جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
آراءالسودانصلاح عثمان

البَحرُ المَيّتُ "وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ"

 

صلاح عثمان

البَحرُ المَيّتُ
"وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ"

تسليط الضوء على محنة الإعلام السوداني حالياً.

خلفية تاريخية:

بعد استلامي لمهام عملي الجديد في ادارة اتصالات النيل الأبيض (كوستي) عدت للعاصمة الخرطوم لحضور الإحتفال باليوم العالمي للاتصالات والذي حشدت له سوداتل ضيوفها في قاعة الصداقة.

كنت أسابق الزمن لمعرفة هذا العالم الساحر الجديد الذي يصادف السابع عشر من مايو من كل عام.

في جلسة الاستراحة توجه الضيوف إلى تناول ما يريدون عبر البوفيه المفتوح.

أدهشني احتلال طائفة من الصحفيين المقاعد ويتبادلون الحديث.

طال غيابي عن أرض الوطن لكنَّي كنت أشهد حضورهم في أروقة السفارة السودانية بجدة والأنشطة المجتمعية للمغتربين في استجداء الدخول في استثمارات ترتقي بالصحافة.

وانطلت علينا الحيل ممن وصلوا لهذه المهنة عبر بوابة القرابة لمن يصنعون القرار في بلادي من عسكر الانقاذ.

ومنهم من جيلي فتعاصرنا في ذات الزمان الدراسي وآخرين يكبروننا حفلت بهم دار السودان بالاسكندرية في الانشطة الثقافية في كل موسم.

فهم كانوا يمثلون أصلب العناصر لأصلب المواقف في الصراع مع أجهزة الأمن نالوا منها تأخيراً أكاديمياً لحقوه من درب الصحافة يدبجون المقالات ذات التنابذ في اتجاه يعاكس مسار سورة الحجرات.

ولكن الإدارة العليا في مجالس الصحافة تقدم لهم المكافئة بالانتشار.

لم أجد منهم من أحد يذكرني ولم أحرص.

كان لإدارة العلاقات العامة في سوداتل توجهاً صحفياً يجد اهتماما من بعض الصحافة فتنشره في ملاحق اسبوعية.

هذه الملاحق كانت تحمل اسهاماتي كنشاط أكتب فيه القصة القصيرة.

بعد حين بدأت حملة منظمة ضد ما أقوم به من نشاط يخص الشركة تحمله أعمدة من كل الصحف الصادرة.

فترسل لي الادارة العامة لأقوم بالرد عليهم.

كنت أقرأ طرائف الصحفيين في تلك الأعمدة وأحزنني أن قلماُ نسائياً كنت أفخر به لسابقته في المجال من أيام مكتب النشر فإذا هي تنقل في عمودها كتابة ركيكة بعثها مراسل صحيفة رياضية بأن علة الاتصالات من ذهب مديرها للفسحة في أمريكا.

هذه أمريكا التي ذهبت اليها عبر ترشيح الاتحاد الدولي للاتصالات وامتحان التأهيل للغة الانجليزية وشهادة في الاقتصاد من جامعة الاسكندرية ومعاينة مع القنصل الأمريكي في سفارتهم بالقاهرة.

واستمر اللغط لأكتشف بعد سنوات ما يلي:

تتراكم مديونتهم في عدم سداد فواتير الهاتف فكنت لهم بالمرصاد.وزرتهم في دورهم ولا مرحباً بي.

بل في عزاء زعيم اقتصادي اجتمعوا يشكوني لإدارة سوداتل.

حينها كنت مشغولاً أتابع مديونية القصر الجمهوري ووزارة الدفاع وقمت بقطع الهواتف جميعها.

جاءني من يرتجف أن النائب الأول يريد أن ترجع الحرارة لهاتفه قلت له أن يسدد فاتورته.

وأتاني بشيك صادر من بنك السودان فلاحظت أن هناك اختلافاً بين القيمة بالأرقام عن القيمة بالحروف.

وهذه علة تمنع صرف المبلغ.

قلت له لنذهب معاً إلى النائب الأول ليوقف حالك وحال البنك المركزي.

فانسحب وعاد بالمبلغ نقداُ.

وبقية الصحفيين تكسَّرت مجاديفهم عند المدير العام لإنصافه لما أقوم به.

هذه الأحداث كفيلة بعدم ترحيبهم بي في أي عمل في طريقه للنشر.

حدث آخر أتي من العلاقات العامة في جرأة للتحقيق في واقعة قيام نادي للموظفين واسرهم في حوش الشركة بكوستي.

فقد بدأ ارسال قناة الجزيرة وانها فرصة للاجتماع العائلي والثقافي.

فقال مدير العلاقات العامة أن في هذا شططاً وكيف تسمح ببث المجون.

قلت للذين يشهدون معنا هل يدري هذا أن مهندسي سوداتل هم من يديرون محطات التلفزة الإقليمية من داخل مكاتب سوداتل وهم من يصلحون أجهزة الاستقبال.

فسكت في صمت وإذا زرته بعد ذلك تجد الأجهزة الفضائية وكأنه تاجرها.

نواصل

صلاح عثمان

الاسكندرية 9 أبريل 2024م




***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *