محمد زهران
براويز ودروع حفلة تكريم المعاش في الزبالة ؟!!
لاشك أن حفلات التكريم الخاصة بالمحالين لللمعاش هي من أفضل اللحظات في
تاريخ الموظفين ،حيث يشارك فيها جميع الأصدقاء والمحبين للموظف وكل واحد فيهم
يستعرض حسناته ومواقفه الجميلة وماقدمه من خير وتعاون ومحبة خلال فترة عمله معه ،
كلها كلمات يعيش على ذكراها الموظف ماتبقى له من عمر .
واعتدنا في هذه الحفلة نهدي الزميل براويز
فيها شهادات تقدير أو صورة شخصية له بالحجم الكبير وربما آية قرآنية ،
وكذلك ربما جهة العمل تمنح أحد موظفيها الدروع الزجاجية أو المعدنية أو الخشبية ،
هذه البراويز يتم تعليقها في الصالة في شقته
، ويتم وضع الدروع على ترابيزة في أحد أركان الصالة أو في أكثر من ركن ، أو
على مكتبه إذا كان له مكتب في بيته أو شقته ، لكن مع أول عملية تجديد ودهان الشقة
معظم هذه البراويز ينكسر أو يتلف ،
والمتبقي لايصلح للتعليق بسبب المنظر نتيجة تراكم التراب عليه أو بسبب القدم بعد
مرور شهور أو سنة أو أكثر ، وعدم انسجام منظر هذه البراويز مع الدهانات والديكورات
الجديدة ، فيضطروا إلى تجميع البراويز المتبقية في شنط ووضعها أما تحت السرير أو
فوق الدولاب ، ويصبح التعامل معها صعب للغاية ، وحتى الدروع الموجودة في الصالة أو
في حجرة المكتب إن وجدت حجرة مكتب لموظف بالجهاز الإداري للدولة في شقته ، فيبدأوا
في التخلص منها واحدة واحدة وخاصة أنه أثناء النظافة اليومية للشقة أو في
المناسبات والأعياد تنكسر هذه الدروع والبراويز إما بالخطأ أو بتعمد الزوجة ؟!! ،
حتى إذا مات الموظف أول شيء يتخلصون منه هو هذه الدروع وهذه البراويز ، بل ربما
الموظف نفسه يفعل ذلك في حياته لأنه لم يجد قيمة ولا تقدير من المجتمع ولا حتى من
الأقارب والأهل على هذه الدروع والبراويز ،
ففي أثناء الزيارات الاجتماعية تجد السيدات تنظرن إلى الدروع وشهادات
التقدير المعلقة على الحائط وبراويز حفلات التكريم ، ويتغمزن ساخرات ، ومنهن من
تمط شفايفها للأمام وتحركهم على الجانبين للتقليل من قيمة البراويز والدروع .
لذلك أنا أرى في حفلات التكريم بدلا من إهدار مبالغ كبيرة على براويز ودروع
لن يستفيد منها الموظف بالمعاش ، أرى أن نشتري للزميل شيئا يفيده ، ونسأل أصدقاءه
المقربين عن احتيجاته ، فربما يكون في حاجة ضرورية لموبايل أو بدلة جديدة ، أو له
عمل بعد المعاش يحتاج آلة سعرها معقول ، أو يتم تجهيز ابنته وهي في حاجة لبوتاجاز
أو شاشة تلفزيون أو غيرها من الاحتياجات الضرورية يستطيع زملاؤه شراءها ، بدلا من
البراويز والدروع التي مصيرها بلاشك الزبالة ولامؤاخذة .
دكتور محمد زهران ...