جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك

 

الحياة مسرح كبير

العقيد بن دحو

- * O life ، O Menander which the copy ?.



بمعنى : "الحياة و ميناندر أيكما صورة من الآخر ".

كانت هذه الكلمات في حق الشاعر الدرامي اليوناني "ميناندر" الذي أطلقها في حقه النقاد  المفكرين ا (جوته) ،  و فلاسفة الألمان الذين قالوا بفلسفة الحياة....(شلنج) الذي قال بهدف الحياة ،  و (هيجل) الذي قال بصيرورة الحياة ، و (شوبنهور) الذي قال بإرادة الحياة.

بينما الأكثر خيفة (برتولد بريخت) من ان تظل فلسفته رهينة و حبيسة الدماغ. لهذا حاول عبر التجريب و التجديد أن يجعلها تسري في كيان الإنسان و أن تتصل بعواطفه و مشاعره أوثق اتصال ، أن تهز روح روحه.

و من هنا تجد بريخت يشير : الى أن أهم عامل يقرر مصير الحياة الإنسانية انما هو الظرف الإجتماعي ، و أن أيسر السبل و أجمل شكل يعطي الحياة قيمتها انما هو الفن.

و اذا كانت الاشارة تسبق الكلمة ، فإن الحياة هي التي تقلد الفن (محاكاة) و بالتالي (ميناندر) هو الحياة و ليس العكس.

في الحياة عموما ، حيث مسارح أخرى حسب نظرية العوالم المتداخلة ، او هي فكرة " الدوائر الخربة" لبورخس . بمعنى هذه الحياة التي نعيشها ما هي الاحياة داخل حياة اكبر و اخطر منها ، ما هي إلا قطرة دم  في جسم برغوث داخل قطرة دم في جسم برغوث اعظم منه ، او هي صورة نادل هندي يحمل قارورة خمر عليها لصيقة ما هي الا صورة ذاك النادل نفسه الحامل للقارورة.

مسرح داخل مسرح ، مسرح الجريمة ، مسرح العقاب ، مسرح الحب ، مسرح الكراهية ، مسرح الحرب ، مسرح السلم ، مسرح الزواج ، مسرح الطلاق ، مسرح الولادة ، مسرح الموت ، مسرح اليأس ، مسرح الأمل....مسرح تثنية الفعل الدرامي و نقيضه و لا يأس مع الحياة.

الأنسان مجبر ان يؤدي دوره الطبيعي ، لكنه مخير ان يختار الدور الذي يقوم به او بالأحرى الدور الذي (يلعبه). لأن في الأخير المسرح هو لعبة عميقة الجذور ، القصد منها اعادة التوازن بين الإنسان و المحيط.

و من منا و نحن صغارا ابرياء لا يقاس علينا لم يلعب دور عسكر و حرامية او دور الشرطي و اللص ، او دور عروسة و عريس.

هذا هو مسرح الحياة بالضبط ، الفرق الوحيد اننا نتنكر لطفولتنا عندنا نكبر ، في حين طبيعيا تكبر معنا ، من حيث يكون دوما و مجددا الطفل أبا للرجل و الطفل أبا للإنسان (سيقموند فريود).

على كل واحد منا ان يختار دوره في اللعبة العظمى الحياة. اما ان تكون البطل الشجاع المقدام (الفارس) المبدع الخلاق ، أو ان تقبل بلعبة دور البديل (الكومبارس) Figurant.

اما ان تكون انت كما هو في ذاتك تنميها و تزكيها ، او ان تكون قطعة مع القطيع (اما - أو) امعي . حتى اذا ما سقط الرأس يسقط  و تداعى باقي الهيكل.

ان تكون سيدا و تجري لنفسك او ان تكون وفيا لغيرك و تجري لسيدك !.

الحياة ليست مدرسة فحسب بل مسرح كبير ، امتزجت فيها كل الأمزجة ، كل المدارس و المذاهب الفلسفية و الفنية و الثقافية ، فأنت المؤلف للنص الدرامي ، و أنت الممثل ، و أنت المخرج ، و انت الجدار الرابع الجمهور. انت مضطر احيانا أن تنسخ من نفسك نسخا كأن تصير الحكم و الخصم ، ان تكون القاضي و المتهم ، أن تكون الممثل و المتفرج في آن واحد. أن تكون الانسان و الأتسان الآخر (الأنا و " أد") كما قال (رامبو).

أنت مضطر أحيانا أن تفتح الشباك لترى نفسك تمشي بالشارع و تقوم بجميع الأدوار و الحركات التي أسندتها لنفسك.

لا أحد يصفق عليك ان لم تصفق على نفسك ، لا أحد يهرش رأسك مثل أصابع يدك !.

الحياة مسرح كبير ، غير أنه بالغالب ما يكون مسرحا داخل مسرح ، يقوم بدور " الهاملتية" كيما تتجلى حقيقة كل واحد منا.

الحياة منحت للانسان تكافؤ الفرص كيما يكون الواحد منا ؛ كيما يعرف نفسه بنفسه مجددا !

غير ان يوجد بعض البشر لا  و فوات الوقت و تقدم السن .

الحكمة لأول ينابيع السعادة و الحياة لا تعطي لضعيف .

الحياة مزيج من الخير و الشر فنن ساعده الحظ فيها سكن اليها ، و من عظته بتابعا ذمعا ساخطا عليه (عبد الحميد الكاتب لأهله).

الحياة هي التي تقلد الفن ، غير أن الفن وصل الى نهايته و صار بدوره في أزمة ، و لا سيما منذ ظهور الانطباعية ،  تحلل الكائن البشري الى لون و بقع ضوئية.

و ما أشقى الكائن البشري اليوم الذي اثقلته الرقمية ، و تحول  الى رقم و اشارات و رموز و تيمات و اعجابات و مشاركات.. . واشياء أخرى.... ، فأين الإنسان !؟

يبقى النجاح قائما على مدى جودة الاداء التمثيلي ، و كدا مدى ما خلفت من أثر (....) ؛ يذكر بك ، عندما تنتهي الحبكة و يخفت صليل الصراع الدرامي . عندما تتتهي لعب الادوار ، و تسدل الستارة على اعظم مسرحية  ضمن مشروع كوني بطل مدخلاتها الإنسان و متخللها او متفاعلها الإنسان و مخرجاتها الإنسان ، تبقى تغذيتها الراجعة أو أثرها الرجعي الإنسانية جمعاء و أنسنة الإنسان.

هي مرة واحدة نعيشها اما سعداء أم اشقياء ، كما تريد ان تعيشها أو كما يريدها لك و يخططها  و يهندسها لك الآخر.

تن تكون ضمن اللعبة في صبب و صنيم قلب الحدث عوضا ان تكون الأثر الذي يخلفه الحدث أو ما بعد الحدث.

ان تكون فنانا تعرف النغزى و الهجف و صيرورة الحياة خير من أن تعيش الخياة نمطيا استاتيكيا. ان تشغر الطبيعة بأنك تشمل بالنسبة اليها الإضافة الخلاقة لا عالة عليها.

ان نعيش الحياة لا ان تجعل الحياة عيش.

نحن من نخلق اسباب وجودها من عدمها فلنكن اروع من الرائع و تغيش حياة أخرى ما بعد الموت في أدمغة الأمم الأحياء.


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *