بليغ. مما تدخل الجمهور في حالة اغفال غريبا ، بينما يلج المثقف في حالة صمت لن تجد بعدها من يحدث الناس عما كتب ارسطو في معبد (دلف) او (دلفي) اليوناني : " تكلم كي أراك " !

و البقية صمت......(هاملت) تشكسبير.


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *