جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
عادل التوني‏فنوننقدنقد شعر

قراءة مبسطة في: (ديوان شعر: سمكة زينة في صحن الخلود) للمبدعة الشاعرة: أ/ رضا أحمد.

 

قراءة مبسطة في: 

(ديوان شعر: سمكة زينة في صحن الخلود)

للمبدعة الشاعرة: أ/  رضا أحمد.

(مصر)

قراءة: لــــ عادل التوني.

ديوان شعري: سمكة زينة فى صحن الخلود

صادرة عن سلسلة «الفائزون» بالهيئة العامة لقصور الثقافة.

العنوان: هو ..عنوان قصيدة داخل الديوان.

67 قصيدة .. في محتوى 237 صفحة .. تقريبا.

الغلاف: تصميم بسيط .. يتوسطه - سمكة الفايتر- من الأسماك المعروفة بجمالها وروعتها – على خلفية زرقاء..

والتصميم لايعبر بشكل صريح عن العنوان أو فحوى المجموعة الشعرية.. سوى أنه – سمكة - .

ــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــ

تغريد خارج السرب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

... مقاربة .. رضا أحمد .. لإعادة تصوير وتخيل الزوال والفناء والعراء والوحشة والأبدية والمتواريات والخلود في رائعتها الشعرية (سمكة زينة فى صحن الخلود) .. وكأنها مقاربة الفناء و إشكالية الحلول عند *الحلاج.

لقد شكلت شخصية الحلاج أغرب الشخصيات التي لاقاها التصوف الإسلامي لأن تجربته الروحية كانت نوعا ما لافتة حتى أن فناءه و حبه لربه عجل بموته .

فالحلاج قد غلب عليه حال الفناء فصدرت عنه شطحات بالرغم من كونه أنه كان أكثر دقة في التعبير عن هذه الحال لعل ذلك يعود إلى عمق تأثره بالثقافات الأجنبية و العقائد المسيحية. ويصور الحلاج حال الفناء بقوله بأن الله إذا أراد أن يوالي عبدا من عباده فتح عليه باب الذكر ثم فتح عليه باب القرب ثم أجلسه على كرسي التوحيد ثم رفع عنه الحجب فيريه الفردانية ثم كشف عنه الكبرياء والجمال، فإذا وقع بصره على الجمال بقي بلا هو وحينئذ صار العبد فانيا وبالحق باقيا فوقع في حفظه سبحانه ويرى من دعاوي نفسه. ويورد في هذا السياق مواقف يفصح فيها عن الفناء و الحلول.

عجبت منك ومني يامنية المتمني

أدنيتني منك حتى ظننت أنك أني

وغبت في الوجد حتى أفنيتني بك عني

فالحلاج عاش تجربة الفناء واعتقد بأن الإله حل في ذاته الإنسانية وبتعبير أدق اعتقد بحلول الطبيعة الإلهية في الطبيعة الإنسانية.

أما  الشاعرة/ رضا أحمد .. فكانت تجربتها شبه ذاتية .. هي والناس والظروف والبيئة وكما ذكرت بعالية منظومة المقاربة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملامح من التجربة:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

... قبل الشروع في ملامح تجربة الشاعرة.. رضا أحمد .. لابد الاعتراف .. بإن لغة المجموعة الشعرية (سمكة زينة فى صحن الخلود) .. لغة سهلة .. بعيدة عن ( التقعير ) .. فجعلت المحتوى سهل الهضم والفهم دون أن تستعين بمفسر حديث!

... فُصحاها اللينة .. تقارب العامية .. أو مايقال عليه – السهل الممتنع.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من قصيدة:

وحوش في وردية ليلة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جرى كل شيء على نقيض ما تتمنى الغابة؛

بوفرة من الأرانب

وبوفرة منا

قبلنا الحلول الوسطى

مثلما نقبل الأحذية الرخيصة لأن الطريق ليس لنا

ولم يعد ملكا للزمن،

أنا وأنتَ...

بما أننا قبضتان في يد

أنت وأنا ...

وليس بيدك شيء؛

ملكية هشة لرؤية عابرة

ذكرى مثالية للدموع

كسرة الخبز تحدثت إلى جوعي

وقالت: أعرفك.

... عنوان العمل يأخذك بعيدا .. لتترقب حضور تلك الوحوش! ولو لم تفعل شيئا لهم!

تعرف أنهم يأتون ليلا! حتي لا تفضحهم شمس!

يأتون سرا .. ليس خوفهم منك؟ بل لضمان تواجدك!

نعم نعم .. وحوش الدنيا .. ولا غيرهم.

وهل هناك وحوش في الآخرة سوى هولاء .. يالله .. فقد طمعوا في رغيف الخبز كاملا ..

وحوش يسرقون حتى - كسرة خبزى - من فمي!

وماعسانا سوى أننا قبلنا – الإنكسار في المنتصف -  منتصف عُمر – أو منتصف ذكرى – أو منتصف طريق انتعلنا فيه تلك الأحذية الغريبة عنا!

لأننا نعرف يقينا .. أن الطريق ليس لنا .. لكن سرنا به .. ربما نجد متتصف ضالة .. أو نقع  في منتصف حلم !

رغم يدي .. ويدك .. لكن لانملك منهما قبضة .. لانملك .. والذى لايملك .. ماذا يعطى؟

وكأن ملكيتنا صودرت .. رغم وفرتنا .. وسوادنا الأعظم .. لكن .. نعود للعنوان ( وحوش في وردية ليلة ) فنعود للمنتصف

وتلك الذكرى الهشة كمثاليتها ..

يمتلئ جحر الأرانب بالخوف .. حتي تشرق شمس .. ويحاولون سرقة – مشروعة - لكسرة خبز من رغيفهم!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من قصيدة:

أنا أيضا فقدت أسمي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كل نساء الدنيا روين بدمائهن فكرة الأمومة

والرجال تركوا مناجلهم في مخازن الذخيرة

وأطعموا الأرض الألغام بدلا من بذور القمح،

الحروب حفظت أسماءنا القصيرة

كي تطمئن عن فقدنا الأهل والأعداء،

قلت إنني تجاوزت أحزاني

سأنجو بنصف جمال

نصف مجد

وجناح،

أحببتك في مأساة ليست لنا،

رأيتك بنظرة تشبه الجوع أردتك في لمسة مثل الأبدية

وعندما تخليت عني

دفنت اسمك في منتصف غرفتي

وجعلت هذا المكان من الخطر بحيث

لم يمت أحد  بالدرجة التي عشتها تحت سريري

... وعن فكرة .. الحرب والسلام ..

الظاهرة التي تقوم على قرارات يتخذها الإنسان بنفسه، وليس عدلًا لو قُلنا إن الحرب تحقق السلام.

فالسلام يقوم على حل جميع المشكلات القائمة وإزالة أسباب الصراع أو التخفيف من حدتها.

فبدلًا من توجيه الموارد المالية والثروات إلى الحروب، فليتم توجيهها إلى مجهودات أخرى نافعة  لتخليص الإنسان من الفقر والجوع والتشرد، فالسلام جهد سلمي يخدم الإنسان ويقضي على ظاهرة الحرب والدمار.

وربما أشارت إليها رواية الكاتب الروسي ليو تولستوي، ( الحرب والسلام ).

... تنشد المبدعة السلام والنماء .. وربما ناشدت بطرف خفي أوزوريس وثلاثية (الخير والشر والزراعة والخصوبة) ..

- وفي رحمي

أبقيك في ؟أماكن خطرة

وأناديك.

... تنبذ الحروب ومآسيها وزراعة الشر بدلا من زراعة الخير.. فالطعام عندها .. زاد البشر وليس فناء البشرية .. فالحروب ذاكرتها قصيرة وإن طالت .. والسلام ذاكرته طويلة وإن قصر ..

ياأيها الإنسان الشقي .. ماأشقاك سوي نفسك .. تجاوزت أحزاني بما لدي من أنصاف أشياء وبعض حلول!

ياأيها الإنسان الشقي .. لما تقحم ذاتك في شقاء ليس لك به فيه .. ضرع ولا أرض ولا عرض!

إنتبه يانصفي الثاني  .. تمام البشرية بنا وحدنا .. فقط.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من قصيدة:

سمكة زينة فى صحن الخلود.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الطريق بين عينين

هوة سحيقة

جرح عميق بين ضمادتين،

فلا تعش كذبتك طويلا؛

ليس للزمن وجوه يألفها

ولا للمكان سماء لا تتنازع فيها البنادق

ولا أنت بالكبش الثمين

ليهاتفك الوحي

إن لم يقتلك التدافع فى طوابير الخبز

ستقتلك خطواتك

فى الطرق المعبدة بشعائر الرب

... هذا الصوت الخفي للذات .. يتحدث بلسان الرائعة/ رضا أحمد .. والذي يكتنف المشهد العام غموضا وتوجسا!

حيث يلعب مضمون اللغة دور البطولة..

لاتعش .. لا المكان .. لا أنت بالكبش.

صوفية المشهد تحتم عليك القراءة بتأني .. حتى لايفوتك فرض .. الجمال الشعري واللغوي!

تنبيه .. توسل .. رجاء .. حتي لاتقع في المحظور بين لغة الشاعرة وفعلك ..

ولا أنت بالكبش الثمين

ليهاتفك الوحي

قف .. واعرف حدودك .. ومن أنت؟

إن لم يقتلك التدافع فى طوابير الخبز

ستقتلك خطواتك

... أناديك أيها الإنسان المغامر .. لاتقع في طرق تؤدي بك للتهلكة.. ولاتسلك طريق غير الطريق الرسوم لك.

انتبه لخطواتك فربما..

- ستقتلك خطواتك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

استطاعت .. رضا أحمد .. بلغة بسيطة أيصال تلك الإنسانيات بهدوء .. بما فيها من إستعارة لخطاب ( مغامرة الفناء ) بما في الخطاب من لحظات جادة وفانتازيا ..

من خلال نقاء روحي وتجربة إبداعية مررت – مايحلو لها – من مفردات عميقة التكوين .. لتصل إليك سهلو منبسطة!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عهدنا بقصور الثقافة جدية المنتج .. وهاهي تفي بعهدها .. ليقع بين أيدينا هذا المنتج الجاد في مضمونه .. الرائع في لغته..

شكرا للمبدعة / رضا أحمد ..

صاحبة: سمكة زينة فى صحن الخلود.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المهندس/عادل التوني.

الرئيس الأسبق لرابطة الكتاب العرب على الإنترنت التابعة

ــــا ( Google ) لــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*الحلاج:

الحسين بن منصور بن محمى .. الملقب بالحلاج .. العراق .. متصوف .. له أفكار أتفق واختلف معها البعض.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سيرة ذاتية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رضا أحمد

شاعرة مصرية

مواليد القاهرة في ١٧ مارس ١٩٨٢

بكالوريوس خدمة اجتماعية في ٢٠٠٤ - جامعة حلوان.

صدر لي:

- ديوان "لهم ما ليس لآذار" عن دار نبض للنشر والتوزيع في ٢٠١٦.

- ديوان "قبلات مستعارة" عن جاليري ضي في ٢٠١٨.

- ديوان "أكلنا من شجرته المفضلة" عن دار الأدهم في ٢٠٢٠.

- ديوان "الاعتراف خطأ شائع" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب في ٢٠٢١.

- ديوان "سمكة زينة في صحن الخلود" عن الهيئة العامة لقصور الثقافة "سلسلة الفائزون" في ٢٠٢٢.

رضا أحمد


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *