صلاح فايق
انا شاعرٌ قديرٌ , اعرفُ كيفَ اكذبُ
ولا يعاتبني احد : اغشُّ سماكينَ منهكين ،اتجولُ مساءً في مقبرةِ حيتان
واخفي نقودي هناك وحينَ يموتُ صديقٌ لي , اغضبُ واصرخُ من شرفتي او من نافذةِ قطار
, ولا اجيدُ كتابة مرثية .
*
افضّلُ البقاءَ في غرفتي
لأراقب َ, من ثقبٍٍ في الباب , صديقاتٍ يتعرّين انتظرُ خصوصاً احداهنّ
لانها تملكُ نهداً واحدة
لا اعرفُ لمَ واخجلُ ان اسالها .
*
انا حكيمُ الاشياء الصغيرة وأشعارها ابتعدُ دائماً عن معاركَ لا افهمُ
اهدافها الحقيقية اقفُ عند مدخل مقهى , مثيراً إستياء جالسين اشباحٌ ، تماثيلٌ ،
تتقدمُ اليَّ وتسالُ عن نبيذٍ وفي ايديها كؤوسٌ ثمينة ,احيلُ انظارها الى حيطانِ
ابنية وتواريخها الموحشة .
*
قبل أيام سافرتُ الى مدينةٍ اخرى
صادفتُ ضباطاً وجنوداً , في ضاحية , اتخذوا شواهد َقبورٍ أهدافا لبنادقهم
ورأيتُ موتى يهربونَ صارخين ويبكون
فأبتعدتُ أنا أيضاً ونسيتُ لمَ ذهبتُ الى هناك .
*
تعالَ , كنْ ضيفي واطبخْ لي
سوفَ نغرقُ قريباً بينما تصطكُ اسناننا زرقة المحيطِ او السماء , ليست
جميلةً دائماً. الاغنياء سينفقونَ في سياراتهم الفارهة
الفقراء تحتها .
*