جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
آراءسيد علي رأس العينلغويات

لمحة إلى كتاب "اللغة العربية معناها ومبناها"

 

لمحة إلى كتاب "اللغة العربية معناها ومبناها"

بقلم: سيد علي رأس العين

هو كتاب للغوي المعاصر الدكتور تمام حسان طرح فيه نظريات جديدة في التفكير النحوي واستقراء التراث مسفّها فيه نحاة البصرة والكوفة

والواقع أن الدكتور تمام حسان في كتابه هذا سعى إلى تطبيق المنهج الوصفي الغربي في دراسة اللغة العربية وإلغاء نظرية العامل الفلسفية مقترحا نظريته "تضافر القرائن" بديلا عن ذلك مخالفا النحاة القدامى في التقسيم الثلاثي المعروف للكلام الذي يتماهى مع التقسيم اليوناني الفلسفي حسب إبراهيم أنيس (اسم وفعل وحرف "أداة" عند اليونانيين) جاعلا إياه سباعيا ( اسم وصفة وفعل وضمير وخالفة وظرف وأداة)!!

لكن من يقرأ كتاب حسان يجد فيه الكثير من الحشو الحداثي الفضفاض الذي لا يتواءم مع العربية لأن لكل لغة خصوصيتها !

الدعوة إلى إلغاء فلسفة العامل قديمة وكان أول من دعا إلى ذلك الفراء ثم جاهر بذلك ابن مضاء القرطبي الفقيه الظاهري في كتابه " الرد على النحاة" في العصر الأندلسي والتخلص من العامل حسب رأيهم يعفيهم من التأويلات والتخريجات والتمحلات التي لا أصل لها والتي تؤدي إلى إفساد المعاني المرادة حسب فهمهم لأن اعتماد النحاة على العامل في تقعيد النحو جعله صعبا ومعقدا حسب رأيهم وكان هناك من نادى بإلغاء العامل غير القرطبي منهم الجرجاني وابن سيده وابن جني وابن خالويه وغيرهم.

إن العامل هو روح النحو وكل المسائل الفلسفية مبنية عليه والدعوة إلى إلغائه هي دعوة إلى هدم النحو والتخلي عن الإعراب وتقويض قواعده وفيه فسح المجال واسعا إلى انحلال العربية إلى لهجات ولست أفهم بهذا الصدد كيف تعد مثل دراسات تمام حسان وإبراهيم أنيس وإبراهيم مصطفى وأنيس فريحة وشوقي ضيف ومحمود السعران ومهدي المخزومي وغيرهم ترقية للعربية؟

ولست أنكر ختاما أن كثيرا من قواعد العربية بحاجة إلى استقراء جديد علمي وموضوعي وربما كان عدم التوسع من قبل النحاة عاملا جعل من بعض القواعد تبدو مضطربة ويعتريها الفساد وذلك راجع إلى الاستقراء الناقص للتراث اللغوي والأدبي للعرب وفي نظري أن  إهمال الجانب التاريخي في التأسيس للنحو وعزل اللهجات العربية الأخرى عن العربية المثالية المعتمدة هو ما أدخل قواعد العربية في متاهات التخريجات الفلسفية غير المنطقية وغير الموضوعية أحيانا.




***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *