أغنية المسحراتي غناء وتلحين سيد مكاوي وأشعار فؤاد حداد
بقلم بنصغير عبد اللطيف
أغنية المسحراتي غناء وتلحين سيد مكاوي وأشعار فؤاد حداد
بقلم بنصغير عبد اللطيف
عن أغنية المسحراتي غناء وتلحين سيد مكاوي وأشعار فؤاد حداد:
في هذا الشهر العظيم شهر القرآن شهر الله الواحد الأحد الفرد الصمد ,حاولت
الرجوع إلى طفولتي التي كنت أسمع فيها أغاني رمضان بشجن وبحب عميق حتى وصلت إلى
أغنية الشيخ سيد مكاوي المسحراتي ,هذه الأغنية التي سكنت في وجدان العرب والمسلمين
إلى الأبد ,فبحثت عن الأغنية في اليوتوب مشكورا وبدأت أسترجع ذكرياتي الجميلة معها
في هذا الشهر الذي عظمه الخالق سبحانه وتعالى من فوق سبع سماوات ولما دققت في
الأغنية كباحث يريد أن يكتب مقالا أدبيا عن فن الغناء الروحاني الرمضاني وجدت نفسي
أمام هرمين من أهرام مصر في مجال التلحين والغناء الذين هو الموسيقار سيد مكاوي
أسطورة التلحين والغناء العربي كما أنني وجدت نفسي أمام شاعر من كبار شعراء الزجل
في مصر بل و من مؤسسي الشعر الملحمي في مصر العربية الذي هو الشاعر المدهش فؤاد
حداد,وبعد البحث والتقصي وجدت أن أغنية المسحراتي هي عبارة عن عمل إذاعي تلفزي من
عدة حلقات أنتجته الإذاعة والتلفزيون المصري في بداية الستينات,إنه عمل إبداعي
خالد لن يفنى إلا بفناء الأرض. وسيبقى إسم الشيخ سيد مكاوي خالدا بهذا العمل ما
دامت الدنيا قائمة والناس يصومون طاعة لله إلى أن تفنى الأرض و ما عليها هذا
المنتوج الشعري الغنائي الأصيل الذي لم يستعمل فيه الشيخ سبد مكاوي إلا الطبلة
وغناه بإحساس عميق ضارب في التأثير في النفوس الصائمة والقائمة طاعة لله سبحانه
وتعالى ,ووجدت أن المسحراتي هو عبارة عن ديوان في الشعر الملحمي الزجلي يؤسس لهذا
الفن الشعري في مصر العربية ,ووقفت إجلالا و احترما للشاعر الأسطورة فؤاد حداد
الذي أدهشتني طريقة كتابته للزجل حيث أن نفسه طويل يسيل كالنهر العذب بلا توقف أو
تعب إنها فعلا ملحمة شعرية رمضانية يبدؤها الشاعر بأبيات رائعة ومؤثرة عن شهر
رمضان يقول فيها
اصحى يا نايم
وحد الدايم
وقول نويت
بكره ان حييت
الشهر صايم
والفجر قايم
اصحى يا نايم
وحد الرزاق
رمضان كريم
كلازمة ثم ينطلق في سرد ملامح الشعب المصري الاصيل المتأصل في حياته
اليومية من صناع وبحارة و حركة المصريين في حياتهم وأزقتهم وطيب رائحة عرقهم
ثم يبدء بلازمة أخرى مؤثرة جدا يقول فيها:
المشي طاب لي والدق على طبلي
ناس كانوا قبلي قالوا في الامثال
الرجل تدب مطرح ماتحب
وانا صنعتي مسحراتي في البلد جوال
حبيت ودبيت كما العاشق ليالي طوال
وكل شبر وحته من بلدي حته من كبدي حته من موال
ثم يسترسل في الحكي و أسرد هنا مقتطفا بسيطا من حكيه يقول فيه:
رمضان حبيب الندى بالعودة أيامه
أنا قلبي ياما نده على معنى أيامه
أذكر المؤمنين بالحق وصيامه
يا مصر يا جنة خضرا ويا رباط الخيل
وجب من الليل جهاد الفجر وقيامه
اصحَ يا نايم وحد الدايم
السعي للصوم خير من النوم
دي ليالي سمحة نجومها سبحة
اصحَ يانايم يا نايم اصحَ
وحد الرزاق…
1رمضااااان كرررريم
لن أطيل الكلام عليك صديقي القارئ لأنني وجدت نفسي أمام إثنين من عتاولة
الموسيقى والشعر في مصر الحبيبة مما يستلزم دراسة أو أطروحة تتناول هذا العمل
الفني الذي سيبقى كما قلت في الدنيا مادامت قائمة