جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك

 

تحديد النسل الادبي

العقيد بن دحو



يمتاز الادب عموما بالظاهرة الاجتماعية، بمعنى لا يمكن فصل الادب عن الظاهرة الاجتماعية.

تبدو الفكرة مدعاة للسخرية . او كيف لاديب يدعي التحرر و الليبزالية في المجتمع ، بل الاورستقراطية التنويرية الطبقية حتى ان كانت كاذبة ، و يعمل جاهدا باسم التقدم و الثقافة و حتى باسم العلم على تحديد النسل من تلقاء نفسه دون اكراهات سياسية او اجتماعية او غيرها ، و يكتفي بطفلين على الاكثر حتى اذا ما ترعرعا ، كبرا ، و اشتد ساعدهما ، غادرا البيت العائلي ، و عاش كل منهما حرا طليقا بفردانيته.

بينما داخل هذه الاسرة نشهد تثنية الفعل الدرامي و نقيضه - تشابه مع الفارق - حين يعمل الزوجان لا سيما اذا كانا اديبين على الانفجار الادبي ، على النمو الديموغرافي الادبي !.

فمن جهة تنويري حضاري تقدمي ليبرالي حين يمارس تحديد النسل و يكتفي بما اكتفى به. و من جهة احرى تجده يعمل جاهدا نشر  عدد وكم اكبر من الكتب الادبية في سباق مع الزمن ، يتجاوز العشرات ، بل المئة من الكتب . دون ان يطرح على نفسه اي سؤال يتبعه اجابات او تداعيات اخلاقية سياسية اجتماعية اقتصادية.

اذ ان العملية الابداعية ، الخلق الادبي ، يشبهونها علماء الادب و علماء الاجتماع ، و علماء سوسيولوجية الادب و منهم (روبيرا اسكاربيب) و كذا (ابيرت دوكبلو) بالعملية الولادة الفيزيولوجية البيلوجية الطبيعية عند المراة ، عندما تلتقي (امشاج) الذكورة و يتولد عنها الاخصاب ، اذ ، يتشكل و ينمو الجنين من الرحم الحاضن الى ان يكمل عدته و تعداده خارجا الى العالم الخارجي ، اذ يلقى عناية و رعاية و تكفل خارجي اجتماعي ، الاب والام و طبيب الاسرة الاستشاري.

هنا امر لافت حين استعمل الرومان في لغتهم القديمة كلمة "نشر" وهي كانت تعني كلمة "وضع" او "ولد" ، و هو المعنى الموجود لدى (فرجيل') و (اوفيد) و لدى (كلوديل) ، و ما الا ، بعد نصف قرن من الزمن ، حتى صار يعني "نشر" الكتاب. بمعنى انتشاره بين الناس.

و كما كانت دائما الفكرة تسبق الوسائل العملية ، و بعد 14 قرن و ظهور المطبعة ، ساهمت بكيفية او باخرى بانتشار اللغة المحكية حتى صار الناشرون الاول ، ناشرين مولدين.

طبع الاثر (كتاب) هو اتمام له ،ضروري لدى الغير ،و لكي يتوجد الاثر فعليا ظاهرة مستقلة وحرة ، يجب ان و مخلوقا حيا ، يجب ان ينفصل عن "خالقه".

شبيها بالولادة الاكلينيكية ، حيث الولد و المولد و الطبيب المستشار ، و كذا الدار الحاضنة او المجتمع.

اذن لا فرق بين الولادتين الولادة الييولوجية و الولادة الادبية. فكيف لا يطلب الاديب تحديد نسل لولادته الادبية.

صحيح كما يقول المفكر المهدي المنجرة لن تبلغ الدولة سقف التنمية الا اذا بلغ عدد ساكنتتها هي الدولة مئة مليون نسمة.

فهي دعوة لللانفجار السكاني الديمغرافي ، و بالقياس لا يمكن الوصول الى تنمية ادبية الا اذا بلغت ولادة الكاتب الاديب سقف مئة كتاب..

وفي تلك الفكرة اغلوطة ، ستكون على حساب ااجودة و القيمة الابداعية و كذا الذائقة الفنية. ستكون كتابة من اجل كتابة ، كون الكلمة التي كانت كان يجب ان يقولها الاديب اكان يقولها في الكتاب البدء، هي نفسها التي يقولها الانسان ، هي نفس الكلمة التي يقولها الله.

او كما قالت الاغريق القديمة : صوت الشعب من صوت الاله.  Veix pooulei ex Veix dei.

الابداع بيست فوضى خلاقة اختلاقية خلقية اخلاقية ، تماما كما هو الخلق الابداعي ، طلب العديد من الابناء بنينا و بناتا دون تبصر و استشراف او تخطيط للحاضر و المستقبل او دون رعاية تجتماعية او اكلينيكية صحية . او كان تدعهم للشارع  يخطط و يربي بدلا عن الولوالد الشرعي المكفل شرعا و شريعة . شارع لا يرحم يملي عليه رغباته الطفولية سابق لاوانها ، و يكسبهم هرطقات غير شريفة بمعنى الغض الفظ الهتك للكلمة.

تماما كما هو عند الاديب حين يصاب بالاسهال الكتابي ، القدرة على الانجاب دون اعطاء  معنى للحد من النسل ، اي معنى للانفجار الديمغرافي ، فتراه يكتب و ينشر في كل مكان '- خبط عشواء - دون غيرة ادبية او على منتوجه الادبي ، سيكون اسعد حين يسلمه للناشر ، حين يسلمه لاي صديق تحت اسم البيع بالاهداء.

كيف لكاتب ينام قرير العين ، دون ان يرف له جفن او يهتز له قلب و هو يشارك في بيع ولده (كتابه) بتوقيع منه او كان يهديده بالتوقيع في حضرة احتفاء.

انظر مثلا حين يضرب لنا الشاعر السيريالي "ملارميه" في قصيدته الخالدة " عيردياد" مثلا عن الكاتب النموذج ؛ اكثر من ثلاثين سنة و هي فوق طاولته مخطوطة اعجوبة عجائبية. كلما اوشك ان يقدمها للمطبعة تعز عليه فراقها. و ظلت هكذا حتى بعد وفاته. ظلت هكذا حتى سميت "شتاءات" ملارميه ، طيلة ثلاثة عقود وهو يتردد على كتابة طقس هيرودياد ، و كانه ، و كانها لا تابى الانصال و قطع حبلها السري عن مشيمة الكاتب.

وكيف اليوم الكاتب الاديب لم تجف حبر الكتابة الاولى ، حتى يشرع في الكتابة الثانية . لم ينفطم الولد الاول عن الرضاعة حتى شرع في ولادة الكتابة الثانية ' بمان ان الولادة الطبيعية معادلا بامتياز عن الولادة الابداعية الادبية.

فتقول العرب بنات افكاري ، و لم ينبث بابنة شفة !.

فالافكار بنات و بنين

تقول الاسطورة الاغريقية حين ساد حكم "زيوس" بدا يشعر بثقل حجم المسؤولية المستقرة في راسه فطلب من الاله هيفياستوس ، الاله الاعرج الذي كانت تسخر منه الالهة ، ان يشج راسه ببلطة فخرجت منه الالهة منيرفا ، الهة الحكمة ، تحمل الرمح و على راسها الخوذة في اشارة الى قوة الحكمة.

يتزوج من تيميس  و انجبت منه يونوميا تنشر الحكم الصالح كما انجبت الهة الاقدار الثلاث.

يعيش الكاتب الاديب عندنا ثنائية انفصام الشخصية ، في حين تراه يزكي و يبارك لاسباب تقدمية الى تحديد النسل ، في نفس الوقت نجده يطلق العنان لانجاب العشرات من الكتب ذون ان يحدد حدا لنسله الابداعي. مادامت الولادة واحدة ، غير ان الاولى تسجل في سجل المواليد بالبلدية ، و الثانية تسجل عند ديوان حقوق التاليف والمصنفات الابداعية.

وكما يوجد مولظاليد مجهولة النسب ايضا توجد كتب في مجرى التاريخ مجهولة هويتها و ماتبها ايضا.

فالولادة ولادة حتى ان تباينت فيهم السبل و تضاربت عندها الاراء كيف ولدت و اين و متى و كيف ، و من اباه و من امه و من ارضعه ؛ و هل وولد ولادة طبيعية مكتملة تسعة اشهر او ولادة خدج ، عواج نموه داخل حاضنة اصطناعية. و هل الرحم اصيل تم دخيل مؤجر ، و تل الاخصاب كان طبيعيا ام اصطناعيا !؟

..........


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *