جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك

 

نهاية الكتاب

العقيد بن دحو

العقيد بن دحو

هناك مقولة رائجة في عالم سوسيولوجية الأدب تقول : " لا ينبغي أن نقول عن كتاب جيد إلا إذا عرفنا كيف قُرئ " !.

و كم تشبه هذه المقولة مقولة اخرى تصب في نفس الإتجاه أو تقاربه : " لا ينبغي أن نقول عن رجل انه سعيد إلا بعد أن يغادر هذه الحياة".

و ثمة يكمن اشكال و تأويل الكتاب تأليفا و صناعة.

 الحقيقة يبدو الكاتب أو المؤلف أنه قدم الذي عليه أبدع و ألف و صحح و اعاد ما يمكن اعادته ، صفف قيٌم قوٌم ، و قدم مؤلفه  للناشر و كفى المؤمنون شر القتال !

يبدو هو كذلك للإنسان العابر أو للقارئ المستهلك للمادة الأدبية ؛ العابر وراء الزخرف. بل يبدو ينطبق القول على جميع الفنون الزمكانية التي تستوفي شرط العرض على الجمهور القارئ المشاهد المستمع أو هم معا و المتفاعل أيضا . اذا ما اخذنا بعين الإعتبار كل ما هو رقمي ديجيتالي.

يقول (روبيرا اسكاربيب) : ان كل ما يجري على الأثر (....) بعد تسليمه للناشر هي أعمال مُثِمة له. أي مُكملة للأثر ، و لا يعتبر معبرا عنه إلا اذا  استوفى عبور هذه المراحل بشكل جيد و كاف ، و أصحبته تغذية راجعة و لو بعد حين ، يؤكد معلومة أو يُصحح خطأ ما .

الى ان نصل الى السؤال البيستمولوجي الديالكتيكي (كيف)... كيف قُرئ !؟

بالواقع هي سلسلة من الاسئلة التي تجابه سائر الجماعة الجمالية الإبداعية الثقافية الاديية الفنية الاقتصادية التي ساهمت في صناعة الأثر (....) ؛ كيف...لماذا....متى....أين...؟

هذه الجماعة تقدم للمتتبع الباحث ما يسمى (العمل الرابع)  الميكانيزم البشري المالي المادي المعنوي الفكري السيكولوجي في (صناعة) قراءة كتاب او قراءة أي منتوج أدبي فني آخر.

العمل الرابع على وزن (الجدار الرابع) بالمسرح البريختي الملحمي ، اين كان يدعو بريخت عبر مسرح و مذهب (الأغراب) الى تحطيم الجدار الرابع ، أي جعل الجمهور مشاركا للفعل الدرامي. بمعنى لا يتركه يغادر صالة العرض إلا و قد حمل معه بوادر التفكير و التغيير ، من تلك الفكرة التي تغير وجه المحيط بل وجه العالم ، على العكس تماما مع المسرح (الأرسطي) الكلاسيكي التقليدي الأخلاقي ؛ مذهب القيود - في يوم واحد و في مكان واحد يتم فعل واحد - اين يكتفي الجمهور بالتكفير و التطهير ؛ التطهير و التكفير من أدران انفعالات النفس.

لقد سمت الرواية الحديثة هذا العصر بعصر القارئ . لقد اِمٌحا المؤلِف تدريجيا من العملية الإبداعية برمتها ، و بدى القارئ و كأنه هو من خلق و ابدع و ألف و رسم و نحث و عزف القطعة الموسيقية و مثل (الأثر) !.

كم تنطبق ايضا هذه الحالة على (العين الرابعة) حين يرى المبدع ما وراء الحياة ؛ انما الهدف من الحياة و صيرورة الحياة و فعل الحياة.

و عندما تسلم أوراق هذا المصنف الى النقد ونقد النقد ، الى القراءة و القراءة على قراءة ، يقدم المنتوج الى الناقد ، هذا الشخص الذي يكرهه الناشرين و لا يخشاه المؤلفين ، سيبدي برأيه الهام ، كلمته الأخيرة في هذا المُنتَج (المفتي كما هو معمولا به في بعض المحاكم) و بالتالي حياة هذا الكتاب و مآله ستكون على طاولة اوراق الناقد ، عندما تُنْشَر في حريدة أو مجلة ، مخصصة للدوائر الأكاديمية الجامعية و للفئات الأنتلجنسيا و دائرة المثقفين ، و بالمجلات و الجرائد اليومية و الأسبوعية للدوائر الشعبية و الفئات الأخرى.....

صحيح مبيعات هذا الكتاب أو ذاك لها صوتها في نجاح الأثر ، كما للجائزة أو التكريم الذي يمنح لصاحب الأثر دورا مهما في نشر هذا الكتاب.

لكن الأحصاء الأدبي الفني الشامل هو الفيصل و هو مخرجات جل العملية برمتها.

و في ظل غياب الأحصاء العام او الشامل الأدبي بما اذ الأدب و الفن عموما لا يمكن فصله عن الظاهرة الأجتماعية ، اي ما يسقط على المجتمع.يسقط عن الأدب .

و في ظل غياب الاحصاء الادبي عند سائر العرب تصبح النظرة عن مقروئية الكتاب قاصرة حسيرة ، ينتابها العديد من العواطف و الميولات و الرغبات و المجاملات و أشياء غير أخلاقية..... و لا تعطينا فكرة صحيحة عن كيف قُرئ هذا الكتاب ، و لا كيف رُسمت هذه اللوحة ، و لا كيف نُحثت هذه المنحوثة ، و لا كيف عُزفت هذه المعزوفة الموسيقية ، و لت كيف مُثلت هذه المسرحية ، و لا كيف شُيدت هذه العمارة او القلعة او البناية او الهيكل !

و عليه تكون من الصعوبة بمكان و زمان ان نضع الاثر الذي يعرض عن (كيف قُرئ) ؟..... في حالة رائز سيكولوجي سوسبولوجي . في حالة ابداع . تفكير ، و محاكمة.

ما يعرض أمامنا سوى (بزار) بيع و شراء و انتهى الأمر ، يعامل فيه الكتاب كأي بضاعة استهلاكية بافلوفية ، تخضع المنعكس الشرطي ، كتلة و مساحة ولونا و حجما ، ثم لا احد من جماعة الكتاب و الكتابة يسأل الى اي مدى وصل اليه مؤلفه. و هل قُرئ قراءة أولى أم ثانية أم ثالثة أم رابعة ، و تلكم هي المشكلة!؟.


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *