جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
تيسير المغاصبهفنونقصة

الأحضان الباردة -١٨- (لن تشرق الشمس أبدا ) قصة متسلسلة الفصل الثاني

 

تيسير المغاصبه

 (لن تشرق الشمس أبدا )

       قصة متسلسلة

  بقلم : تيسيرالمغاصبه

            ٢٠٢٤

        الفصل الثاني

        -١٨-

الأحضان الباردة

بينما كانت جواهر تضع زينتها ارتفع رنين هاتفها وكان المتصل  زوجها عبد اللطيف،

 سمعت صوته المقزز :

-صحيتي ياحياتي ؟

-أيوه صحيت ..ليش ران علي بدري هيك.

-عندي فكرة خطرت على بالي؟

-فكره..طيب قول شو هي الفكرة.

-شو رايكي تروحي معي على دار الأيتام ونتبنى طفل حتى يسليكي بالبيت؟

-هسى هذا إلي طلع معك..بعدين هذا الحكي أنا نسيته من زمان ..لأني بطلت احب الاولاد ..أو مش بس هيك ..أنا صرت أكره شعور الأمومة..وبقرف لما يخطر على بالي ..وبكره كل الأمهات وولادهن.

-أنا فكرت حبيبتي إنكي رايحه تفرحي؟

وقالت بمزيج من الاشمئزاز و السخرية:

بكفيني إني سمعت صوتك ياجوزي؟

-الله يسامحكي ياجواهر.

-طيب يله مع السلامه كمان شوي بدو يبدى المسلسل إلي متابعيته.

*  *  *  *  *  * *  *

كانت جواهر تتابع مسلسلها الإجنبي..الرومنسي عندما هاتفها رعد وأخبرها بأنه يوجد لها هدية معه، عثر عليها في إحدى آبار قرية أم الملح.

طلبت من الخدم إدخاله على الفور ،وعندما ظهر يحيى ووقف أمامها في ثيابه الرثة،والغير الملائمة لوجهه الجميل الذي يشع نور ،وقد فتنها بجماله.

طلبت من رعد الذهاب،وعندما خلت بيحيى إختلطت مشاعرها وعواطفها ونارها المتأججة.

ماتريد.. ومالا تريد ..ماترغب به ..ومالا ترغب به.

فحرك يحيى فيها الكثير من المشاعر المكبوتة ،بينما كانت تنظر إلى بعض بقع الطين الملطخة وجهه والتي زادت من إثارة رغبتها المكبوتتة، ونشأ صراع بما يشبه الأمواج المتلاطمة؛

"هل فعلا كرهت الأطفال..أم لازلت أرغب بهم ،هل لازالت رغبتي بالأمومة موجودة ..أم تلاشت تماما،وهل يصح أن تصبح امرأة في جمالي أما دون الشعور بما يسبق ذلك ..مع حرمانها من حقها كأنثى.. وبقية حقوقي أين هي..،

هل يصلح هذا الفتى بأن يكون هو الحل الوسط في حياتي ..!لكنه لايزال طفلا وأنا سيدة مجتمع يشار إليها بالبنان ..وهل هذا القصر يمتلك شيئا من الفضيلة والأخلاق..سيكون ذلك الفتى لي..وسينشأ بين احضاني..ومن سيعلم بما يحدث داخل  الجدران ..بل وحتى لو أن جميع من في القصر قد علموا بالأمر ،فمن منهم  يجرؤ على الاتيان باسمي بأي سوء.

نعم ..أنا لن أستطيع إتخاذه ولدا لي بعد تلك المدة الطويلة."

بقدر ماكانت مشاعر الست جواهر مشتتة ،إلا أنها قد إتخذت قرارها، مجرد أن رأت يحيى أمامها.

كان يحيى لايزال واقف أمامها بينما كانت جواهر  تتأمله فتبتل شفتاها وتزداد رطوبتها بعد ضمأ لايرحم دام لسنوات.أخيرا قالت:

-تعال ياشاطر ..قرب؟

إقترب يحيى منها وقالت:

-إنتي شو اسمك؟

لم يجيب يحيى، وكررت بنفاذ صبر وقد عادت إليها  قوتها،  وجبروتها ،وشرورها، وكادت أن توجه له  صفعة على وجهه،لكنها تمالكت نفسها وأعادت سؤالها:

-سألتك شو اسمك ..ليش مابتجاوب ؟

-أنا ..اسمي ..اسمي ..مش عارف.

-طيب ..إنتي من وين ..من قرية أم الملح مش هيك؟

-مش عارف.

-طيب شو إلي وداك على البير ؟

-البير ..أنا مابتذكر إشي غير إني كنت في البير.

إبتسمت جواهر وقالت في سرها :

"فاقد للذاكرة..هذا جيد ..جيد جدا ياجواهر ..أجاكي كنز من السما هههههههه..وجميع الظروف في خدمتك"

هنا طلبت من الخادمات أخذ يحيى إلى الحمام وإعادته بشكل آخر.

* * * * * * * *

كانت فريال قد أخذت غيث معها أثناء زيارتها إلى أختها، وفي الطريق أعطته قطعة من الحلقوم "حلوى شعبية شهيرة" وسألته:

-إحكيلي يمه يحبيبي ..وين يحيى..وين تركتوه؟

-ي...يحيى.

-أيوه يحيى..إذا بتحكيلي وين يحيى بعطيك حبة حلقوم ثانية ؟

-طيب وين الحبه..وريني إياها.

-هذه هي الحبه ..شايفها..يله احكيلي يمه وين يحيى؟

-أبوي كان بدو...أ..بس ..يحيى يمه وقع بالبير ومات .

قالت صارخة:

-مات ..ياساتر يارب؟

ثم عادت لتمالك أعصابها وتابعت:

-طيب كيف وقع احكيلي..إحكيلي يمه يحبيبي ؟

-كنا قاعدين على البطانية وطلع فيه تحتيها بير مي ووقع يحيى بالبير وبعدين ماسمعنا إله صوط لأنه مات بسرعة.

-يعني مش أبوك إلي دزه بالبير مشان يموته؟

-لا مش هوه ..وقع لحاله.

وهكذا يحسم غيث الصغير ببراءته،وصدقه الأمر بحسب مارأى، ودون كذب أو أي مبالغة.

وتصدق فريال أن ابنها يحيى قد مات غرقا في البئر ،وما أن تصل إلى منزل أختها حتى يعلن الحداد معا وينوحن معا عليه.

وهكذا تتوقف فريال عن البحث عن يحيى خصوصا أن الآبار كثيرة جدا في قرية أم الملح.

* * * * * * * *

كثر عدد المجانين في قرية أم الملح بشكل عجيب ،ويقال أن ذلك يعود لشدة الحر وإنتشار الاؤبئة فيها،فإن لم يمت المرء فأنه يصاب بالجنون.

فكانت درجات الجنون تختلف من شخص لآخر.

منهم من يولد مجنونا .ومنهم من يولد سليم العقل لكنه  يصاب بالجنون فيما بعد، بعد أن يكبر ويشتد عوده.

ويقال أيضا بأن الجنون يكون نتيجة مس بسبب كثرة الجن والأرواح الهائمة في القرية.

وقد كثر المشعوذون في القرية بشكل كبير ،والغريب أن البعض يأتون من المدينة لزيارة المشعوذين ،منهم من يعاني من العجز الجنسي ويسمى بلغة السحرة "الربط".

ومنهم من كان يحب فتاة وهي لاتحبه ،ويريد حجاب "تعويذة"حتى تحبه الفتاة بحيث تصبح لا ترى أجمل منه.

بل وأن هناك من كان يدفع المال الكثير ليفرق بين الأحبة بدافع الغيرة والحسد.

ومنهم من يسعى إلى خراب البيوت وتبديل حياة الأسر السعيدة من السعادة إلى التعاسة والنزاعات .

ولهذا كانت تكثر أيضا حالات تعرض المشعوذ للضرب من قبل الجان عندما يخطىء في تحضير تعويذة ما،

وقد كان من بين من تعرضوا للضرب أو الصفع من قبل الجن هو الشيخ اسماعيل أخ فريال وقد أمضى حياته مصابا بشلل نصفي.

فأصبح الهوس كبيرا بالمشعوذين وعالم الجن ومايسمى "بالحجب" التي تحمي الصغار ويعلقونها بأبر شكال على ثيابهم.

إن كان في عائلة ما طفل يبكي كثيرا ،يأخذونه إلى المشعوذ المسمى ب "الشيخ"كي يقرأ عليه،

ويعد له حجابا كي يتوقف عن البكاء الكثير.

الرجل عندما يسيء معاملة زوجته فجأة ،أو تتبدل معاملتة لها ،أو يهجرها في المضجع ،يقال "أن فلان معمول له عمل كي يكره زوجته"

وكثير مايشخص المشعوذ حال الفتيات بأنهن متزوجات من رجال من عالن الجن،

ويدعي بأنه يريد إخراجه من جسدهن فتحدثه الفتاة المهووسة بالشعوذة بلسان الجن على أن الجن هو الذي يتكلم ،

فكانت أيضا؛ أي فتاة ترى أن أسرتها لاتهتم بها ،تدعي بأنها ممسوسة لجلب إنتباههم...فتصرخ مقلدة الممسوسات بإتقان.

ومن هنا يحصل المشعوذ على الكثير من المال من وراء إبتزاز الجهلاء والمتخلفين ،بل وأن كثير من الفتيات قد تعرضن للإغتصاب من قبلهم ودون أن يكشف أمرهم.

* * * * * * * * *

وقف يحيى مرة ثانية أمام الست جواهر مرتديا التيشرت الأحمر والسروال الأزرق القصير حيث كانت تحب تلك الثياب على الأولاد وهي محتفظة بها في مختلف الأعمار عندما كانت تأمل أن يرزقها الله بولد.

وقف يحيى أمامها بعد أن تبدل مظهره كليا ،فلم تحتمل صبرا على ذلك ،وقد سال لعابها لدا  رؤيته،فأحتضنته ولثمت وجهه بالقبل بشغف ولهفة وبدت كما وأنها أفعى تبتلع فريستها.  

بعد ذلك يدخل زوجها عبد اللطيف قبل خروجه إلى مهماته،فيرى يحيى جالسا بالقرب منها فتختلط مشاعر الدهشة والغيرة معا.

فيقول لها:

-عجيب أمرك ياجواهر ..مش قلتي إلي إنكي مابدكي تتبني عيال؟

-والله غيرت رأيي ..شو هوه يعني تحقيق ..بعدين هذا مش تبني ..هذا خدامي الخاص.

-آآه..خدامكي؟

-أيوه خدامي .

-وخدامكي بقعد بجنبكي هيك وبهاي الاواعي..شكله مدلل؟

-والله هذا مزاجي ياعبد اللطيف..هو يعني لازم أقعده تحت رجلي ..بعدين إنتي شو إلي مضايقك أنا سعيدة هيك..مو مكفي إنك حارمني من أهم

حقوقي كزوجه.

قال بعد أن تلقى الطعنة التالية في رجولته:

-لا مو قصدي حبيبتي..مو قصدي ..أنا بس إتفاجأت لأني فكرته بقرب إلكي ؟

تظاهرت جواهر بالغضب الشديد فأقترب عبد اللطيف منها وقبل رأسها وغادر منكس الرأس.

* * * * * * * *

تستمر علاقة الفراش بين جواهر ويحيى الصغير .. الفاقد للذاكرة ..ذو الجسد البارد ..والانفاس الصامتة لعدة سنوات ..حتى بلوغه الحلم.

فلم يكن يحيى يدرك أو يجد تفسيرا لما يحدث بينهما سوى أنه شيء مرفوض ..مرفوض لو أنه إستطاع الرفض.

(يتبع...)

تيسيرالمغاصبه

٢٨-٣-٢٠٢٤




***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *