عبدالوهاب هديب
العيدُ يا أختِي غداً
#إلى_أختي_بمناسبة_العيد
..
..
العيدُ يا أختِي غداً
وَ العيدُ أفراحٌ وَ بهجَه
أهلٌ وَ أحبابٌ وَ خِلَّانٌ
لَمَّةُ الأصحابِ
أصواتُ أطفالٍ
ضحكٌ وَ لهوٌ
أضواءٌ وَ ألوانٌ وَ زينَه
لكنَّما لُغتِي حَزينَه
وَ القلبُ يعبقُ بالشَّجَن
رحلَ الذينَ أُحبُّهم
وَ خلُّونِي علَى أعتابِ ذاكِرتِي وحيداً
أعتِّقُ الدَّمعَ
أُلَملِمُ أوراقَ العُمرِ الذَّاهبِ
وَ أنثُرُها خريفَ حَكايَا
علَى أرصِفَةِ الوَجدِ
وَ الاِنتظَار
تَلُوكُنِي الأيَّامُ
مثلَ أغنيةٍ قديمَه
ماعادَ يسمعُها أحَد
قلبِي كصُندوقِ بريدٍ فارغٍ
لم تصلْهُ رسائلُ الغيَّابِ
خَـاوٍ
إلَّا مِن هواءِ الغُربةِ المَعطُوبِ
هَٰذا الهواءُ غَريبٌ علَى رئتِيَّ
يكادُ يخنُقُنِي
لَولا دعواتِ أمِّي
آهٍ يا أُمِّي البَعيدَه
كُلُّ العَالمِ دُونكِ مَنفَى
وَ العُمرُ وهمٌ
وَ قلبِي مُثقلٌ
بِالبُكاءِ وَ بِالحَنِين
لم أكبر أبداً يا أمِّي
لم أكبر أبداً
مازلتُ طفلاً
أشتاقُ أن أغفُو علَى يَديكِ
أن أبكي .. وَ أُحتَضَنْ!!
..
..
العِيدُ يا أختِي غداً
مَا الَّذي يَجعلُنِي حزيناً هكذا
مَا الَّذي يُفجِّرُ فِي كُريَّاتِ دمِي
كُلَّ هَذا الأسَى وَ العَويل
أصبَحنَا نخافُ العيدَ يا أختِي
لَو تَعلمِين
كيفَ يُعَمِّقُ المَأساةَ فِينَا
يُقلِّبُ الأوجاعَ
يُوقِدُ الذِّكرَى
وَ يُجدِّدُ الحُزنَ القَديم!
كَبُرَ الرَّحيل
وَ شَطَّ العُمرُ كثيراً بِنَا
وَ ابتعدَ الرَّكبُ بِالغائِبين
وَ ها أنتِ الآنَ .. وَ ها أنَا
نبكِي علَى وَجَعِ المسَافَةِ بينَنا
فَأنتِ تَغتالُكِ غُربَةٌ
وَ أنا يَقتلُنِي وَطَنْ !!
أشتَاقُكِ جِدَّاً
وَ كَيفَ كُنَّا
فِي رُدهةِ البَيتِ القَديمِ
يَنامُ الصِّغارُ
وَ نسهَرُ
نُقلِّبُ ليلَ الحَكايَا
نُغنِّي تَارةً
وَ نَضحكُ تَارةً
نَستَذكِرُ القِصصَ الحَزينَةَ
نَصمُتُ فَجأةً
ـ حَذرَ البُكَاء ـ
أنأَى بعَينيَّ عَنكِ
كَيمَا تَرَي دَمعَتِي
لكنَّنِي الآنَ أبكِي وَحيداً
أشتاقُكِ كَي نَبكي معاً
ً
العيدُ يا أختِي غداً
وَ العيدُ أفراحٌ وَ بهجه
وَ أنا حزينٌ سامِحِينِي
وَ سامِحِي لُغتِي الحَزينَه
فالقلبُ دَامٍ
وَ الرُّوحُ ثَكلَى
وَ العُمرُ يغرقُ بالشَّجَنْ
والعيدُ
ياأختي
غـداً ..
عبدالوهاب
هديب
كلُّ عامٍ
وأنتِ بخير