جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك

 

محمود روبي

الأعماق المضيئة

***


حين تسير مطمئنًا خلف أعمى؛ أنت لست بأحسن منه حالاً، بل يزداد حالك سوءًا عندما تُسلِّم بأن هذا الشريك الأعمى يرى ما لا تستطيع أن تراه، ويعرف ما لا يمكنك أن تعرفه.. فيصير الوضع خطرًا داهمًا.. كارثة توشك أن تحل بك لا محالة..

فما أرى الجسد إلا أرضًا قاحلة مظلمة، بل خطرة على الدوام.. محشوة هي بالفراغ حين تتظاهر بالامتلاء بينما تومض رغباتها الجائعة قلقًا يشوبه الرهبة والجزع..

تخشى النور الكاشف للطريق، الدال على الوجهة، القاطع للظُّلمة، المبصر للعميان.. تجزع حين تنهزم سريعًا دون قتال أمام غضبة الأمعاء وفوران الرغبة..

غادر الأرض المضطربة المهتزة بلا تردد أو تباطؤ.. غادر الآن قبل أن تبتلعك شقوقها المتربصة تحت أقدامك المرتعشة.. فإن شئت استجمع قواكَ وتسلَّق أعلى القمم أو اقفز بعيدًا صوب أعماقك الفسيحة الرائقة.. هناك حيث شموس المعرفة وضياء الحقيقة، تلك التي تنتظر قدومك في كل حين.

لا ترجع قبل أن تلتحم الشقوق الغائرة وتهدأ غضبة الأمعاء.. لا ترجع قبل أن تُخمد ثورة الرغبة وتنحسر الظُلمة.. حينئذٍ يُصبح الجسد فرَسًا وتعود أنت فارِسًا.

محمود روبي


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *