النحو التقليدي واللسانيات الحديثة!
بقلم: سيد علي رأس العين
يواجه النحو التقليدي نقدا شرسا من قبل اللسانيين الوصفيين على الرغم من أن
النحو التقليدي كما يسمونه فيه جملة من الظواهر الوصفية التي أغفلها اللغويون
الوصفيون الحداثيون العرب من أمثال تمام حسان وإبراهيم أنيس وكمال محمد بشر
وماإليهم متهمين النحو المعياري القديم بكونه غير علمي وغير موضوعي ويرون فيه
الذاتية التي تعتمد على التخمين والتقدير والعلة وهذا الكلام في رأيي فيه كثير من
المبالغة وسوء الاستقراء!
وفي المقابل يعد النحو التحويلي التوليدي الذي أرسى دعائمه المفكر نعوم
تشومسكي النحو الأقرب في نظري إلى النحو العربي القديم لاشتراكهما في كثير من
الظواهر منها مسألة العامل زيادة على هذا فإن المنهج المتبع عقلي أرسطي ديكارتي
وهذه ميزات لايمكن إنكارها في كلا النحوين!
في اعتقادي الشخصي أن تشومسكي تأثر بالنحو العربي وهو يرسي دعائم النحو
التوليدي وهذا واضح في الأنماط والقواعد بالإضافة إلى ان لتشومسكي اطلاعا واسعا بالنحو العربي فوالده
كان عالما في اللغات السامية ولطالما وجه تشومسكي نقدا كبيرا للمنهج الوصفي
واللسانيات الحديثة لكون الموضوعية المفترضة التي تتبعها غير واضحة إلى درجة أن
المدرسة الوصفية تفرعت إلى شعب عدة في أوروبا وأمريكا!
النحو الوصفي أو اللسانيات الحديثة يسعى روادها لا ريب إلى تقويض أسس النحو
التقليدي بإلغاء العامل والتقدير والتفسير والعلة والاكتفاء بالتفسير الظاهري
الوصفي للغة.
في اعتقادي أن الوصفيين المحدثين بالغوا في نقد النحو المعياري القديم
بوصفه غير علمي وأنه مبني على التخمين والتأويل والتعليل الفلسفي المنطقي في غياب
الموضوعية وهذه مزاعم فيها كثير من الشطط والمبالغة بل ليس فيها شيء من الموضوعية.
