عَطْبَرِيَّات
"15"
رَيَّان من العلم
جلَّ شأْنُ الله هادي خَلْقِه
بهُدَى العِلم، ونورِ العلماء
(شعر الشاعر: أحمد شوقي )
كانت الدرجة الأولى عنواناً في نتيجة امتحان الشهادة السودانية.
حملته إلى كلية العلوم قسم الرياضيات وبعدها إلى قسم الكهرباء في كلية
الهندسة تخصص الإتصالات.
معين العلم تحفه دروب السياسة تحكمها قبضة نميري الرعناء.
تسوق الناس عبر أجهزة الأمن الماكرة لتقبع في سجون ريفية.
وتمضي الأعوام متعثرة.
ليطل الصباح وفي نشرة الساعة الثامنة مساء في شهور الصيف عبر إذاعة أمدرمان
يوقع الحضور مهندساً في هيئة السكة الحديد.
تطور جديد وآفاق رحبة تتطور بها عجلة القطار بتقنية المعلومات.
روتين ورتابة الوظيفة تجعل الجو خانقاُ لعالم يريد أن يتنفس العلم.
رحل يبتغي أفقاً جديداً.
وبعد حين جاءته رسالة تبتغي تطويراً للسكة الحديد.
وكأنها تقول (ما ناسيك والله ذكراك شاغلا بالي)
يالها من عطبرة أن تعود في منصب أعلى تسهم بالعلم.
وقد كان.
ولكن القيد يُدْمِي فالإدارة يديرها ما لا يحسن التصرف خاصة المهندس الوارث
العنجهية والتسلط.
لاح في الأفق مساراً يؤدي إلى الاتحاد الدولي للإتصالات.
حينها ينتقل هذا الاسم للعالمية ويبحر في إتجاه المجد.
أنشئت الشركة السودانية للاتصالات فاستبعد المتخصص في الاتصالات وينال
بركات وظائفها من يتمسحون بالقشور.
فبدلاً من أن نجد لهذا المهندس حديثاً سنوياً في اليوم العالمي للاتصالات
صباح 17 مايو من كل عام يحدثنا عن ويلات حرب قذفت به من مسكنه وملاذه الإختياري
بالقرب من شارع ود مدني إلى الشمال بين رمال ونخيل وحبات البلح في انتظار المؤذن.
إفطاراً شهياً وصلاة تشابه صلاة في مسجد قشلاق سلاح المدفعية حينما جاء
موظفاً جديداً للسكة الحديد.
تقبل الله منك صالح الأعمال وفي البال رجال طاشت عقولهم في إبعاد هذا
المهندس.
إنما العلم نور.
الف سلام وتحية لك.
صلاح عثمان
الاسكندرية 6 أبريل 2024م