كيفية الأحتفال باليوم العالمي للمسرح
العقيد بن دحو
نزولا عند رغبة صديقي الشاعر هشام عواد الثامر ، أرتأيت أن أشرح مامعنى
اليوم العالمي للمسرح ، جرى الأحتفاء بحر الأسبوع الفارط ، المتزامن ذكرى 27 مارس
من كل سنة.
سوف لن نتطرق لماذا سُمي بهذا الأسم و لا متى.. و لا أين....و لا لماذا..
!؟
و محركات بحث منصات شبكات التواصل الإجتماعي تزخر و تغنيك عن كل سؤال في
هذا الإتجاه !.
حديثي سيكون :
أولا/ لماذا نحتفل و نحن نجهل لماذا نحتفل و على من.. ؟
و نحن ليس لنا فرع " المسرح العالمي" !
كلمة المسرح العالمي هو مذهب فني أو مدرسة فنية. و لأن اتسعت المذاهب و
المدارس الفنية صار لكل كاتب مسرحي اتجاهه الخاص الفلسفي و تصوره الذهني ، أسلوبه
و لغته الخاصة به.
ثانيا/ هو اتجاه مسرحي عالمي ، مستقل غير حكومي.
اعتماده يتم وفق طلب يقدم الى هيئة
اليونسكو أو الى معهد التمثيل العالمي.
كيفية الأحتفاء
_____________
يجب في تلك الأمسية أن تطفأ أضواء صالة العرض المسرحي ، و أن تتوقف الخشبة
عن أي عرض مسرحي أو أي نشاط فني آخر...لا تكريمات و لا جوائز ، و لا فوضى ، أي نوع من تلك الفوضى التي
شهدتها مسارح العرب قاطبة من الماء الى الماء ، من النهر الى البحر ، و من طانجا
الى جاكارته .
ثانيا/ يجب أن تخلو الخشبة عن اي عرض مسرحي أياٌ كان نوعه.
ثالثا/ يجب أن تخلو الخشبة عن اي ثقل مادي او كتلة او حجم في الديكور او
الإكسسوار أو ثقل مادي آخر.
ثالثا/ ثم تسمع النقرات الثلاث على الدف كما كان متعاهدا عليه بالمسرح
التقليدي الكلاسيكي.
رابعا / تسمع الكلمة العالمية "هُد" ثم تشرع في رفع الستارة عن
أي لا شيئ ، سوى عن صوت رسالة االإنسان ، التي هي بالمقام الأول " صوت الضمير"
.
هذا الصوت الذي يخرج من كل جنبات المسرح و من خلف الكواليس. الى جميع ساكنة
المعمورة ؛ الثواقة للعدل و ااحرية و المساواة.
و في عز عصر و زمن فقدت فيهما الدبلوماسية و السياسة سلطانهما ، بإمكانية
الفن التي هي غضة ، ان تجمع المجموعة البشرية في مجوعة واحدة..
تلك المجموعة لا تزال تؤمن بشرف الكلمة و نبل المعنى و دفء الحياة.
أين العالم كله يصير مسرحا كبيرا ، يكون فيه الإنسان موضوعا و العالم موضعا
و من العصر وقتا وزمنا. الإنسان Homo من الإنسان العارف Homo Sapiens الى آخر نموذج و امثولة
انساني ، انسانية و أنسنة الإنسان شهدته و عرفته الكينونة البشرية.
نتساءل ما الذي كانت تقوم به جل مسارح العرب !؟
يا جماعة الخير المسرح في تلك الأمسية يتحول الى محكمة ضمير.
أين تنصب بالقاعة و تتحول الى قاعة محاكمة ، أين تحاكم الانسانية نفسها
بنفسها. فهل حاكم العالم ضميره في تلك الأمسية من مساء يوم 27 مارس !؟
لا أعتقد ، اعتقد أنه يوم عالمي بائس ، شقي ، تعيس ، و الحرب الإسرائلية
القائمة على اطفال و تساء و شيوخ غزة ابلغ من قول كل خطيب ، لم تترك لأي مسرحي ماء
وجه ، كيما ينبش بإبنة شفة .
المسرح العالمي في يومه العالمي هذا كشف الغطاء عن زيف و نفاق و شقاق أولئك
الذين لطالما كسروا رؤوسنا بإسم حقوق الإنسان و حقوق الطفولة و حقوق المرأة.
دعنا نقر ليست و حدها السياسة و الدبلوماسية من فشلت منذ مدة ، و انما ايضا
المسرح و الفن فشل في هذه الليلة الليلاء ، أين كانت دفوف المسرح التقليدي كانت
تقرع اذانا على رفع الستارة عن الصوت العالمي و رسالة العالم المتحشرج ، كانت على
طرفي نقيض ، تثنية الفعل الدرامي و نقيضه؛ طبول الحرب على غزة تقرع بمرأى من
العالم قاطبة، و الرسالة و صوت الضمير المغتال أُمهات القنابل التي تقتل الإنسان
ومحيطه بشتى أبشع أنواع القتل !.
مسرح عالمي جبان و رسالة صوت الرجل الضعيف ، المهزوز الخجولة ، تلك التي
سمعناها هذه السنة الكبيسة العجاف ؛ أقل ما يقال عنها انها رسالة الخيانة و
الرعونة و الزراية. شبيهة برسالة حاملة القرابين عند الكاتب الدرامي الاغريقي
اسخيلوس في ثلاثيته الشهيرة(حاملة القرابين - أسخيلوس - أجاممنون). أو هي
"الذباب" أو الندم عند المفكر الوجودي جون بول سارتر.
يبقى ألقول و العزاء الأخير : رسالة المسرح يجب أن تسجل و تقرأ كما قرأها
صاحبها أول مرة. و هي شخصية عالمية فنية تختارها هيئة المنظمة العالمية للمسرح.
و نظرا لاحقاق الحق اقترح على اية هيئة عربية أو وطنية أن تختار لنا يوما
آخر نحتفل بصوت ورسالة الضمير الإنساني العالمي.
و لا نتحدث عن اولئك الذبن
احتفلوا... فمنذ الخليقة اخفاء الظل، تهتز ابدانهم و اجسادهم على أقل وقع طبل ،
اهل طرب و حماقة لا يقاس عليهم.
ارجوا يا صديقي الشاعر هشام عواد
الثامر قد اخصيت ووعيت معي المأساة
الفجيعة المسرحية التي
احتفلنا بها دون ان نعي أو نعقل.