جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
حسن ماكنيفنوننصوص

لا تكثري التّنقيب في ذاكرتي

 

حسن ماكني

لا تكثري التّنقيب في ذاكرتي


حسن ماكني/ تونس

أنا يا سيّدتي لا أتعسّف عن الفصول

ولا أستجدي الرّبيع مداد الكتابة

فللشتاء نصيب

وبعمق الجرح

تكون الكآبة

أنا يا سيّدتي شرقيّ السّمات كما تعرفين

ورثت العناد  من شجر الزّيتون

قلبي واحة نخل

سمرتي من  شجر التّين

أمّي وردة بريّة

صامدة

تزيد إشراقا على مرّ السّنين

أبي كان فلاّحا

يدوّن أحلامه في تراب الأرض

في عروق الطّين

صمتي,  جواب لكلّ سؤال عقيم

فلا تكثري التّنقيب في ذاكرتي

ولا توقظي الأحزان

فأنا مثلك يا سيّدتي

هامشٌ على صفحات  الزّمان

مثلك يا سيدتي

أحبّ

 أكره

أحزن

 أبكي

أفرح

أحِنُّ

أجنُّ

 أتألّم

أبْعد

 أغفر

أصرخُ

 أضجرُ

أحلمُ .... أحلمُ ...... أحلمُ

حدّ النّسيان

مثلك يا سيّدتي

لي حاضرٌ

 وحاضرٌ

 وماضِِ

ولي وجع مكتومٌ

 ولي غربةٌ

ولي فرحة

ضاعت ذات عيد

مثلك يا سيّدتي

 لي إسمٌ وتاريخ ميلاد

مثلكِ

 لي أحلام وأمنيّات تحقّقت

وأكثرهّن على صفيح الضّجر

يتلظّيْنَ حدّ النّوح

من سطوة الحرمان

أنا مذ عرفتك يا سيّدتي

أضحيت بلا وطن

بلا عنوان

وهبت للبحر كلّ قصائد العشق القديمة

واكتفيت فيكِ بما سيحمله الزّمان

مذ عرفتك يا سيّدتي

ودّعت كلّ موانئ الرّحيل

ودّعت قصص الحنين

ودعت  طيش السّنين

ودّعت مغامرات الليل

وأشرعت للآتي

 كلّ منافذ الغفران

مذ عرفتك يا سّيدتي

نسجت للفصول رزنامة الرّيحان

ربيعٌ, فربيعٌ, فربيعٌ

بلا شتاءٍ

 ولا أنين

مذ عرفتك يا سّيدتي

مزّقت كنّش الذّكريات القديمة

مزّقت جواز السّفر

مزقت هوّيتي

كي أؤسّس معك وطن يشبهني

وطن يحتمل غربتي

 وجنوني

وبقايا أحلامي التي تاهت

 في غربة الأوطان.


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *