جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك

 

أيمن معروف

البارحة متُّ.

قلَّبتُني يمنةً ويسرةً لأتأكَّدَ منّي.

كان جسمي بارداً.. وهوائي جافّاً.. وروحي شاحبة.. حزنتُ فعلاً لموتي وبكيتُ لفراقي وتنهَّدْتُ. ثمّ قرَّرْتُ أنْ أفعلَ ما بوسعي أنْ أفعلَهُ إكراماً،

لجسدي المسجّى.

نزلتُ إلى سوقِ المدينةِ

واشتريتُ لي كفناً حريراً وحوائج أخرى.

غَسَّلْتُني.. وأقمتُ على نفسي صلاةَ الميّتِ. وقرأتُ ما تيسَّرَ لي منْ آيِ الذِّكْرِ الحكيم. ثمَّ دعوتُ لي بالمغفرةِ والرحمة. ولأنّي، وحيدةٌ، وغريبةٌ،'وبعيدةٌ، خشيتُ أنْ أموتَ ميتةَ الكلابِ، هكذا، وحيدةً، وغريبةً، وبعيدةً، دونَ أنْ يسمعَ بي أحدٌ، فتنهشُ جثَّتي ضباعُ اللّيلِ، ولا يدري بي، كذلك، أحد.

صرختُ صرخةً مدويَّةً ،

ولم يسمعْ صراخي أحد. طرقتُ باباً

وأخبرتُ أهلَ البيتِ عنْ موتي فلم يكن ليصدِّقَني أحد. حكيتُ لصديقتي العزلة حكايةَ موتي فلم تَحفَلْ

بي وبحكايتي.

أقمتُ سرادقَ للعزاءِ

فلم يأتِ ليعزّي أحد. أعلمتُ المختارَ

وقاضي المدينةِ ولكنْ لم يأبَهْ

لموتي أحد.

رجعتُ حزينةً ومكتظَّةً بالأسى

إلى بيتِ عزلتي أبكي في برِّيَّةِ وحدي.

في البيتِ، قَلَّبتُني يمنةً ويسرةً قبل أنْ أَهمَّ بدفني. وكم اكتشفتُ حينها أنّي ميِّتَةٌ منْ زمان حتّى أنّي لمْ أُصدِّقْ أنّه منْ أجلِ هذا كلّه لم يكن ليصدِّقَ حكايةَ موتي

هذا المساء أحد.




***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *