جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
تيسير المغاصبهفنونقصة

(لن تشرق الشمس أبدا )قصة متسلسلة بقلم :تيسيرالمغاصبه ٢٠٢٤ الفصل الثاني -١٥- الأثمان البخسة

 

تيسير المغاصبه

(لن تشرق الشمس أبدا )

      قصة متسلسلة

 بقلم :تيسيرالمغاصبه

            ٢٠٢٤

        الفصل الثاني

          -١٥-

     الأثمان البخسة

بعد أن شب عبدالله أراد أخيرا تحقيق حلمه الذي طالما راوده منذ الصغر، وهو الالتحاق بالجندية، وتحديدا الدرك.

فكم كان يتمنى أن يرتدي الشماغ والعقال وأن يزين جبهته بالتاج.

فذهب  إلى المدينة ليغيب عدة أيام ويعود بعدها في إجازته وهو  يعتلي صهوة جواده مرتديا زيه العسكري،  وقد إلتحق بالفعل بقوات الدرك.

وبعد أن حقق حلمه ،يرسل جاهة رسمية إلى منزل  إحدى القريبات ليطلبها للزواج.

وبعد ذلك يحدد موعد الزواج ليكون في إجازته القادمة.

 تزوج من قريبته"سعدى" التي وافقت على الإقامة  في منزل العائلة ،خصوصا أن  زوجها عبدالله وكما هو حال الجندية يغيب  عنها أيام .

وهكذا يتحسن وضع أسرة حميدان المادي نوعا ما بفضل مرتب عبدالله الشهري.

أما زكي فاستمر بأفعاله القذرة، وأخر أفعاله هو نصب خيمة صغيرة في باحة المنزل قريبة من المرحاض قاصدا من وراء  ذلك إصطياد أي طفلة أو فتاة قاصر تمر من أمام خيمتة قاصدة قضاء حاجتها ، أو تكون مغادرة أو عائدة إلى البيت فيجرها إلى خيمته بأساليبه الخبيثة.

ولم تسلم من تحرشاته حتى أخواته الصغيرات.

* * * * * * * * *

سالم هو أحد أولاد هلاله ،والذي كان مهووس بالنساء إلى حد الجنون،والذي كان يطلق عليهن تسمية "البط "أي يسمي المرأة بطة من كثرة شغفه بها.

ودائما إن دعي إلى مناسبة يكرر عبارته المعروف بها بتبجح:

-أي مطرح مافيه بط مابستحق إني أروح عليه؟

وكان أشهر من فرق في الانساب في قرية أم الملح من كثرة ماانجب من أولاد للآخرين.

تقول له أمه هلاله بوقاحة :

-هسى بعد ماخليت كل عيال أم الملح خوان ،والله ماني عارفه كيف بدنا نجوزهم لبعضهم؟

تعددت زيارات سالم إلى منزل حميدان، وكان يحمل معه العنب المجفف للصغار لكنه في الحقيقة قاصد أن يهديه لفريال لأنه يعلم كم تحبه.

ويشتري لزوجها حميدان  الشاي والسكر والدخان كي يشتري بذلك صمته وبالتالي يشتري شرفه ورجولته وكرامته.

وكثير ما يلمح بالكلام بأن فريال كانت من حقه هو أو من حق أي واحد من إخوته للزواج منها وليس حميدان "الختيار الشايب".

وأن حميدان يرى مزاحه المبالغ به  مع زوجته فريال التي لاتزال صغيرة وتضج فيها الحيوية التي فقدها هو مبكرا.

وفي حقيقة الأمر أن فريال كانت تميل إليه كما تميل إلى كل من يحرك  إنوثتها ،ومن جهة ثانية هي  تعتبر عائلة الحجارين هم أهلها وعزوتها.

وفي الواقع أن حميدان بعد أن كبر وهرم  وأصابه العجز في فحولته ،بات لايهمه سوى السيجارة وكاسة الشاي .

وقد وفر سالم ذلك كله له ،ففي كثير من الأحيان وعندما يكون الاولاد في الخارج

وسعدى في زيارة إلى أمها ،وتكون فريال وحدها في المنزل  ،يطلب من حميدان الذهاب لشراء الدخان والسكر والشاي بعد أن ينقده ثمن المشتريات ، وذلك كي يخلو بفريال.

كانت فريال تعتمد على عائلة الحجارين بكل كبيرة وصغيرة ،وتشكو لهم همها وضيق حالها،بل وتستسلم لتوبيخات عليان زوج ابنتها عندما ترتكب أي هفوة  أو خطأ ما،  فتتلقى سيلا من التوبيخات القاسية ،الجارحة بكل إستسلام.

بل حتى هلاله التي لم تتوقف أبدا عن  توبيخها  وإهانتها.

تتطور علاقة فريال بسالم إبن هلاله لتصبح علاقة فراش ،وكان حميدان يعلم بذلك لكن أن ماكان يسكته هو السيجارة وكاسة الشاي ،بل والطعام أحيانا.

وكان سالم يفرض شخصيته على حميدان كبقية إخوته ،وأحيانا يرسله للعمل في حراسة مشغل الحجارة قاصدا إبعاده ليخلو  له الجو مع فريال.

لقد فقد حميدان غيرته وإحساسه تماما بعد فقده لفحولته السابقة التي عرف بها.

* * * * * * * *

يزداد نفوذ عائلة الحجارين في القرية وتتوطد علاقاتهم  بالمسؤولين في المدينة ،وباتو يتدخلون بكامل شؤون القرية وقد وصفوا أنفسهم بالأسياد، وكانت تدخلاتهم حتى بالأمور الخاصة جدا بين الأزواج.

وكانوا يدفعون المال بحرص في سبيل استمرار نفوذهم وشراء ضمائر الفقراء والمعوزين.

لقد فرضوا احترامهم على الجميع بالرغم من سوء أخلاقهم وتاريخهم الأسود والغير المشرف، وبعدهم كل البعد عن الله ،وعن الدين ،والعبادة .

* * * * * * * *

أكثر من مرة ترى فريال سعدى زوجة ابنها  عبدالله خارجة من خيمة زكي ،فتنظر سعدى إليها بوقاحة ومن ثم تدخل إلى المنزل ،وفي حقيقة الأمر أن فريال تعلم بأن سعدى تعلم أيضا بعلاقتها بسالم ،وهذا ماأجبرها على الصمت.

ولم يكن أي خيار أمامها سوى تعزير ابنها زكي بقولها:

-عيب عليك  يازكي هاي حرمة أخوك وأمانه عندينا؟

لكن زكي نظر إليها  بنظرات احتقار،وتقليل من شأنها واحترامها، وكانت تعلم معناها جيدا ،ومن هنا بدأ عقوق زكي وتمرده على أمه وأبيه العجوز معا.

* * * * * * * * *

بعد أيام من غياب غروب في المدينة ،تعود في عربة شرطة ،ويسلمونها لأسرتها بعد أن يحذرونهم من معاقبتها على هروبها،وبالرغم من تأكيدهم لهم بأنه أحد لن يؤديها،

إلا أنهم  جعلوهم يكتبون تعهدا خطيا بعدم مسها بسوء.

وفي الواقع أن جميع أخوتها يحبونها ولايمكن أن يؤذونها أو حتى أن يسمحوا لأي أحد بأن يمسها بسوء.

وقد مرت حادثة هروبها مرور الكرام،

ودون أن تسئل  أين كانت وماذا كانت تفعل  بالمدينة .

 وإزدادت عنجهيتها وتمردها على بنات القرية،ودائما تكرر وبفخر "أنا بنت هلاله".

* * * * * * * *

إنتشرت في القرية عادت الزواج من الفتيات المسجونات بواقعات الزنا،فكان كل من أراد الزواج من امرأة بيضاء،وجميلة منهن كان يذهب إلى المدينة ليدفع فقط رسوم المحكمة ويتم كتب كتابهما  ويعودان معا إلى القرية فتعيش معه كزوجه وتنجب له أولاد.

تزامن ذلك مع زواج سويلم وحسان من نساء من المدينة كن كبيرات في العمر وقبيحات، لكن فضلوهن على بنات قريتهم لمجرد أنهن كن بيضاوات البشرة.

قيل بأنهن من عائلات مشهورة في المدينة ،لكن البعض أكد غير ذلك.

وتزامنت أيضا تلك الأحداث المتسارعة جدا مع إنشاء مركز للشرطة في القرية ،كذلك مركز صحي كان  تبرعا من دول إجنبية وهو بالدرجة الأولى كان لرعاية الأطفال. وكانوا يقدمون فيه العلاجات والحليب والغذاء والرعاية الكاملة للأطفال.

وكان ذلك من نصيب ولدي عبدالله التوأم "جميل وجمال".

* * * * * * * *

كانت هلاله قد أخذت إبن أختها "شليوي" ليتربى في كنفها  منذ أن كان عمره ثمانية سنوات ،

وكانت قاصدة من وراء ذلك ،إعداده ليكون زوج المستقبل لابنتها غروب ،الابنة الوحيدة بين الذكور، وقد نشأ في رعايتها حتى شب في منزلها واشتد عوده، وقد تعلم مهنة أولادها ،لكنه أحب فتاة أخرى. وعندما عرضت عليه هلاله الزواج من ابنتها غروب الغير  الجميلة والبدينة جدا ،وأنها سوف تتكفل بكامل تكاليف زواجهما، لكن شليوي اعتذر متعللا بأنهما تربيا معا وأنه يعتبرها مثل أخته.

وكانت خيبة أمل كبيرة لها،فطردته من منزلها فيما بعد.

بل وطرد من العمل أيضا.

(يتبع....)

تيسيرالمغاصبه

١٣-٣-٢٠٢٤




***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *