كريم القاسم
أيها القصّاصون
(( أخي القاريء الكريم : لستَ
مُجبَراً على التعليق ، إقرأ فقط .. الغاية هي تعميم الفائدة .. إحترامي وتقديري))
....................................................................................................
• أيها القصّاصون :
- ابحروا بالعقلاء الى جزر الحقيقة ، وابحروا بالمجانين الى ردهات الانعاش
.
•اكتبوا كي تصبح القصة بناءً يُرمم ما تَهدَّم .
• اكتبوا كي تصبح القصة مدفعاً يخجل ان يكون صوته مجرد موعد افطار .
• اكتبوا قصة تُعَلِّم مَن لايعرف كيف يسترجع حقاً مغتصبا .
• اكتبو القصة واجعلوها كعصفورة غادرت مهمة البيض والتفقيس لتشارك العالم
بزقزقات سلامٍ وفرح .
• القاريء يعلم بأنكم تكتبون خيالاً ، ولكن كيف تجعلوه يصدّق بأنكم تكتبون
الحقيقة ؟
ـ يقول العالم (ألبرت أينشتاين) :
(إذا كنتم تريدون أطفالكم أن يكونوا أذكياء ، اقرأوا لهم قصصاً خيالية ،
وإذا كنتم تريدون أطفالكم أن يكونوا أكثر ذكاءً ، إقرأوا لهم مزيداً من القصص
الخيالية.)
• أجعلوا القصة تتنفس ، تتغذى ،
تتكاثر ، تحس ، تنمو ككائن حيّ .
• اكتبوا واعلموا بأن القصة الرائعة لن تموت .
• لاتجعلوا قصصكم مُجرد أسطر تتناثر بين اجزاء الكتب ؟
• اجعلوا من قصصكم ( كِتاباً )
يتحرك .
• اجعلوا قصصكم عقلاً مُدججاً
بالسلاح الإيجابي .
• اجعلوا قصصكم فكراً مُحصناً من
الشطحات .
• كثفوا العبارات واصهروها كالسبيكة.
• اجعلوا الصدق هو خير مفتاح وخير دليل للافكار .
• لا تزحموا ذاتكم فيما لاتحبون من
اجل حفنة دراهم أو من أجل مديح وثناء ، فمعظم القصاصين الصادقين ماتوا فقراء لكنهم
احياء.
• أشرِكوا القاريء في السياحة الفكرية ، ولاتصنعوا سدوداً في رواياتكم،
وابتعدوا عن التقاطعات ، واجعلوه يعشق مابين السطور .
• كونوا بارعين في رسم الصورة
، واقدحوا مَقدرَة التخيل لتأتوا بكل ماهو
مُبهِر وثمين ، كي تجعلوا القاريء منقاداً الى شِباك الجَمال .
• اكتبوا كي تصبح القصة طبيباً يضمّد الجراح .
• ابعثوا الروح في قارئٍ ميت فإن لم تحيوا الموتى فتأكدوا انكم لستم أطباء.
• لاترهقوا القصة بالعبارات الفارغة والحشو المُبتذل.
• اجعلوا جرساً موسيقياً خفياً في قصصكم، ولانقصد تسجيع العبارة، بل أجراس
تنبيه هنا وهناك، وموسيقى خَفيّة تعزف بين السطور.
• اجعلوا افكاركم مطابقة للواقع ،
كي تقدح شرار ة التنوير.
• اجعلوا قصصكم انساناً فاعلاً في المجتمع .
• اجعلوا افكاركم انسانيّة بَحتة ، فالقاص الانساني هو من يجعل قصته تنطق
بها أَلْسِنَة الناس أجمَع لا ثلّة من المبعثرين. فكم من روائي اضطر العيش في مدن
اخرى ودول اخرى ليتقمص شخصية بطل روايته.
• اطَّلِعوا على ثقافات المجتمعات وعاداتها فهي احدى عتبات الانطلاق الى العالمية.
• اقرأوا وادرسوا وثابروا ولا تتوقفوا عن البحث، فالتأليف كالزرع يحتاج في كل مرة الى دراية
ورعاية .
• ضعوا الفكرة امامكم وناقشوها ذاتياً قبل التاليف والكتابة، وحددوا
معالمها بداية ونهاية.
• افهموا كيف تختارون عنوان القصة،
واجعلوه مختصراً مكثف المعنى وبليغ الاشارة وجاذب للمتلقي وكأنه لسان القصة الناطق
.
• اهتموا بالمقدمات فهي أول ماتَلْعَقه الذائقة.
• اختاروا شخوص القصة بعناية قبل البدء بالتأليف، واغدقوا عليها بما يناسب
الفسحة الفنية ، فإن كانت رواية فاسهبوا في الوصف، وان كانت اقصوصة فاعزف عنه وان
كانت قصة قصيرة فاشارة تكفي، وهكذا.
• اختاروا العقدة التي تدور حولها القصة . ولاتجعلوها تفارق أذهانكم ، فهي
الشعلة المتوقدة التي تنير درب التأليف ،
وتحث على استمرار الكتابة.
• تفننوا في توقيت العقدة ، واشبكوا الخيوط ، ودعوا القارئ مُعَلّق بها حتى
النهاية.
• كي تكونوا مبدعين مبتكرين ؛ اعتمدوا الافكار الطازجة في التأليف،
وابتعدوا عن التقليد .
• ادر سوا وتعلموا النحو والصرف فهما خير معين.
• اطلقوا الوضوح في اللفظ والمعاني وحافظوا على جمال اللغة ،كي تجعلوا
القاريء يحمل رشقة من الادب الرصين، ولخلق قاص جديد.
• ابتعدوا عن الخلط بين العبارة الصحفية ، وعبارة القصة . فلكل واحدة
جوهرها واسلوبها.
• تفننوا بالسرد واجعلوا الاسلوب
موافقاً لنوع القصة.
• اجعلوا ابطالكم ينطقون من بين السطور ، حتى نكاد نسمعهم بعد اغلاق
الدفتين .
• إكسوا أبطالك لحماً ، وزوّقوهم بالاصباغ التي تناسبهم .
ومن منّا لايعرف البطل (شارلوك هولمز)
للقاص الطبيب الاسكتلندي(كونان) والذي كنّا نظن بأنه شخصية حقيقية، حتى ان
الجمهور المتلقي والمتابع جَنَّ جنونه عندما جعل المؤلف نهاية البطل هو الموت .
• حددوا نوع نهاية القصة فهي خير جاذب وخير صاعق .
• اعلموا ان هنالك نهايات مغلقة وأخرى مفتوحة ، فاختاروا أيهما تناسب قصتك.
• اكتبوا عشرات ، مئات الصفحات ، ولكن أجعل القاريء في مسك الختام كعابر
صحراء يصادف واحة.
• ولايتصور البعض ان الشهرة تأتي من باب الفيس بوك والاعجابات ، إنما سهر
وسهر وجهد ومثابرة لسنين ،ودراسة وتفكير وتدبير.
• لاتكتبوا من أجل الطيران
والانتشار السريع ، فحتى الفايروسات قادرة على هذا الفعل .
• وأخيراً ؛ أكتبوا وجَرِّدوا ذاتكم مِن كل ارتباط فكريّ يجعلكم تتعصبون
الى بؤرةٍ ما ، أو لصقاء بمحطةٍ تغرس
غرساً لايليق بالانسانية.
فكم من قاريء قد غيّر فلسفته بعد قراءة قصة او رواية ، وكم من فاسدٍ عاد
الى رشده واستقام بعد تقمصه شخصية بطل قصة مؤمن طيب، وكم من جبانٍ خائرِ القوى
استعاد نشاطه وهمّته بعد قصة كفاح وصراع ومقاومة.
- احترامي وتقديري.
(كريم القاسم)