عبدالله راغب أبوحسيبة
مراوغة أنت
مراوغة أنت
كورقة التوت حين تعبر
الريح عليها
لكنها تمسك جيدا بشجرة انكسارها
لن تسقط الورقة
ولن تخفي كل توتها
لكن الرقصة تقنع الجمهور
أن شيئا ما
سوف ينتهي بفاجعة
تكفي أن يلمس كل منهم
بابا آخر للخروج
غير الذي دخلوا منه
كي تشاهد الفرقة نفسها
وهي ترقص
بعصبية تجعل المشهد
لا يشبه العنوان
الذي جر المراهق من
مقهى وسط المدينة
كان يرتب لاصطياد
امرأة ترتب له الخروج الآمن
من زحمة هرموناته الملعونة
امرأة سوف يمريمها
..........
المريميات
في كتب التاريخ تبص عليه
وتبصق على سذاجته
وتقفز فوق المسرح
ترقص الفالس
وكسارة البندق تدوس
على أصابعه
ودم كثير يسيل
على كرسي شاغر بجواره
البكاي كمال كمال · 1 ي ·
يا قافيةَ الشعر العذبة
وأميرةَ بستانِ الطيبةِ في زمنِ القسوة
يا قدميْ أنثى
تحتهما جنة
يا صاحبةَ الخدِّ الناعمِ
كم كانتْ ضحكتكِ حلوة
صاحبة المعروفِ وعاشقة النكتة أمي
من كانت تضربُ للجارةِ ألفَ حساب
من كانت بالعسلِ الحرِّ تجودُ
على الكلِّ بلا استثناء
من كانت يدها البيضاء على الحيِّ كمزنة
من كانت تؤنسُ جارتها
وتطعمُ قططَ الحيّ المتشردةِ بلا مأوى
وتكنسُ ساحة َمنزلنا فجرا
من كان الحي يحبُّ فطائرها
قهوتَها المعتادةَ كلَّ مساءْ
من كانت بالمنديلِ تشدُّ عباءتها
وتدهنُ فروةَ رأسها بالحنّاءْ
من كانت في الليلِ تخبئ حقي
وتنتظرُ قدومي ولا تأكلُ حتى أحضر
من كانت لفطورِ الصبحِ تعدُّ لوالدنا
ثم على الِمجْمَرِ تنصبُ مقلاةً مفعمةً
بالفلفلِ والبندورِ مع البيضِ البلديِّ فما أحلى
أكلكِ يا أمي وما أشهى
يا ما نساءً وحَّمْتِ
ويا ما لبنا صدقتِ
ويا ما كربا فرجتِ
ودينا لغريبٍ أدّيتِ
ولا ناقةَ لكِ في ما أديتِ ولا جملا
أنتِ الخيرُ وأنتِ الجودُ
وروحُ النبلِ بقلبكِ تجري
قمرٌ يضحكُ حين يراكِ الضيفُ مبتسمةْ
بكل مقاييسِ العظمةِ يا أمي
أنت عظيمة ْ
وبكل ِّمعاني النبلِ
وما يمكنُ أن تحملَ لغةٌ
من حسنِ الوصفِ
أنت جميلة
والكلُّ بذلكَ يشهدُ ويزكي
والقلبُ إذا اشتاقَ لمن ْ
ماتَ بكى دمعةْ