لماذا تكره الزوجة الزوج (التنمر والعدوانية) (16)
الحلقة السادسة عشر
عزة عبدالنعيم
هناك أيضا أسباب غير ظاهرة لكراهية المرأة لزوجها : و من أهم الأسباب غير
الظاهرة لكراهية المرأة زوجها نجدها فى غياب أو تغييب مشاعر الحب لأن عدم الشعور
بالحب المتبادل بين الزوجين يجعل العلاقة بينهما مجرد مساكنة أو زواج مصلحة بارد
لا حياة فيها ولا دفء .
أيضا إفتقاد الشعور بالأمن أو الطمأنينة بسبب توقعها لغدر الزوج بها كونه
يهددها تصريحيا أو تلميحيا بالزواج من أخرى
لمجرد وقوع خلاف بسيط في وجهات النظر .
والإمتناع عن إعفاف الزوجة بسبب الإهمال لها أو العجز عن إشباعها لأمر ظاهر
أو خفي ، وإستحياء الزوجة عن الإفصاح عن رغبتها وشوقها الشديد للمعاشرة .
إنعدام التوافق النفسي بين الزوجين .. يقول ابن حزم في هذا الشأن : ترى
الشخصين يتباغضان لا لمعنى ولا لعلة ، ويستثقل بعضهما بعضا بلا سبب .
فالنفور وعدم التوافق النفسي وإنقطاع التواصل الروحاني بين الزوجين يعتبر
من أدق وأخفى الأسباب ولعل سببه يرجع لقول رسول الله صل الله عليه وسلم : “الأرواح
جنود مجندة ... فما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف” وهذا لا يعني إنتشار
التباغض بينهما فلربما يحب أحدهما الآخر والآخر يبغضه ...
فالحب من طرف واحد أمر واقع ولا ينكره إلا مكابر ، وعدم التوافق النفسي هو
سبب رئيسي لهدم الأسرة إذا لم يتداركه الحرص من الزوجين على الإستمرار
وإنعدام المصارحة وتأخر المصالحة عند وقوع الشقاق أو ظهور أسبابه وذلك قبل
أن يستفحل خطره ويهدد كيان الأسرة . فالكتمان للآلام المجهولة المصدر وعدم مسارعة
الزوج لإسترضاء زوجته عقب إستغضابها مباشرة أو بفترة وجيزة يغرس في نفسها بذور
البغض ويبعث في قلبها نبضات الكراهية لإستشعارها الإهانة من زوجها ولتأخره في جبر ما
صدعته هذه الإهانة التي قد لا تغتفر إذا تأخرت المصارحة أو تعثرت المصالحة بسبب
التكبر أو العناد أو التقاعس غير المبرر .
ف الأسرة الصغيرة هى الخلية الأولى للمجتمع الكبير .
و الكراهية لن يتولد عنها سوى المزيد من النفور و التباعد بين الزوجين .
و نستكمل في حلقة الغد بأمر الله
عزة عبدالنعيم