جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
آراءالعقيد بن دحوفنون

هل فشلت الرواية أن تتحول الى مسرحية

 

هل فشلت الرواية أن تتحول الى مسرحية

العقيد بن دحو



* - "اقرأوا قصة الفيلم في كتاب".

هذا القول أعلاه يعود الى الكاتب الناقد (سارل بيبو) . نُشِرَ سنة 1952 في منشورات تأملات حول هذا العصر.

كل ما هو أمامنا الرواية يروق لها  السينما أكثر مما هي فيه اليوم من كومبارسية و ألعاب دور البديل أو المُلقن .

هذا لا يجعلنا ننسى - مهما يكن - الرواية فن حديث ، بينما المسرح ضارب جذوره و أصوله أعماق أعماق التاربخ ، بل ما قبل التاريخ.

المسرح أكثر ارتباطا بالشعر اذ اللغة و الدين  طرفان في قضية واحدة و نُبل شرف الكلمة أيضا.

الرواية تليق أكثر بالسينما و أقرب ، و مع ذلك الباحثون و النقاد يشيرون الى ضرورة قراءة الرواية في كتاب فالكتاب اولا و اخيرا ارثها الأزلي و متكئها الأخير. فهي أن خرجت من بين دفتي الكتاب ، و من أمواج و لُجج بحر الكلمات تختنق و تموت.

فالعامل القارىء تليق به و تساعده أكثر السينما ؛ اذ دقيقة واحدة قراءة يقابلها دقيقة واحدة عمل.

بمعنى أن السينما وفرت الجهد و الزمن عن القارئ.

كل المؤشرات التي تابعها النقاد بالغالب الغربيين و حتى العرب منهم يشيرون ، على رغم  نجاح الرواية خلال هذا العصر الحديث بروبجنديا على الأقل ، الا أنها لم تجب على جل الأسئلة التاريخية العالقة الموكلة الإجابة عنها الاجتماعية السياسية الاقتصادية الثقافية و مشاغل المواطن في حياته اليومية. فشلت الرواية ان تتجسد فرجة و فكرة على خشبة المسرح.

ذاك مرد الرواية و مقدورها  لا سيما الحديثة ، تمتاز بإطراح الحياء؛ كما كان ذاك في الرياضة. رياضة المصارعة الإغريقية الرومانية مما قبل الميلاد ، أو كما كانت في البدء !

بينما المسرح حتى أن مسًه شيئا من النُذر ، و شييء من الشطط ، و شيء من التطفل و النرجسية و بعض من أمراض قيًم هذا العصر الحديث ، الا أنه سرعان ما يعود الى طبيعته البدء - الطبع يغلب التطبع - الخلاقة الإختلاقية الأخلاقية ، الجريمة لا تفيد ، و القانون لا يجب ان يكون مناهضا للعدالة و للعدالة الشعرية.

لغته قوية رزينة شعرية شاعرية ، لا يسمح فيها عن هَجْوِ أو سُفور أو اسفاف ، بينما الرواية كانت دائما قادرة على التكيف مع الطارئ القلق .  قادرة عن تجاوز  هذه الحدود و الخطوط الحُمر التي تمس الأخلاق ، بل هي خًلقت لتتجاوز كافة الأبعاد و الجُدر التي كانت قائمة ،  كافةالطابوهات و المحاذير و الممنوعات و المحظورات منها.

لذا من المستحيل أن تستصاغ أو تُقبل تلك الالفاظ التي تمس الحياء و الذوق العام على خشبة المسرح و لا سيما في التراجيديات الدرامية الكلاسيكية العملاقة ،. قد نلحظ بعض الشطط و المط و العط و شيء من هذا القبيل في الكوميديا الملهاة ربما ، و مع هذا لم يمر الاثر (...) على النقاد مرور الكرام  من دون طعن أو نقد.

خراب و مدى عطالة الرواية و عقبتها الكأداء ، و ان استطاعت حتى الساعة أن تتجاوز كافة العوائق و العراقيل و المتاريس التي وُضعت في طريق مواصلة تقدمها ، و تقديم نفسها كناطق رسمي بإسم كافة الفنون ،  الا أن يعتقد المنظرون بأن نهاية الرواية ستكون على يد نيران صديقة  و من مسافة صفر ، على  خشبة المسرح  التي تتحول فجأة الى حلبة ملاكمة ؛ ملاكم قوي شرس لا تستطيع مقاومته و منازلته مدار سائر الجولات (المشاهد و الفصول) المعدة قانونيا. مما يضطر الحكم

وقف  (اللعب) حتى قبل  اعلان النهاية المبرمجة ،و يرمي المدرب المنشفة !

مرد ذلك - شئنا أم أبينا- الى طبيعة المسرح الدينية حتى ان كان يتبادر الى بعض أذهان اللادينيين أو احيانا  علمانيا أو ملحدا.

المسرح سواء كانت طبيعته الهيكلية العمرانية أو المعنوية الروحية قامت على انقاض مقام تمثال الإله (أبولو) إله الشعر والعربدةوالخصب و النماء . بينما الرواية حتى ان أعتبرت في الآونة الأخيرة أكبر مجمعا للأساطير ، و حتى ان اُعتبر (بلزاك)  إله الرواية الحديثة بلا منازع ؛ و هو القائل : "اربعة أشخاص فقط يستحقون الحياة في هذه الحياة :

1 - نابليون بونابرت الذي ازدزد الجيوش و تواجد في أوروبا.

2 - كلوديل الذي تجسد في شعب

3 - عويس تزوج مع القارة الأوروبية

4- بلزاك يقول عن نفسه استطاعتي ان أحمل مجتمعا بأكمله في ذهني "

ذاك أن الرواية لا تزال تبحث لها عن إله خالق لتضمن لها الخلود و كتابة و ابداع نفي اللحظة.

مهما يكن و مهما تقدم بها العمر فهي حتى القرن التاسع عشر لم تكن  فنا من الفنون ، سواء قبل و بعد تقسيم الفنون الزمكانية الى فن أول....  و الى فن سابع !.

كل هذه الأسباب و تلك جعلت من الرواية أن تكون قريبة كل القرب الى السينما بعيدة عن أي تبعات اخلاقية أو لغوية ، بعيد عن المسرح ، وكلٌ لما خُلِق و هُيئ له.

فالمسرح للمسرحيين ، و الرواية لقرائها . ما لله لله و ما لقيصر لقيصر !

أما الحديث عن سيناريو محتمل روائي مُمَسرح أو مُقتبس شبيه بمولود رضيع أُنتزع عن أمه عنوة و انتزاعا و أُعطي الى امرأة أخرى ترعاه و تربيه !. فليست الأم الولود الودود گاي امرأة اخرى!.... ( موسى ومرضعات نسوة فرعون) نموذجا. الغربب المحير عندما تجد النؤلف الروائي منتشيا سعيدا وروايته السردية قد تحولت الى سيناريو مسرحية...!

تنازل هكذا...بسهولة عن مولوده الى حضن آخر ، ليست خشية املاق و انما قلة ادراك و انغلاق !.

أخيرا و ليس آخرا نقر بأن للرواية فشلت فشلا ذريعا كأن تتحول مسرحية على الركح ، و ما نشاهده اليوم محسوبا على عاتق خشبة المسرح سوى هدوء يسبق العاصفة ،  رقصات الديك الدبيح من الوريد الى الوريد قبل أن يُعلن نهاية هذا اللعب الصبياني عند سويعات الهزاع الأخير ، حينما لم يكن أحدا يريد أن يستمع فيها لأحد !.

 


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *