الشعرواي والخيام من كتاب عمر الخيام
حامد حبيب
يقول الشيخ الشعراوي (رحمه الله) :" كنّا في مقتبَل
حياتنا التعليمية نحب الأدب والشِّعر والشعراء ،
وبعد أن قرأنا للمعرّي وجدنا عنده بعضاً من الشِّعر
يؤول للإلحاد ، فزهدنا فيه ، وخصوصاً عندما قرأنا قولَه في قصيدته :
تحطّمنا الأيامُ كأننا
زجاج
ولكن لايُعادُ
لنا سَبكُ
وأخذنا من ذلك القول أنه يُنكرُ البعث،فقلنا يُغنينا الله عنه ،ولكن صديقي
الشيخ فهمي عبد اللطيف(رحمه
الله) رأى للمعرّي في الرؤيا ، فقال لي هو غاضبٌ
منك لأنّك جفونه ،فقلتُ :أنا جفوتُه لكذا وكذا وأنت تعلم السبب في
ذلك،وقلتُ لنفسي أعيد حساباتي مع
للمعرّي ، وجئنا بدواوينه "سقط الزّند"و"لزوم مايلزم"
ووجدنا أنّ الرجل له العُذر في أن يعتبَ علينا،لأنّ آفةَ الناس الذين يُسجّلون
خواطر أصحاب الفكر ،أنهم لاينظرون إلى تاريخ مقولاتِهم، وقد قال للمعرّي قولَه
الذي أنكره عليه
وقت أن كان شاباً مفتوناً بفكره،وعندما نضجَ قال
عكسه ، وكثيرٌ من المفسّرين يمرّون بذلك ،مثل
طه حسين والعقّاد..بدأ كل منهما الحياة بكلام قد
يؤول إلى الإلحاد، ولكنهما كتبا بعد النُّضج مايحملُ
عطرَ الإيمان الصحيح ،لذلك لايصحّ لمَن يحكم عليهم أن يأخذَهم بأوّلياتِ
خواطرهم التي بدأوها
بالشك حتى يصلوا إلى اليقين .
وجلستُ أبحث في للمعرّي الذي قال ذلك فوجدتُه هو نفسه الذي قال بعد أن ذهبت
عنه المراهقة الفكرية :
زعم المُنجِّمُ والطبيبُ
كلاهُما
لاتُحشَرُ الأجسادُ فقلتُ
إليكما
إن صحَّ قولُكما فلستُ
بخاسرٍ
أو صحَّ قولي
فالخَسارُ عليكما
………
وحين يكتب الخيام :
وإنما نحنُ
رُخاخُ القضاء
ينقلنا في الَّلوحِ أنّى يشاء
وكلُّ من
يَفرُغُ منَ دورِه
يُلقَى به في مُستقَرِّ الفناء
كان ذلك في زمن مراهقته الفكرية ،
ونتيجة عوامل تزامنت في في نفسه أحالته إلى مزيدٍ
من الكآبة واستمرت معه زمناً ،
فآمن بالجبريّة وعاتب القدر ،ووصفه في كثيرٍ من رباعياته بالضلال ،حتي صفت نفسه وطهر قلبه وعاد لصوابه.
# اقرأ الكثير عن حياة الخيام في
هذا الكتاب
#من وكالة كنزي للنشر
# رقم الإيداع والترقيم الدولي
ISBN:
9798224711499
ISBN:
9798224267651